اكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بأن إرسال قوة أمريكية في عملية محفوفة بالمخاطر لاقتناص، أسامه بن لادن، مهمة تستحق المخاطرة نفذت في أراضي دولة صديقة دون إعلام سلطاتها، وانتهت بتصفية زعيم التنظيم الذي يقف وراء هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001، لتضع حداً لمطاردة دامت قرابة عقد من الزمن.
وقال أوباما في حديث لشبكة "سي بي اس" CBS الأمريكية: ""لم يمكننا التأكد بشكل قاطع بوجود بن لادن هناك. لو لم يكن هناك.. ربما لكانت هناك بعض التداعيات الكبيرة".
وشرح قائلاً: "من الواضح أننا دخلنا إلى أراض ذات سيادة تابعة لدولة أخرى وإنزال مروحيات وتنفيذ عملية عسكرية هناك." واعتبر الرئيس الأمريكي،الذي تابع مباشرة من البيت الأبيض، مهمة قتل بن لادن، أن هذه العملية كانت "أطول أربعين دقيقة" في حياته.
وقال أوباما في مقابلة مع شبكة CBS التلفزيونية "كان هذا الأمر أطول 40 دقيقة في حياتي، ربما باستثناء إصابة ساشا (ابنته) بالتهاب السحايا حين كانت في شهرها الثالث وانتظار أن يطمئنني الطبيب على حالتها".
وقتلت القوة الأمريكية زعيم تنظيم القاعدة وثلاثة آخرين في العملية السرية التي يعرف بشأنها سوى قلة من المسؤولين الأمريكيين، ونوه أوباما بالقول: "لم أطلع حتى أسرتي."
ودافع الرئيس الأمريكي عن قراره بعدم إطلاع السلطات الباكستانية على العملية التي نفذت داخل أراضيها بدعوى بأن هناك "شبكة دعم" لبن داخل باكستان ساعدت في تأمين زعيم تنظيم القاعدة خلال إقامته هناك لسنوات رغم حملة دولية قادتها الولايات، وبدعم باكستاني، لاعتقاله.
وقال اوباما "نعتقد انه كان لا بد من وجود نوع من شبكة الدعم لبن لادن في باكستان. لكننا لم نعرف طبيعة هذه الشبكة او من قدم الدعم له". واضاف ان الحكومة الباكستانية ابدت "اهتماما كبيرا بمعرفة انواع شبكات الدعم التي ربما كانت لدى بن لادن".
من جهته اعلن توم دونيلون مستشار الرئيس الامريكي لشؤون الامن القومي في تصريح لشركة "ان بي سي" التلفزيونية يوم الاحد 8 مايو/ايار انه لا تتوفر لدى الولايات المتحدة اي معلومات تشير الى ان القيادة الباكستانية كانت على علم بمكان وجود رأس تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن.
وقال المستشار "انني لم ار ما يدل على ان القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية او المخابرات كانت على علم بمكان وجود بن لادن". إلا انه اشار الى ضرورة معرفة كيف كان من الممكن ان يختئ الارهابي رقم واحد على مدى عدة سنوات في الاراضي الباكستانية على مسافة 56 كيلومترا من العاصمة اسلام آباد.واكد دونيلون ان الولايات المتحدة تصر على اجراء التحقيق وتمارس ضغطا على باكستان فيما يخص هذه المسألة. ومع ذلك شدد على ان "باكستان يعد شريكا هاما للولايات المتحدة في مكافحة الارهاب".
هذا وكان المكتب الصحفي للجيش الباكستاني قد اعلن في وقت سابق من يوم الاحد ان القيادة العسكرية الباكستانية قررت تقليص عدد العسكريين الامريكان الموجودين في الاراضي الباكستانية الى "أدنى الحدود الضرورية". وسيشمل التقليص ايضا المنشآت العسكرية الامريكية والمعدات.
واكد الجنرال اشفاق كياني رئيس هيئة الاركان للقوات البرية الباكستانية في البيان الصادر بهذا الصدد ان "اي تدخل للقوات الامريكية في الاراضي الباكستانية سيجري قطع دابره بشدة، وستعقبه اعادة نظر في التعاون العسكري بين البلدين بشكل جذري".
كما دافع أوباما عن قراره بعدم نشر صوت بن لادن ميتاً كدليل على تكلل المهمة بالنجاح قائلاً: "ما من شك بأن لادن مات وأعضاء القاعدة على علم بذلك.. لذلك نعتقد بأن صورة بذاتها لن تحدث فرقاً.. ربما هناك بعض المشككين. لكن الحقيقة المهمة هي أنكم لن تروا بن لادن يسير على هذه الأرض قطعاً."