الترابي: قد يعود الجنوب إلى حضن السودان إذا رفعت المظالم

تاريخ النشر: 31 يوليو 2011 - 10:47 GMT
رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان الدكتور حسن الترابي
رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان الدكتور حسن الترابي

أكد رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان الدكتور حسن الترابي أنه لو كان في الحكم لما انفصل جنوب السودان، معترفا في الوقت نفسه أن للجنوبيين الحق في الاعتراض ورفض الظلم والدونية التي كانوا يعاملون بها.

وقال في حوار مع صحيفة "الحياة" اللندنية نشرته اليوم الأحد: "كانت علاقاتي جيدة بالراحل جون قرنق وغالبية القيادات الجنوبية (...) وكنا نعمل من أجل سودان جديد. سودان يقوم على العدل والمساواة والمواطنة ورد المظالم وتوزيع الحقوق (...) لكن ما حدث الآن سيكبدنا الكثير من الخسائر على مستويات مختلفة".

وأضاف: "أعترف بأن الفترة الماضية كانت فترة هيمنة وللجنوبيين الحق في الاعتراض ورفض الظلم والدونية التي كانوا يعاملون بها. وفي تقديري أن الجنوب من الممكن أن يعود مرة أخرى إلى حضن السودان ، إذا رفعت المظالم وجرى التأسيس لوحدة على قواعد جديدة".

ورأى الترابي أن السودان ليس بعيدا عن رياح الثورات العربية ، وقال: "لأن الأوضاع سيئة عندنا لا أستبعد حدوث ثورة قريباً. ومن تجربتي وقراءاتي لتاريخ الثورات أستطيع أن أقول إن معظمها يأتي بغتة ولا يمكن أن يحسب أحد أجلها".

وأضاف: "السودان قابل للالتهاب (...) وأشد ما أخشاه أن يكون التهابا أخطر من الالتهابات الماضية وأكثر سخونة من أي ثورة عربية أخرى ، لأن كل الأقاليم تقريبا لديها نزعات انفصالية (...) وهذا الأمر لم يكن موجودا في الماضي".

وحول توقعاته بشأن فتح الثورات العربية المجال أمام التيار الإسلامي للحكم في بعض الدول العربية ، قال الترابي : اندلاع الثورات العربية فتح المجال أمام الكلام حول هذه المسألة ، ووجدت حركات إسلامية نفسها أمام واقع جديد يساعدها على الصعود والانتشار(...) لكن الخطورة أن الإسلاميين ليست لديهم تجربة في الحكم وغير مهيئين له. لديهم نقص في آليات إدارة الاقتصاد والسياسة والفنون والرياضة والطب".

وقال: "الإسلام منذ انتهاء عهد الخلافة الراشدة لم يحكم. ولا توجد حتى الآن تجربة إسلامية حقيقية تصلح للحكم (...) ونحن دخلنا السلطة في السودان من دون تجربة (...) وحققنا نجاحات وإخفاقات(...) والفقه الإسلامي خال من التأصيل السياسي. فكله طهارة وزواج وطلاق وحج (...) والصوفية عندهم تقوى وأخلاق لكنهم بعيدون من السياسة. ولا يوجد اقتصاد إسلامي ولا فن إسلامي ولا رياضة إسلامية. وإذا سألتني كيف أوزع تركة، أرد بإجابة مستفيضة ، لكن من الصعوبة أن أخطط لاقتصاد بلد أو أحل مشكلة تضخم أو أفهم في أسواق العملات والأسهم العالمية (...) هذا النوع من القضايا لم يكن مطروحاً في صدر الإسلام. وهو عموما يدعو للاجتهاد".