أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن أي خطأ ارتكب من قبل بعض عناصر الأمن، هو خطأ فردي يعبر عن أخلاق من قام به ومستوى تعليمه، مؤكدًا أن هناك خطة لرفع المستوى العلمي والمعرفي لعناصر الأمن.
وقال خلال لقائه مجموعة من الشباب والشابات يمثلون مختلف أطياف الشعب السوري، أن على إعلامنا ان يتعلم من أخطائه وعلينا أن نتيح له الفرصة لاثبات ذلك، ووعد بمعالجة مشكلة معاقبة بعض الطلاب الذين اعتصموا في كلية الطب في جامعة دمشق، وتم اتخاذ قرار بفصلهم من الجامعة، وشدد على أن التعليمات التنفيذية لقانون التظاهر السلمي ستصدر في اليومين المقبلين.
وكتب موقع "شام برس"، الذي حضر أحد محرريه اللقاء الذي استمر لثلاث ساعات ونصف الساعة، أن الأسد طلب من أعضاء الوفد، الحديث بشفافية، حيث لا يوجد خطوط حمر أو مواضيع محّرمة لا يمكن الحديث عنها.
وأضاف الموقع أن "اللقاء أخذ طابع الحوار المفتوح، تحدثنا فيه عن همومنا ومشاكلنا ورؤيتنا للأوضاع وكيفية العمل للتطوير والتحديث ومكافحة الفساد".
وتابع "جرى الحديث عن الأزمة التي تمر بها سوريا في شكل موسع، حيث عرض كل واحد منا رؤيته للأزمة وسبل حلها، وأكد الجميع ضرورة الحوار وعدم التخوين والعمل معاً لعودة الأمان والاستقرار إلى سوريا التي يحاول أعداؤها تقسيمها وتفتيتها لدول طائفية تنفيذًا لمشروع الشرق الأوسط الجديد".
واتفق الجميع على أن هناك نوعين من المتظاهرين، الأول كانت مطالبه محقة وتمت تلبيتها، والثاني، حاول استغلال الأول لتحقيق أهدافه وعمل على تأزيم الأمور، إضافة إلى بعض الأخطاء التي ارتكبت من بعض المسئولين وبعض عناصر الأمن التي أهانت بعض المواطنين في تعاملها.
وقال الأسد، حسب ما نشر الواقع ان أي خطأ ارتكب من بعض عناصر الأمن هو خطأ فردي يعبر عن أخلاق من قام به ومستوى تعليمه، مؤكداً أن هناك خطة لرفع المستوى العلمي والمعرفي لعناصر الأمن، فيما أكد الوفد ضرورة المحاسبة العلنية للمسئولين وعدم الاكتفاء بإعفائهم من مهامهم.
وردا على سؤال عن آخر تطورات الأزمة، أكد الرئيس السوري، أن الأوضاع ستعود إلى ما كنت عليه تدريجياً، حيث بدأ الجيش بالانسحاب من بعض المناطق بعد ان أنهى مهامه في إعادة الأمان، مشيراً إلى أن الأزمة حاليًا بدأت تأخذ طابع التدخل الدولي بعد أن فشلت في مرحلتيها الأولى والثانية في تحقيق غايتها في زعزعة الاستقرار وإصابتنا من الداخل.
وقال الأسد، إنه رغم هذا ننظر للأزمة من جانب إيجابي، وقد كشفت لنا بعض العيوب والخلل وسنقوم بالمعالجة.
وانتقد أغلب أعضاء الوفد، السياسة التي ينتهجها الإعلام الرسمي والخاص في نقل ما يجري على الأرض، مشيرين إلى أن المعركة الحالية هي إعلامية ويجب أن يقوم إعلامنا الوطني بإيصال الحقيقة كما هي لإعادة الثقة التي افتقدها، وهو ما اتفق معه الأسد، حسب الموقع، مبينًا أن على إعلامنا أن يتعلم من أخطائه وعلينا أن نتيح له الفرصة لإثبات ذلك.
وتابع الموقع، أنه في الجانب الاقتصادي والذي أخذ حيزًا واسعًا من النقاش، تم الاتفاق على أن السياسة الاقتصادية التي اتبعت في عهد الحكومة السابقة أدت إلى استياء شعبي من مختلف الشرائح والطبقات، وأكد الرئيس الأسد أن كل من التقاه حتى من الصناعيين والاقتصاديين لم يكن راضيًا عن هذه السياسة، خصوصا في ما يتعلق بزيادة أسعار المازوت. وأضاف: سنصدر في الأسبوع المقبل مرسوماً لتخفيضها للمزارعين والصناعيين ريثما يتم تأمين مصادر مالية نستطيع من خلالها إيصال الدعم لكل المواطنين.
ورأى أحد الشباب أن سياسة توزيع الثروة في سورية ليست عادلة وتتركز بين أفراد معينين يحتكرون الكثير من القطاعات الاقتصادية، ورد الرئيس: كما تعرف، فإن السياسة الاقتصادية في الفترة الأخيرة ركزت على قطاع الأعمال، وهو قطاع احتكاري، مبينًا أن المرحلة المقبلة، ستشهد تشريعات تنظيم توزيع الثروة في شكل أكثر عدالة.
وجرى الحديث عن قانون الأحزاب وضرورة أن يصاغ هذا القانون بطريقة عصرية وفي شكل يمنع الأحزاب الدينية أو العرقية ذات اللون الواحد. وبينما رأى أغلب أعضاء الوفد ضرورة أن يتم تفعيل دور حزب البعث وإعادة هيكلته ليلائم المرحلة المقبلة، وطالب البعض بأن يلغى حزب البعث لتأمين فرص منافسة متساوية لبقية الأحزاب.
وتطرق الشباب، إلى ضرورة أن يكون شيوخ المساجد من خريجي كلية الشريعة، إضافة إلى الاهتمام بحصص التربية الدينية في المدارس للتعريف بالدين الصحيح والتوعية من أجل الابتعاد عن الطائفية، وزيادة النشاطات الحوارية في الجامعات.
كما أشار الشباب إلى ضرورة تأمين فرص العمل ومشاريع السكن الشبابي، والتي ستساهم في معالجة مشاكل اجتماعية كثيرة أهمها مشكلة العنوسة وتأخر سن الزواج.
وفي نهاية اللقاء، طلب الأسد من الوفد استمرار التواصل وإرسال أي أفكار أو ملاحظات إلى مكتبه في القصر الجمهوري.