توجه الحجاج المتعجلون، أمس الأحد، 12 ذو الحجة 1441 هـ، من مشعر منى إلى مكة المكرمة في ثاني أيام التشريق لأداء طواف الوداع في الموسم الذي مر بسلام هذا العام وسط إجراءات صحية مشددة في ظل تفشي فيروس "كورونا" المُستجد.
وبطواف الوداع، يكون حجاج بيت الله الحرام قد أدوا آخر مناسكهم في الحج، وذلك بعد إنهائهم رمي الجمرات الثلاث في ثاني أيام التشريق، ليطبقوا بعدها العزل المؤسسي والعودة إلى مدنهم.
واستقبلت رئاسة الحرمين 10 آلاف حاج من 160 دولة، 70% منهم يعملون في السعودية، وسط تطبيق إجراءات التباعد المكاني بين كل حاج وآخر، ووضع الملصقات الأرضية الإرشادية بساحات الحرم المكي وصحن المطاف.
ويأتي طواف الوداع كآخر منسك يقوم به الحاج، انطلاقًا من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت طواف الوداع"، فمن خلال هذا الحديث يكون طواف الوداع بعد انتهاء الحاج من مناسك الحج، فالحاج عليه أن يودع البيت بسبعة أشواط، يطوف بالبيت سبعة من دون سعي، ويصلي ركعتين، وبذلك تنتهي مناسك وأعمال الحج.
من جانبها، أكدت وزارة الصحة السعودية، أمس الأحد، عدم تسجيل أي إصابات بفيروس "كورونا" المُستجد في المشاعر المقدسة.
ومن المقرر أن يعود حجاج بيت الله للفندق المعد للعزل المؤسسي، وبعضهم سيعود لمدينته التي قدم منها والبعض الآخر يعود خلال الأيام القادمة.
#يحدث_الآن |⏳
— وزارة الحج والعمرة (@HajMinistry) August 2, 2020
وصول ضيوف الرحمن إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع. #بسلام_آمنين ? pic.twitter.com/lSUe0k66vi
#يحدث_الآن |⏳
— وزارة الحج والعمرة (@HajMinistry) August 2, 2020
ضيوف الرحمن يؤدون طواف الوداع. #بسلام_آمنين ? pic.twitter.com/zvDI7Yk29H
طواف الوداع 7 أشواط حول البيت الحرام بعد انتهاء الحجاج من جميع المناسك، فحين ينوي مغادرة مكة المكرمة، عليه أن يؤديه، وليس على من يؤدي العُمرة طواف الوداع على الصحيح من أقوال العلماء، ويجوز جمع طواف الوداع مع طواف الإفاضة، وحدد الفقهاء 6 شروط لـ طواف الوداع، ويجب على من أدى طواف الوداع أن يغادر مكة مباشرة، ولا يجوز للحاج أن يذهب للشراء من المحال إلا للأكل أو الشرب أو بنزين السيارة.
الطواف في اصطلاح الفقهاء هو الدوران حول البيت الحرام، وطواف الوداع هو الطواف الذي يفعله الحاج بعد انتهاء مناسك الحج ويجب عليه مغادرة مكة المكرمة مباشرة ولا يمكث فيها، ولا يجب طواف الوداع على أهل مكة، وسمى بهذا الاسم، لأن الحجاج يودعون به بيت الله الحرام، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت طواف الوداع".
اختلف العلماء في حكم طواف الوداع على قولين: الأول: أنه واجب، وهو قول فقهاء الحنفية، والحنابلة، ومن يترك طواف الوداع عليه دم أقلّه ذبح شاة تذبح في الحرم، وتوزع على الفقراء من أهله، وبإمكان الشخص توكيل من يقوم بذلك نيابة عنه.
القول الثاني: أن طواف الوداع سنة، وهو قول الإمام مالك، وداود، وابن المنذر، وأحد قولي الشافعي، وهو ما عليه الفتوى بدار الإفتاء المصرية؛ تيسيرًا على الحجاج ورفعًا للحرج عنهم.
والأرجح أنّ من ترك طواف الوداع لعذر شرعي فلا حرج عليه، أمّا من تركه دون عذر شرعي، فعليه دمٌ.
طواف الوداع 7 أشواط حول الكعبة ويشترط له 6 شروط وهي: أولًا: الطَّهَارَة مِنْ الْحَدَثِ الأكبر والأصغر، فلا يجوز من الحائض، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلاةٌ، إلا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ". رواه الترمذي (960)، وثبت في الصحيحين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعائشة لما حاضت: «افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي".
الشرط الثاني: أن يبدأ طواف الوداع من الحجر الأسود وينتهي إليه، والثالث: أن تكون الكعبة على يسار مَن يطوف حولها، والرابع: أن يكون الطواف حول الكعبة، فمن طاف داخل حجر إسماعيل، لم يصح طوافه، لأن حجر إسماعيل من الكعبة، والشرط الخامس أن يكون الطواف سبعة أشواط كاملة، وعند الشك في عدد الأشواط، يُبنى على العدد الأقل.
فإن تعجل السفر وأراد الرحيل في اليوم الثاني عشر من ذي حجة ثاني أيام التشريق، فيؤدي طواف الوداع في نفس اليوم، وعليه مغادرة مكة ولا يمكث فيه طويلًا فإن بقيها يومًا آخر، يُغلى هذا الطواف الذي قام به، وعليه أن يؤديه مرة أخرى قبل رحيله.
ويرمي المتعجلون الجمرات في يومين فقط من أيام التشريق وهما أول أيام التشريق وثاني أيام التشريق، الموافقان الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، وعليه في هذا اليوم أن يغادر منى قبل غروب الشمس، ويذهب إلى مكة لأداء طواف الوداع، ثم السفر إلى بلده، وقد أتم بذلك مناسك الحج ولا إثم عليه في ذلك، قال تعالى: "فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"(سورة البقرة: 203).
لقراءة المزيد على البوابة:
بالكمامات والتباعد الاجتماعي.. هكذا رمى حجاج بيت الله الجمرات في زمن "كورونا"