اعلن التلفزيون الرسمي السوري ان الجيش دخل الاحد مدينة جسر الشغور بمحافظة ادلب شمال غرب البلاد لطرد "التنظيمات المسلحة" منها، بينما عبرت الاسرة الدولية عن قلقها من الوضع في هذا البلد مطالبة بالسماح بدخول فرق طبية اليها.
وافاد التلفزيون ان "وحدات الجيش تدخل جسر الشغور وتطهر المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة".
واوضح ان "وحدات الجيش تدخل المدينة بعد تفكيك المتفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت التي زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات".
واكد وقوع "اشتباكات شديدة بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة المتحصنة في محيط جسر الشغور وداخلها".
كما اشار الى "مقتل اثنين من عناصر التنظيمات المسلحة والقاء القبض على اعداد كثيرة منهم وضبط اسلحة رشاشة بحوزتهم".
وشددت القوات السورية القمع بشكل خاص في الايام الاخيرة في محافظة ادلب (شمال غرب) على مسافة 330 كلم شمال دمشق.
وقد اعلن التلفزيون الرسمي السوري الجمعة ان الجيش بدأ عملية عسكرية في محيط المدينة بطلب من سكان في المنطقة، متهما "مجموعات مسلحة بارتكاب فظائع".
وقال ناشط لوكالة فرانس برس "بدأ الجيش منذ هذا الصباح قبيل الساعة 7,00 (4,00 تغ) بقصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والاسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب".
وتابع "سمع دوي انفجارات وكانت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة" مؤكدا انتشار حوالى 200 دبابة في المنطقة.
وقال ناشط حقوقي اخر نقلا عن سكان في المدينة "تسمع منذ هذا الصباح اصوات انفجارات في جسر الشغور وكانت اعمدة من الدخان تتصاعد" من المدينة.
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد لتلفزيون سكاي نيوز ان على مجلس الامن الدولي اتخاذ "موقف واضح" بشان سوريا باصداره قرارا يدين القمع الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المحتجين في هذا البلد.
وقال هيغ ان احتمالات صدور قرار ضد سوريا "غير مضمونة" نظرا الى معارضة لبنان حليف سوريا، كما ان روسيا والصين عارضتا بشدة صدور مثل ذلك القرار".
واعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون السبت عن "قلقها الشديد لتدهور الوضع الانساني" في سوريا، مجددة نداءها الى السلطات السورية بالتوقف عن قمع المتظاهرين وبالسماح بوصول الوكالات الانسانية.
وقالت آشتون في بيان مساء السبت انها تشجب "التصعيد في استخدام القوة الوحشية ضد المتظاهرين في سوريا خلال الايام الماضية".
واضافت "انا قلقة جدا لتدهور الوضع الانساني الناجم عن اعمال السلطات السورية، واطالبها بالسماح فورا بدخول مراقبين دوليين لحقوق الانسان ووكالات انسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر".
وتأتي دعوة آشتون بعيد ساعات على اتهام البيت الابيض للنظام السوري بالتسبب ب"ازمة انسانية" بقمعه العنيف للحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي الرئيس بشار الاسد ومطالبته دمشق بالسماح فورا بدخول فرق الاغاثة الطبية.
وتظاهر حوالى 300 شخص في وسط مدينة مونتريال احتجاجا على القمع الدموي الذي يمارسه نظام الرئيس السوري بشار الاسد ضد الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة المطالبة برحيله عن السلطة.
وهتف المتظاهرون "الشعب يريد اسقاط النظام" و"الله، سوريا، حرية وبس" وتجمعوا امام جامعة كوكورديا في الشطر الغربي من وسط هذه المدينة الضخمة في مقاطعة كيبيك.
وافادت وكالة انباء الاناضول ان اكثر من 400 سوري عبروا الحدود التركية ليل السبت الاحد، ما يرفع الى 5051 عدد اللاجئين الذين اتوا من سوريا للعيش في خيم جنوب تركيا.
وكان التعداد الاخير المقدم من مصدر رسمي بعد ظهر السبت اشار الى وصول 4600 لاجئ من سوريا الى تركيا. ومنذ مطلع الاسبوع الماضي، يتوافد مئات السوريين يوميا الى منطقة انطاكيا الحدودية هربا من قمع قوات الرئيس السوري بشار الاسد.
واشار التلفزيون الحكومي الى ان اللاجئين اتوا من مدينة جسر الشغور على بعد نحو 40 كلم من تركيا، حيث دخلت القوات السورية الاحد "لطرد المجموعات المسلحة".
وينزل اللاجئون في مخيمين في انطاكيا جهزهما الهلال الاحمر التركي. ويتم تجهيز مخيمين اخرين في هذه المنطقة.
ويتولى الدركيون الاتراك الاهتمام بهؤلاء اللاجئين ويتم نقلهم الى المخيمات او المستشفيات. وادخل نحو ستين شخصا الى المستشفى السبت للمعالجة من اصابات مختلفة بحسب مصادر محلية.
كما انشأت السلطات مستشفى ميدانيا صغيرا في ياغلادادي وهو الاول والاكبر في هذه المخيمات لتأمين العناية الطبية الطارئة للجرحى.