شهد ميدان "ترافالغار" في قلب العاصمة البريطانية لندن احتجاجًا بيئيًا من نوع آخر التزم فيه النشطاء بقواعد التباعد الاجتماعي المفروضة في البلاد للحد من تفشي فيروس "كورونا".
ووضع نشطاء في مجال المناخ أكثر من 2000 زوج من الأحذية في صفوف منسقة بالميدان يوم الاثنين الماضي لمطالبة الحكومة البريطانية بالتوقف عن إنقاذ الصناعات كثيفة الكربون التي تلوث البيئة.
وتحت ظل عمود نيلسون، صف نشطاء حركة (إكستينكشن ريبليون) الأحذية عبر الساحة ورفعوا لافتة كتب عليها "كوفيد اليوم.. والمناخ غدًا.. تحركوا الآن".
وقالت المجموعة: "تدعو إكستينكشن ريبليون الحكومة للعمل على معالجة أزمة المناخ خلال فترة التعافي من فيروس كورونا حتى لا يعاني الأطفال والشباب من أزمة أعمق".
وتبرع أشخاص من جميع أنحاء المدينة بالأحذية، التي تم ترتيبها على أرصفة الساحة شبه المهجورة الواقعة في وسط لندن وهي مقصد سياحي، وسيتم منحها لمؤسسة (شو إيد) بعد الحدث.
وتريد "إكستينكشن ريبليون" إحداث تغيير كبير في الهيكل السياسي والاقتصادي والاجتماعي للعالم الحديث في الوقت المناسب لتجنب الدمار الذي تنبأ به العلماء الذين يدرسون تغير المناخ.
وتقول إنها تريد من خلال العصيان المدني غير العنيف إجبار الحكومات على خفض انبعاثات الكربون وتجنب أزمة مناخ تقول إنها ستجلب المجاعة والانهيار الاجتماعي.
وقال "بوبي سيلك"، وهو ناشط من المجموعة يبلغ من العمر 19 عامًا: "يشعر العديد من الشباب بالاختناق بسبب الخوف مما سيحدث، والآن مع هذا الوباء، ربما سيبدأ الآخرون في فهم خوفنا على المستقبل".
وأضاف: "حتى في الوقت الذي نتعافى فيه من الوباء، يجب أن نتحرك نحو تحول أخضر لمنع الأزمات المستقبلية".
يذكر أن ميدان ترافالغار أو طرف الغار أو الطرف الأغر (Trafalgar Square) ساحة تقع في قلب لندن، وتعد من أهم الوجهات السياحية والتاريخية في بريطانيا عامة ولندن خاصة، وكانت تعتبر مركز للتظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات والخطب السياسية وما زالت كذلك إلى الآن، وكذلك تعتبر أشهر نقطة تجمع في لندن لإقامة الاحتفالات، كاحتفال رأس السنة.
سميّ الميدان بهذا الاسم نسبة إلى الانتصار الإنجليزي الكبير في معركة الطرف الأغر البحرية والذي دَمّر فيه الأسطول البريطاني أسطولي فرنسا وإسبانيا عام 1805م، حيث يتوسط الساحة تمثال ضخم لقائد المعركة الأدميرال اللورد نيلسون، محاطاً بأربعة أسود برونزية ومجموعة من النوافير والتماثيل المتباعدة.
كلمة Trafalgar جاءت من التسمية العربية لموقع تلك المعركة قرب رأس الطرف الأغر (أو طرف الغرب) في إسبانيا أو طرف الغار(الكهف) وهو اسم مدينة في جنوب الأندلس.
لمزيد من اختيار المحرر:
صور مؤلمة.. أكياس القمامة لم تقِ ممرضات بريطانيا من "كورونا"
احتجاجًا على نقص معدات "كورونا".. ممرضات يضعن 88 زوجًا من الأحذية أمام البيت الأبيض