ثوار ليبيا يرفضون خطة السلام الافريقية وفرنسا تتوقع حربا طويلة

تاريخ النشر: 11 أبريل 2011 - 06:06 GMT
محتجون مناهضون للقذافي يتظاهرون امام الفندق الذي كان يجتمع فيه ممثلو الاتحاد الافريقي مع ممثلي المعارضة الليبية في بنغازي
محتجون مناهضون للقذافي يتظاهرون امام الفندق الذي كان يجتمع فيه ممثلو الاتحاد الافريقي مع ممثلي المعارضة الليبية في بنغازي

 

رفض الثوار الليبيون خطة السلام التي تقدم بها الاتحاد الافريقي الاثنين لانها لم تتناول مطلبهم الرئيسي وهو رحيل معمر القذافي الذي كان قبل الخطة، فيما قالت فرنسا انها تتوقع "خوض عمليات طويلة الامد" في ليبيا.
وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في مؤتمر صحفي في بنغازي ان مبادرة الاتحاد الافريقي لا تتضمن رحيل القذافي وأبنائه من المشهد السياسي الليبي ولذلك فقد فات أوانها. وأضاف أن المجلس طالب برحيل القذافي في أول يوم من انشائه.
وقال المتحدث باسم المجلس عبد الحفيظ غوقة في المؤتمر الصحفي ان المبادرة تتحدث عن اصلاحات من داخل النظام الليبي وهذا مرفوض.
وكان الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما اعلن الاحد ان نظام القذافي وافق على "خارطة الطريق" التي عرضها الاتحاد الافريقي بهدف ايجاد مخرج سلمي للنزاع في ليبيا.
وقال زوما في تصريح مقتضب للصحافيين من مقر القذافي في باب العزيزية بطرابلس ان "وفد (القذافي) وافق على خارطة الطريقة مثلما عرضناها".
واضاف: "سيتم تفصيل الحل المقترح في بيان" من دون ان يحدد متى سيصدر هذا البيان.
وقال انه "في هذا البيان سيتم توجيه نداء الى الحلف الاطلسي من اجل ان يوقف قصفه (في ليبيا) لاعطاء فرصة لوقف اطلاق نار".
حملة الاطلسي 
وفي سياق متصل، قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن انه "أحيط علما" باقتراح وقف اطلاق النار الذي اقترحه الاتحاد الافريقي لكنه قال للصحفيين في بروكسل "لم نتلق أي طلب رسمي فيما يتعلق بتنفيذ أي وقف لاطلاق النار."
وقال راسموسن ان حكومة القذافي أعلنت وقف اطلاق النار عدة مرات في السابق لكنهم "لم يفوا بوعودهم" وأي وقف لاطلاق النار سيحتاج الى الية فعالة للمراقبة.
وقال "أي وقف لاطلاق النار يجب أن تكون له مصداقية ويمكن التحقق منه... يجب وقف العنف تماما والوقف التام لكل الهجمات والانتهاكات بحق المدنيين".
وقال راسموسن ان أي حل يجب ان يلبي مطالب الشعب الليبي التي تتعلق بالاصلاحات السياسية. وأضاف انه يتطلع الى اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا في الدوحة يوم الاربعاء والذي سيقدم اطارا لتسوية دائمة.
وقال الامين العام لحلف الاطلسي ان الحلف يقوم "بتحرك قوي" في انحاء ليبيا بموجب تفويض الامم المتحدة لمنع أعمال العنف ضد المدنيين. وعندما سئل ان كان سيبحث تقليل الضربات لتسهيل وقف اطلاق النار رد بقوله ان "ايقاع عمليات (الحلف) سيحدده هذا الهدف الواضح لحماية المدنيين من أي هجوم."
وقال حلف الاطلسي انه شن 154 طلعة فوق ليبيا يوم الاحد بينها 70 "غارة جوية" وصفها بأنها مهام لتحديد الاهداف المناسبة والاشتباك معها لكنها لا تحتاج بالضرورة الى استخدام ذخائر في كل مرة.
وأضاف حلف الاطلسي ان هذا يرفع العدد الاجمالي للطلعات منذ تولي الحلف عملية ليبيا في 31 مارس اذار الى 1721 طلعة بينها 713 غارة جوية.
