الاردنيون ينتخبون نوابهم وسط اعمال عنف اسفرت عن قتيل

تاريخ النشر: 09 نوفمبر 2010 - 03:32 GMT
اردنية تدلي بصوتها
اردنية تدلي بصوتها

 

واصل الناخبون الاردنيون الثلاثاء الادلاء باصواتهم في انتخابات تشريعية قاطتعها المعارضة الاسلامية وتخللتها اعمال عنف بعضها مسلح بين انصار مرشحين اسفرت عن سقوط قتيل وعدة جرحى.
وكانت مراكز الاقتراع ال1492 فتحت ابوابها عند الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 ت غ) على ان تقفل عند الساعة 19,00 (1700 ت غ)، مع امكانية تمديد فترة الاقتراع ساعتين.
ومن المفترض ان تبدأ عملية فرز الاصوات مباشرة بعد اغلاق مراكز الاقتراع على ان تعلن النتائج الاولية في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء.
ودعي حوالى 2,5 مليون شخص للتوجه الى صناديق الاقتراع ال4220 في عموم محافظات المملكة ال12 لاختيار اعضاء مجلسهم النيابي السادس عشر.
ويشارك في الانتخابات نحو 763 مرشحا، بينهم 134 نساء، يتنافسون على 120 مقعدا. ومن بين المرشحين 97 نائبا من المجلس النيابي السابق.
وسيحصل مسيحيو الاردن على تسعة مقاعد والشركس على ثلاث مقاعد والنساء على 12 مقعدا ضمن "كوتا" انتخابية.
واغلب المرشحين موالون للدولة وينتمون الى العشائر الكبرى بالاضافة الى مستقلين ورجال اعمال مع وجود معارضة مبعثرة.
ويتنافس هؤلاء المرشحون على اصوات الناخبين في الاقتراع الذي يجري بحضور نحو ثلاثة آلاف مراقب محلي و250 مراقب اجنبي. وهي المرة الاولى في تاريخ المملكة يتم السماح فيها بحضور مراقبين اجانب وذلك بهدف دحض اتهامات التزوير.
وقال سميح المعايطة الناطق الرسمي باسم الانتخابات في مؤتمر صحافي ان "نسبة الاقتراع العامة في عموم محافظات المملكة بلغت 43% حتى الان".
وسجلت اعلى نسبة اقتراع في محافظة الكرك (جنوب) 63 % في حين بلغت اقل نسبة الاقتراع في العاصمة عمان 24% والزرقاء (23 كلم شمال) 27% على التوالي.
واكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال لقاءه اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات ان "الانتخابات تشكل خطوة مهمة في مسيرة الاردن الديمقراطية التي تسير وفق رؤية أصلاحية تحديثية تطويرية ثابتة خدمة للوطن ومصالحه وفي أطار شراكة بين الحكومة والسلطة التشريعية التي لها دور دستوري أساسي في مسيرة التنمية الوطنية".
وادلى رئيس الوزراء سمير الرفاعي بصوته عند فتح مركز الاقتراع في الدائرة الانتخابية الثالثة في جبل الحسين في عمان.
وقال الرفاعي في تصريحات للصحافيين ان "هذا اليوم لن ينساه اي اردني او اردنية، لقد تم اختيار هذا اليوم كرسالة لان الاردن صخرة منيعة تتكسر عليها كل المؤامرات وأي شخص وأي جهة تعتقد بان الاردن ضعيف هذه رسالة لهم بان الاردن قوي".
ويتزامن موعد اجراء الانتخابات مع الذكرى الخامسة للاعتداءات الدموية التي طالت ثلاث فنادق فخمة في عمان في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2005 واودت بحياة 60 شخصا واصابة 100 آخرين، وتبناها زعيم القاعدة في العراق الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة اميركية شمال شرق بغداد عام 2006.
واعرب الرفاعي عن أمله في ان "يمثل المجلس النيابي القادم جميع الاردنيين والاردنيات ويبدأ صفحة جديدة من البناء على ما تم بناؤه وانجازه"، معربا عن اسفه لعدم مشاركة الاسلاميين.
