{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.. أسدلت محكمة التمييز في الكويت الستار على قضية قتل فرح أكبر ، التي عُرفت إعلاميًا بـ"جريمة صباح السالم"، بإصدار الحكم النهائي بحق الجاني.
وقبل دقائق، تداولت صفحات إخبارية محلية في الكويت أنباء صدور قرار من محكمة التمييز يقضي بإعدام قاتل فرح أكبر شنقًا، وإلغاء القرار الصادر عن محكمة الاستئناف التي خففت الحكم إلى مؤبد في يونيو 2022، وهو الحكم الذي ألغي اليوم وقضت مجددًا بالإعدام.
جريمة قتل فرح أكبر

تعود قصة قتل فرح أكبر (35 عامًا) إلى شهر أبريل من عام 2021 حين اعترض الجاني سيارة المغدورة التي كانت برفقة ابنتها وابنة شقيقها في طريقهم إلى أحد صالونات التجميل في منطقة صباح السالم وأجبرها على التوقف وصعد في مركبتها وقام بقيادتها بعيدًا.
وبعد دقائق، قام الجاني بتوجه طعنة نافذة نحو المغدورة فرح أمام ابنتها وابن شقيقها، ثم توجه بها نحو مستشفى العدان وألقاها على باب الإسعاف غارقة بدمائها ليتم لاحقًا إعلان وفاتها في مشهد شكل صدمة لدى الشارع الكويتي.
وبعد تنفيذ جريمته، عاد الجاني إلى منزله في منطقة الرقة، وقام بتغير ملابسه وذهب للاحتماء في أحد الفنادق الموجودة في منطقة حولي، حتى تم تحديد موقعه وضبطه تمهيدًا لمحاكمته.
وخلال سير المحاكمة، اعترف الجاني بأنه وضع جهاز تتبع عبر الأقمار الاصطناعية في مركبة المغدورة فرح حتى رصدها يوم الواقعة في ضاحية صباح السالم وقام باختطافها ومن ثم طعنها في منطقة الصدر.
وزعم الجاني في اعترافاته بأن الضحية قامت بإخراج سكينة من الدرج وطعنت نفسها إلا أن التحقيقات الدقيقة كشف زيف أقواله وبأنه هو من قام بطعنها.
سبب قتل فرح أكبر
ذكر الجاني خلال التحقيقات بأن السبب الذي دفعه لقتل فرح هو رفضها للارتباط به والتواصل معه أو حتى الاتصال به بالإضافة إلى رفضها التنازل عن قضايا كانت قد رفعتها طليقته ضدها حيث كانت تعمل في مجال المحاماة.
وبدأت معاناة فرح مع الجاني قبل عدة أشهر من مقتلها، حين أصر على التعرف عليها والتقرب منها رغمًا عنها وهو ما كانت تقابله بالرفض حتى إنها قدمت شكوى ضده لدى النيابة العامة طريق شقيقتها التي تعمل في مجال القضاء وتم إصدار مذكرة بحقه وتوقيعه على تعهد بعدم الاقتراب منها مجددًا، إلا أن ذلك لم يوقفه واستمر بمضايقتها.
حق فرح أكبر

وبعد مقتل فرح أكبر، انطلقت المسيرات الغاضبة في أرجاء الكويت احتجاجًا على العنف ضد النساء والمطالبة بإعدام القاتل وفرض عقوبات صارمة على كل من تسول له نفسه بالاعتداء على النساء.
ورفعت المتظاهرات حينها لافتات كتب عليها: “لن نقبل بغير القصاص" و"دم فرح لن يضيع" و"الإعدام للقاتل".