وقال راسموسن ان 300 غارة منذ يوم السبت أدت الى تدمير 49 دبابة وتسع ناقلات جند مدرعة وثلاث قطع مدفعية مضادة للطائرات وأربعة مخابيء ذخيرة ضخمة. وأضاف ان غالبية الغارات كانت بالقرب من مصراتة واجدابيا.
وقال "انني اشعر بقلق خاص بسبب المحنة الشديدة لسكان مصراتة واجدابيا الذين روعتهم ... الهجمات الوحشية."
وعبر راسموسن مجددا عن وجهة نظره التي تتمثل في انه لا يوجد حل عسكري فقط في ليبيا وقال ان الحلف يريد تجنب جمود تصبح فيه البلاد دولة منهارة وملاذا للمتشددين.
وقال "يجب ان نبذل قصارى جهدنا لتجنب ذلك الموقف وهذا سبب أيضا لان امل في ان ارى حلا سياسيا للمشاكل في ليبيا عاجلا وليس اجلا لاننا نعرف من الخبرة ان المتطرفين والارهابيين يمكنهم ان يستفيدوا من فترة عدم استقرار طويلة."
وقال مسؤول بحلف الاطلسي ان قوات موالية للقذافي قصفت مصراتة صباح يوم الاثنين. وقال المسؤول لرويترز "لا يبدو أن هذا الحديث عن اتفاق للسلام له اي مضمون في هذه المرحلة."
وقال "سنواصل ممارسة الضغط على القوات التي تهدد المدنيين وستستمر عملياتنا." وأضاف "طائراتنا ما زالت تحلق وحين نرى تهديدا للمدنيين سنتدخل."
وصرح متحدث باسم المعارضة في مصراتة بأن قوات القذافي أطلقت يوم الاثنين صواريخ جراد روسية الصنع على أهداف في المدينة وان الهجمات مستمرة.
وساعدت هجمات حلف الاطلسي خارج اجدابيا يوم الاحد على وقف اكبر هجوم لقوات القذافي على الجبهة الشرقية منذ اسبوع على الاقل. واجدابيا بوابة معقل المعارضة المسلحة في بنغازي الواقعة على بعد 150 كيلومترا شمالا على ساحل البحر المتوسط.
ورأى مراسل لرويترز ستة هياكل محترقة حولها 15 جثة متفحمة وممزقة الاوصال في موقعين يفصل بينهما نحو 300 متر على الطرق الغربية لاجدابيا. وقال معارضون انها قصفت في غارات جوية.
حرب طويلة
الى ذلك، قال قائد اركان سلاح الجو الفرنسي الجنرال جان بول بالوميروس انه يتوقع "خوض عمليات طويلة الامد" في ليبيا وذلك لدى زيارته الاثنين قاعدة سولينزارا الجوية في كورسيكا.
واكد الجنرال "لم يتم حل اي ازمة معاصرة مؤخرا على امد قصير. نحن ازاء تتابع ازمات لديها جميعها اسبابا عميقة نسبيا. ولذلك لا ينبغي ان نامل في تسويتها بعصا سحرية".
واعتبر ان "القوة الجوية عامل محدد" في مسرح المعارك في ليبيا غير انها لا يمكن "ان تحل بمفردها ازمة كبيرة". واضاف "نحن لسنا الا اداة في الترسانة التي تملكها المجموعة الدولية".
واقر الجنرال الفرنسي بان مهمات الطيارين "صعبة ومعقدة" خصوصا بسبب تحرك القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي التي اصبحت تستخدم بشكل متزايد العربات الخفيفة.
واكد بالوميروس "الاحترام التام" لقرار مجلس الامن رقم 1973. وقال انه حين تكون هناك شكوك "نفضل عدم الضرب والتسبب عند الضرورة باضرار جانبية" موضحا انه "في مثل هذه النزاعات لا يمكن البتة تفادي الهفوات".
ودعا الى تنسيق افضل بين الحلف الاطلسي والمتمردين الليبيين وذلك بهدف تحقيق الاهداف واولها "انقاذ الارواح وحماية السكان الليبيين".
وبحسب الجنرال الفرنسي فان القذافي "فقد مصداقيته لدى الراي العام ولكن ايضا لدى المجتمع الدولي. انه بالتاكيد ليس على حق" مضيفا "نحن الذراع العسكرية للضمير العالمي الذي يقول +كفى لن نسمح بتكرار هذا ابدا+".
وتتمركز نحو 20 طائرة من نوع رافال وميراج في قاعدة سولينزارا على الساحل الشرقي لجزيرة كورسيكا من حيث يتم تنفيذ عمليات يومية منذ 19 آذار/مارس الماضي.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن