الثوار الليبيون يخشون وقوع هجوم جديد على أجدابيا

تاريخ النشر: 17 أبريل 2011 - 09:59 GMT
قوات من المعارضة أثناء فرارها من قصف قوات القذافي لمشارف أجدابيا يوم الأحد
قوات من المعارضة أثناء فرارها من قصف قوات القذافي لمشارف أجدابيا يوم الأحد

 

تعرض مقاتلو المعارضة المسلحة في ليبيا للنيران عند مشارف بلدة أجدابيا يوم الاحد الامر الذي أجبرهم على التقهقر الى داخل المدينة وحد من أملهم في التقدم غربا لمحاولة إنهاء حالة الجمود التي تكتنف الحرب الليبية.
وقال شاهد عيان انه رأى ما يزيد على عشرة صواريخ تسقط عند المدخل الغربي للبلدة التي كانت المعارضة المسلحة تريد استغلالها كنقطة انطلاق لاستعادة السيطرة على ميناء البريقة النفطي. وفر كثيرون من الهجوم بينما ترددت أصداء الانفجارات في البلدة.
وقال وسيم العجوري (25 عاما) وهو من المتطوعين مع المعارضة عند البوابة الشرقية لاجدابيا "ما زال بعض الاشخاص هناك عند البوابة الغربية ولكن الوضع ليس جيدا."
وكانت بعض قوات المعارضة تقدمت أمس السبت الى مشارف البريقة التي تبعد 80 كيلومترا الى الغرب لكن كثيربن فروا عائدين الى أجدابيا بعدما قتل ستة افراد بصورايخ أطلقها الموالون للقذافي على الطريق الساحلي المكشوف الواصل بين البلدتين.
ويوم الاحد تدفق عشرات المقاتلين الى جانب سيارات مدنية تقل رجالا ونساء وأطفالا شرقا من أجدابيا على الطريق الساحلي باتجاه مدينة بنغازي التي بدأ فيها التمرد الشعبي على حكم الزعيم الليبي معمر القذافي المستمر منذ 41 عاما في 17 فبراير شباط.
ويكتمل يوم الأحد مرور شهر على صدور قرار مجلس الامن الدولي الذي أجاز استخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا وأدى الى حملة جوية دولية.
لكن برغم غارات حلف شمال الاطلسي الجوية على قوات القذافي فلم تتمكن المعارضة المسلحة من الاحتفاظ بمكاسبها خلال معارك كر وفر مستمرة منذ أسابيع للسيطرة على البلدات الساحلية في شرق ليبيا.
وفي غرب ليبيا تتعرض مدينة مصراته التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة للحصار منذ سبعة أسابيع مما أثار قلقا دوليا بشأن أزمة انسانية متنامية. ويعتقد أن مئات المدنيين لاقوا حتفهم في القتال والقصف بالمدينة.
وقال متحدث باسم المعارضة ان قوات القذافي قصفت مصراتة مُجددا يوم الاحد وقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص. وتابع المتحدث عبد الباسط مزيريق أن 47 شخصا على الاقل أصيبوا أيضا في القصف.
وقالت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الاسبوع الماضي انها لن توقف قصف قوات القذافي الى أن يتنحي عن السلطة.
ولكن في ظل تعثر قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان استبعدت الدول الغربية ارسال قوات برية الى ليبيا وهو موقف شدد عليه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الاحد.
وقال كاميرون في مقابلة مع محطة سكاي نيوز "ما قلناه هو أن القيام بغزو أو احتلال أمر غير وارد - هذا لا يتعلق بارسال قوات برية بريطانية."
لكنه قال ان القوى الخارجية ستساعد بكل السبل الأخرى في منع القذافي من "فرض هذا الجحيم على الناس في مصراتة" والبلدات الأخرى على طول الساحل الليبي بما في ذلك توفير "عتاد غير مميت" للمعارضة المسلحة.
وطالبت القوات المناهضة للقذافي مرارا بامدادها بأسلحة ثقيلة قائلة ان رشاشاتها وقذائفها الصاروخية ليست بالقوة الكافية لمواجهة القوات الحكومية.
وقال أيمن عيسوي (21 عاما) "نريد اسلحة.. نريد اسلحة حديثة... لو توفرت لنا تلك الاسلحة لتقدمنا عليهم."
وكانت شوارع أجدابيا شبه خالية عصر يوم الأحد وبدأت المعارضة المسلحة في إقامة حواجز على الطريق عبر المدينة باستخدام كتل الخرسانة وفروع الاشجار وحاويات القمامة وكل ما أمكنهم العثور عليه خشية وقوع هجوم لقوات القذافي.