وقاطعت الحركة الاسلامية، ممثلة بحزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن وابرز احزاب المعارضة، الانتخابات باعتبار ان الحكومة "لم تقدم ضمانات لنزاهتها" بعد ما حدث من "تزوير" في انتخابات 2007.
ورغم قرار المقاطعة يشارك سبعة مرشحين مستقلين من الحركة الاسلامية في هذه الانتخابات، جمدت عضويتهم في حزبهم، وهم معرضون للطرد.
واقرت الحكومة الاردنية في 18 آيار/مايو الماضي قانونا موقتا للانتخاب رفع عدد المقاعد المخصصة للنساء في مجلس النواب من 6 الى 12 وعدد اعضاء المجلس من 110 الى 120 نائبا.
الا ان القانون ابقى نظام "الصوت الواحد" الذي لا يزال موضع انتقاد منذ بدء تطبيقه منتصف تسعينات القرن الماضي.
وينص هذا النظام على ان الناخب يحق له التصويت لمرشح واحد لمرة واحدة في الدائرة الانتخابية.
من جانبه، اعرب طاهر المصري رئيس مجلس الاعيان بعد الادلاء بصوته في الدائرة الثالثة في عمان عن أمله في ان "يكون مجلس النواب القادم قوي يمثل الشعب".
واضاف "صحيح هناك من يقاطع وسيتغيب، لكننا نأمل ان يخدم المجلس القادم جميع ابناء هذا الوطن".
الى ذلك، فقد وفي شاب في بلدة امرع احدى قرى تجمع الحمايدة في محافظة الكرك جنوب الاردن، إثر مشاجرة وقعت على خلفية الانتخابات واصيب 4 آخرون، وفق ما ذكره موقع "عمون" الاخباري..
وقال الموقع ان  الاجهزة الامنية طوقت تجمع قرى الحمايدة (فقوع ، امرع ، صرفا) منعا لتفاقم الامور ..وعززت من محطاتها ومركباتها وسط توتر الاجواء بشكل شديد .
ويقع هذا التجمع ضمن الدائرة السادسة لمحافظة الكرك ولها مقعد واحد. 
وبحسب عمون ايضا، فقد اطلقت العياارت النارية في الهواء من قبل أنصار أحد المترشحين في محافظة الطفيلة (جنوب)، وادت مشاجرة بين مؤازري مترشحين امام مركزي الاقتراع في مدرستي ذكور واناث ابو بنا الى اصابة شخصين نقلا على اثرها الى مستشفى الامير زيد العسكري (3كم جنوبي مدينة الطفيلة) .
وتحدث شهود عيان عن تحطيم زجاج مركبات كانت تقف في مواقع قريبة من مقرات مترشحين في العيص ، فيما حاول البعض سرقة صناديق اقتراع.
و القت الاجهزة الامنية القبض على 30 شابا في محافظة مأدبا (32 كلم جنوب) بحوزتهم سكاكين عند محاولتهم الاقتراب من احد مراكز الاقتراع، كما افاد محمد الخطيب المتحدث باسم مديرية الامن العام.
واضاف المصدر ذاته ان الاجهزة الامنية القت القبض على سائق مخمور دخل بسيارته الى احد مراكز الاقتراع في عمان ما ادى الى اصابة شخصين نقلا للمستشفى.
وتم تقسيم المملكة الى 45 دائرة انتخابية رئيسية تضم 108 دوائر فرعية.
وتم نشر حوالى 40 الف عنصر امني ما بين شرطة وجيش ودرك لتأمين حماية مراكز الاقتراع.
وضاعفت الحكومة في الآونة الاخيرة دعواتها للمواطنين للمشاركة في الانتخابات وتعهدت باجراء انتخابات نزيهة وشفافة وشددت على فرض عقوبة على المتورطين بعمليات "شراء الاصوات" بحبس الراشي سبع سنوات والمرتشي ثلاث سنوات.
وحل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 مجلس النواب بعد انتقادات لسوء ادائه وضعفه.
واجريت آخر انتخابات نيابية في الاردن في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2007. وكان يفترض ان تستمر ولاية مجلس النواب المنحل حتى 2011. ومنذ العام الماضي تعيش المملكة من دون برلمان.
وهي المرة الثانية التي يحل فيها العاهل الاردني مجلس النواب منذ اعتلائه العرش العام 1999.
ويضم مجلس الامة في الاردن مجلس النواب الذي يتم انتخاب اعضائه كل اربع سنوات، ومجلس الاعيان الذي يضم 60 عضوا يعينهم الملك.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن