استبعد ممثل الثوار الليبيين اي تفاوض مع العقيد معمر القذافي بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي طالب بهدنة ومفاوضات بين الجانبين، فيما قالت تركيا ان على القذافي التنحي ودعته واشنطن الى سلوك طريق المنفى..
وصرح عبد الرحمن شلقم الذي شغل منصب وزير خارجية سابقا وسفيرا في الامم المتحدة "على القذافي ان يستقيل ويوقف العدوان. انه يبيد الشعب الليبي. لا نية لدينا في التفاوض معه".
وكان لافروف صرح قبل ان يلتقي ممثل المجلس الوطني الانتقالي الذي يقود الثوار الليبيين، ان نهاية النزاع في ليبيا تمر بهدنة ومفاوضات بين المعارضين ونظام معمر القذافي.
وصرح لافروف في مؤتمر صحافي "اننا مقتنعون بان وقف الاعمال الحربية والوصول الى هدنة وحوار واتفاق هي امور حتمية". واضاف "نحاول تقديم مساعدتنا لوقف اراقة الدماء".
ورحب شلقم من جهته باستقبال وزير الخارجية الروسي له ما يشهد بحسبه على "اهمية المجلس الوطني الانتقالي".
واضاف "ان المسألة لا تكمن في معرفة ما اذا كانت روسيا حليفنا ام لا، اذا كانت تدعمنا ام لا. ان روسيا بلد مهم يلعب دورا كبيرا في ليبيا. وان لدى روسيا افكارا واريد الاستماع اليها".
وقد استقبلت موسكو الاسبوع الماضي موفدين من نظام العقيد معمر القذافي طلبت منهم روسيا تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الذي ينص خصوصا على وقف اللجوء الى القوة ضد المدنيين.
وروسيا العضو الدائم في مجلس الامن الدولي، امتنعت في 17 اذار/مارس عن استخدام حق النقض (الفيتو) اثناء التصويت على القرار 1973 الذي سمح بتدخل تحالف دولي ضد نظام العقيد القذافي لحماية المدنيين.
ومنذ ذلك الوقت، انتقدت موسكو بشدة عمليات القصف التي يقوم بها الحلف الاطلسي في ليبيا، معتبرة انها تتجاوز التفويض الذي حددته الامم المتحدة.
وتعد روسيا المزود التاريخي لليبيا بالاسلحة، حتى ان المتمردين والقوات الموالية للقذافي مجهزون باسلحة روسية وسوفياتية.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو خلال لقائه يوم الاثنين مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل انه ينبغي للقذافي ان يتنحى كي يسمح بانتقال سلمي للسلطة.
وكانت تركيا اقترحت في وقت سابق هذا الشهر جدولا زمنيا لوقف اطلاق النار من شأنه ان يسمح بحدوث انتقال سياسي.
وقال داود اوغلو في مؤتمر صحفي مع عبد الجليل "خلال هذه العملية الانتقالية ينبغي اقرار وقف لاطلاق النار وينبغي للقذافي ان يترك القيادة."
واضاف ان المجلس الوطني الانتقالي "ممثل شرعي وجدير بالثقة للشعب الليبي."
وابلغ مسؤول بوزارة الخارجية التركية الصحفيين عقب المؤتمر الصحفي ان ذلك لا يعني ان تركيا تعترف بالمجلس كممثل وحيد للشعب الليبي.
وقال عبد الجليل الذي التقى ايضا برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والرئيس عبد الله جول ان خارطة الطريق التي اقترحتها تركيا تلخص مطالب الشعب الليبي بما في ذلك رحيل القذافي واسرته.
واضاف ان مشاركة تركيا تدحض مزاعم القذافي أن ما يقوم به حلف شمال الاطلسي في ليبيا جزء من حملة صليبية غربية.
وقال عبد الجليل ان الهدف الرئيسي لهذه العملية هو حماية المدنيين وانها ليست حملة صليبية.
وتابع ان المجلس يهدف الى التوصل لحل سياسي كي تتوقف اراقة الدماء لكن ذلك يتوقف على شرط رحيل القذافي واسرته.
وعلى صعيدها، دعت واشنطن الزعيم الليبي لسلوك طريق المنفى.
واغتنمت الولايات المتحدة الاثنين فرصة وصول مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان المفاجىء الى "عاصمة" المتمردين، لحض القذافي على مغادرة البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية في البيان الذي اعلن زيارة فلتمان، اكبر مسؤول اميركي يزور بنغازي منذ بدء حركة الانتفاضة على نظام القذافي قبل اكثر من ثلاثة اشهر، ان واشنطن "مصممة على حماية المدنيين الليبيين وترى ان على القذافي ان يتنحى ويغادر البلاد".
وقد وصل المبعوث الاميركي مساء الاحد الى بنغازي اثر الزيارة التي قامت بها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، على ان يغادر الثلاثاء.
ولفت بيان الخارجية الاميركية ان زيارته تشكل "اشارة اخرى الى الدعم الاميركي للمجلس الوطني الانتقالي المحاور الشرعي وذي الصدقية".
واجرى المبعوث الاميركي منذ وصوله "سلسلة لقاءات مع اعضاء المجلس الوطني الانتقالي وبينهم رئيسه" مصطفى عبد الجليل، كما اوضح متحدث اميركي في بنغازي.
وكانت الولايات المتحدة -مع فرنسا وبريطانيا- في طليعة التحالف الذي تدخل في ليبيا في 19 اذار/مارس الماضي بتفويض من الامم المتحدة لوضع حد للقمع الدامي لحركة الانتفاضة على النظام.
ومن جهة الاتحاد الاوروبي قام وزراء الخارجية للدول ال27 الاعضاء بتوسيع العقوبات -تجميد الارصدة ومنع الحصول على تأشيرات- المتخذة بحق اعضاء في النظام، لتشمل شخصية اضافية قريبة من القذافي وشركة طيران ليبية.
واورد بيان تبناه الوزراء الاثنين في بروكسل ان "الاتحاد الاوروبي قرر تكثيف جهوده بهدف منع نظام القذافي من الحصول على موارد واموال (...) وخصوصا لمنع النظام من تعزيز ترسانته العسكرية وتجنيد مرتزقة".
واضافة الى ذلك رفع الاتحاد الاوروبي المجلس الوطني الانتقالي الليبي الى صفة "المحاور السياسي الرئيسي الذي يمثل تطلعات الشعب الليبي"، الامر الذي يشكل خطوة على طريق اعتراف رسمي بالمجلس من قبل الاوروبيين.
واكدت اشتون الاحد بعد تدشين ممثلية دبلوماسية اوروبية في بنغازي ان الاتحاد الاوروبي سيواصل تقديم الدعم للثوار طالما ارادوا ذلك.
وتترجم هذه النجاحات الحملة الدبلوماسية التي اطلقها المجلس الوطني الانتقالي والتي تتواصل اليوم الاثنين مع زيارة ممثلين الى تركيا والى روسيا.
وعلى الارض اعلن الحلف الاطلسي انه شن 50 ضربة الاحد واستهدف خصوصا مركزي قيادة قرب طرابلس والبريقة ومستودعا للذخيرة في سرت.
واكد الثوار من جهتهم الاثنين انهم تقدموا 20 كلم الى غرب اجدابيا وباتوا على مسافة حوالى 40 كلم من البريقة.
وقال متحدث عسكري باسمهم احمد عمر باني لوكالة فرانس برس "نعتزم التوجه الى البريقة في غضون بضعة ايام".
وفي الجنوب في الصحراء يسيطر المتمردون على جالو كما قال مقاتل متمرد امضى عشرة ايام في هذه القرية الواقعة على بعد 400 كلم تقريبا جنوب بنغازي، لوكالة فرانس برس.
وقال "لكن كل يومين او ثلاثة ايام تدور معارك مع قوات القذافي"، مضيفا "ان الطريق بين اجدابيا وجالو ليست آمنة اطلاقا".
واكد "ان الوضع مريع" في جبل نفوسة قرب الحدود التونسية الى الغرب، "فلا مياه ولا غذاء. لا يمكننا مساعدتهم وذلك يستمر منذ 47 يوما" كما قال.
وطلبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر مبلغ 38 مليون يورو اضافي لتمويل عملياتها في ليبيا حيث "ما زالت الامكانات كارثية".