لا يزال فشل مهمة القوة البريطانية الخاصة (ساس) التي ارسلت الى ليبيا يثير الجدل وذلك بعد ان القي القبض على هذه القوة من قبل المتمردين في بنغازي فيما وجه دبلوماسي نداء لاطلاق سراحهم عبر التلفزيون الحكومي.
ويتكون فريق القوة الخاصة من ثمانية افراد يعتقد انهم تابعون لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (ام أي 6) وقد ارسلوا الى ليبيا لرفقة بعثة دبلوماسية سرية كانت تسعى لاجراء اتصالات مع زعماء المتمردين على نظام القذافي في شرق ليبيا.
غير انه يبدو ان هذه القوة قد ضلت طريقها عندما تلقت الطائرة التي تقلهم تنبيها بالهبوط بالقرب من بنغازي دون ابلاغ قادة المتمردين وفق ما اعلن رسميا هنا.
وأفيد بانه تم تفتيش حقائب هذه القوة وعثر فيها على ذخيرة ومتفجرات وخرائط وجوازات سفر مزورة فيما اجرى السفير البريطاني لدى ليبيا ريتشارد نورثرن اتصالا هاتفيا مع زعيم المتمردين في محاولة لتوضيح "سوء الفهم" وفق ما ذكرت وسائل الاعلام هنا.
وتم الافراج على هذه القوة الخاصة أخيرا حيث غادرت ليبيا الليلة الماضية فيما صرح المتحدث باسم مجلس الثوار الوطني الانتقالي المؤقت عبدالحفيظ غوغة لوسائل الاعلام البريطانية بانه " تم القبض عليهم لأنهم جاءوا الى ليبيا بصورة غير رسمية دون اتفاق مسبق مع مسؤولين ليبيين".
واكد أنه "لا أزمة " بين المجلس وبريطانيا وبأن القوات المناهضة للقذافي أكثر من مستعدة لاجراء محادثات مع أي وفد يرسل الى ليبيا بطريقة شرعية.
وبصرف النظر عن الأضرار التي لحقت بسمعة بريطانيا هناك تكهنات بأن هذا الحادث قد يسلم العقيد معمر القذافي انتصارا دعائيا عن طريق تعزيز ادعاءاته عن التأثيرات "الاستعمارية " في الاضطرابات التي تعرفها ليبيا.
ولم ينف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ هذا الحادث وقال في بيان "استطيع ان اؤكد ان فريقا صغيرا من الدبلوماسية البريطانية كان في بنغازي" مشيرا الى ان هذا الفريق "ذهب الى ليبيا لبدء اتصالات مع المعارضة".
واوضح انه تم حل المسألة وان هذه القوة قد غادرت ليبيا الآن مضيفا ان بريطاينا تعتزم التشاور مع المعارضة لارسال فريق لمواصلة الحوار في الوقت المناسب.
كما ستواصل لندن بحسب هيغ "الضغط من اجل ان يتنحى القذافي وسوف نعمل مع المجتمع الدولي لدعم الطموحات المشروعة للشعب الليبي".