وقامت الشاحنات الصغيرة التابعة للمعارضة المسلحة بدوريات في الشوارع واتخذ الرجال مواقعهم في أنحاء البلدة مسلحين بالبنادق الآلية والقذائف الصاروخية. وعاد آخرون الى مواقعهم عند البوابة الغربية مصوبين أسلحتهم باتجاه الغرب والجنوب في الصحراء.
وقال مقاتل من المعارضة يدعى عتمار الفرجاني ممسكا في يده اصبعا من الديناميت "نحن مستعدون لحرب شوارع. نحن مستعدون. لدينا الديناميت والقنابل."
وفي وقت سابق يوم الأحد هبت عاصفة رملية خلال الصباح فانعدمت الرؤية عبر الصحراء المسطحة الممتدة غربا الى بلدة البريقة النفطية. وانحى مقاتل من المعارضة يدعى احمد الزويحي باللائمة على الاحوال الجوية في عدم تنفيذ طائرات حلف الاطلسي ضربات جوية.
وقال "الاحوال الجوية ليست على ما يرام اليوم. لم ينفذ حلف الاطلسي اي ضربات.. انها فرصة كبيرة ينتهزها القذافي. ربما يدخل اجدابيا اليوم. الطائرات لن تنفذ اي ضربات اليوم."
وقال التلفزيون الحكومي الليبي ان طائرات حلف شمال الاطلسي الحربية قصفت يوم الاحد منطقة الحيرة على بعد 50 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس كما قصفت مدينة سرت.
وأخفقت معارك متقطعة استمرت لايام على الطريق غربا الى البريقة في كسر جمود الوضع العسكري. وقال مسؤولو المعارضة المسلحة أمس السبت ان مجموعة من أكثر جنودهم خبرة يشتبكون مع قوات القذافي على حافة البريقة.
لكن من الصعب تحديد موقع خط الجبهة بسبب اسلوب الكر والفر في القتال والقصف من مدى بعيد وميل القوات الموالية للقذافي المتزايد نحو تنفيذ مناورات تطويق ونصب اكمنة لمقاتلي المعارضة الاقل خبرة على الطريق الساحلي.
وكانت المعارضة المسلحة تقدمت في أواخر مارس اذار مئات الكيلومترات صوب العاصمة طرابلس بعدما بدأت الطائرات الحربية الاجنبية قصف مواقع القذافي من أجل حماية المدنيين لكنها لم تتمكن من الاحتفاظ بالاراضي التي سيطرت عليها واجبرت على التراجع حتى أجدابيا.
وفي مصراتة قال مقاتلو المعارضة المسلحة انهم يتعرضون للقصف يوميا على أيدي قوات القذافي. كما اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها نيويورك قوات القذافي باستخدام القنابل العنقودية الامر الذي زاد الاصابات بين المدنيين. ونفت الحكومة الليبية تلك الاتهامات.
وقال متحدث باسم المعارضة يدعى عبد السلام لرويترز ان القتال يدور حول شارع طرابلس الرئيسي في المدينة.
واضاف "القناصة (في شارع طرابلس) يطلقون النار في كل اتجاه.
"على مدى ثلاثة أيام كان الامر صعبا للغاية. قوات القذافي تشن هجمات قوية. انهم يطلقون قذائف المدفعية والمورتر."
وبدأ الطعام ينفد ويصطف المواطنون صفوفا طويلة أمام المخابز. كما بدأت معالم بعض الشوارع تختفي بسرعة.
وفر مئات الليبيين من هجمات القوات الحكومية في المنطقة الجبلية جنوب غربي طرابلس وعبروا الحدود يوم الاحد الى تونس. وتعيش في هذه المنطقة التي تضم مدينة نالوت قبائل الامازيغ التي تتعامل معها حكومة القذافي بتشكك.
وقال محمد وهو من سكان نالوت انه وصل لتوه مع اسرته الى المعبر الحدودي التونسي.
وقال "نالوت تتعرض للقصف العشوائي. كل سكان نالوت جاءوا الى هنا هربا."
وقال عيسى الذي قدم من البلدة نفسها "انا ضمن قافلة تضم زهاء 500 شخص فارين من الموت."
وتنحي الحكومة الليبية باللائمة على متشددين متحالفين مع تنظيم القاعدة في القتال. وأجرى وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي محادثات مع مبعوث الامم المتحدة عبد الاله الخطيب في طرابلس وندد بما وصفه بالعدوان الاستعماري الصليبي على ليبيا.
ونقلت عنه وكالة الجماهيرية الليبية للانباء قوله ان ليبيا مستعدة للامتثال لقرارات الامم المتحدة بتنفيذ وقف لاطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الانسانية.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن