الجيش يتدخل لسحق الثورة وتحرك في مجلس الامن لادانة سوريا

تاريخ النشر: 25 أبريل 2011 - 09:06 GMT
احد القتلى في حملة القمع المستمرة للاحتجاجات في سوريا
احد القتلى في حملة القمع المستمرة للاحتجاجات في سوريا

 

قتل 38 شخصا في عمليات للجيش وقوات الامن السورية في عدد من المدن حيث تشن حملة اعتقالات واسعة وخصوصا في درعا، فيما بدات دول اوروبية تحركا في مجلس الامن لادانة النظام السوري بسبب قمعه للمحتجين.
وقال الناشط عبد الله ابا زيد ان "25 شهيدا على الاقل سقطوا اثر قصف كثيف شنته قوات الجيش على مدينة درعا" التي اقتحمتها صباح الاثنين قوات الامن السورية مدعومة بالدبابات والمدرعات للقضاء على حركة الاحتجاج المناهضة للنظام المستمرة منذ ستة اسابيع.
واضاف "لا نعرف مصير البقية نظرا لعدم وجود مشاف مما يجعل الجرحى ينزفون حتى الموت".
وتابع ابازيد ان "قوات الجيش والامن اقتحمت المدينة بقوة عند الساعة الرابعة والربع (1,15 تغ) من اليوم (الاثنين) وقامت برش الرصاص بدون تهاون".
واشار الى ان القوات "قامت بتثبيت رشاشات من عيار 500 على الدبابات واخذت تطلق النار عشوائيا على المنازل والاحياء".
ووصف الوضع بانه "جبهة معركة".
واضاف ابازيد ان "القوات احتلت جامع ابو بكر الصديق وبلال الحبشي وجامع المنصور بالاضافة الى مقبرة الشهداء"، مشيرا الى ان "القناصة صعدوا الى المآذن واسطح المنازل حيث استمروا باطلاق النار".
وذكر ابازيد ان خطباء الجوامع "طلبوا من الجيش والقوات الامنية ضبط النفس وعدم التعدي على حرمة الاماكن المقدسة والمقابر"، لكنهم نادوا "بالجهاد عندما لم يلب الجيش نداءهم".
وكان ناشط في الدفاع عن حقوق الانسان صرح في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا ان "خمسة اشخاص على الاقل قتلوا بالرصاص في درعا".
واضاف "رأيناهم بام اعيننا. كانوا في سيارة مزقها الرصاص"، مشيرا الى "نداءات استغاثة تطلق من مآذن المساجد".
وتابع المصدر نفسه ان "قوات الامن اقتحمت المنازل واطلقت النار على خزانات المياه لحرمان الناس من المياه".
من جهته، افاد الناشط السوري عبد الله الحريري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا عن اطلاق نار كثيف في درعا مؤكدا ان "رجال الامن دخلوا بالمئات الى المدينة مدعومين بدبابات ومدرعات".
واوضح ان "رجال قوات الامن يطلقون النار عشوائيا ويتقدمون وراء المدرعات التي تحميهم"، مشيرا الى ان "الكهرباء والاتصالات الهاتفية قطعت بالكامل تقريبا".
من جهة اخرى، قتل 13 شخصا وجرح عديدون آخرون برصاص قوات الامن في جبلة قرب اللاذقية (شمال غرب)، كما ذكر الاثنين ناشط لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس.
وذكر شاهد ان "مجموعة من القناصة ورجال الامن اطلقوا النار في شوارع جبلة الاحد بعد زيارة قام بها محافظ اللاذقية الجديد عبد القادر محمد الشيخ الى المدينة للاستماع الى مطالب السكان".
لكن "بعد خروج المحافظ تم تطويق جبلة من جميع الاطراف وانتشر عناصر من الامن وبدأوا باطلاق النار"، على حد قوله.
وفي دوما (15 كلم شمال العاصمة)، قال ناشطون ان قوات الامن تقوم بعمليات مداهمة، وكذلك الامر في المعضمية قرب دمشق.
وصرح شاهد في المكان ان قوات الامن تنتشر بكثافة الاثنين في دوما. واضاف ان "قوات الامن طوقت جامعا واطلقت النار بدون تمييز. الشوارع معزولة عن بعضها البعض ودوما معزولة عن العالم الخارجي".
وقال ان "عددا كبيرا من الاشخاص اعتقلوا في هذه البلدة".
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين ان "الامن اعتقل عشرات اليوم والامس في سراقب (شمال غرب) ودير الزور (شمال شرق) وفي الرقة (شمال) وفي دوما (ريف دمشق) وبانياس (غرب)" موردا اسماء المعتقلين.
وكان شهود عيان افادوا ان الطرق المؤدية الى "المناطق الساخنة" القريبة من العاصمة كانت مغلقة ليلا واقيمت فيها حواجز لتفتيش الهويات ولا يسمح بدخولها سوى السكان.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان عبد الرحمن لفرانس برس ان "السلطات السورية اتخذت على ما يبدو قرارا بالحسم العسكري والامني" للضغط على التظاهرات المطالبة بالديموقراطية في سوريا.
واكد ان "هذه الحلول لن تنفع لان الحوار الوطني هو الوحيد القادر على حماية سوريا".
وراى رئيس المرصد ان اصدار قانون تنظيم التظاهر الخميس "كان الهدف منه قمع التظاهر".
مجلس الامن
الى ذلك، قال دبلوماسيون في مجلس الامن يوم الاثنين ان بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال تطلب من مجلس الامن التابع للامم المتحدة إدانة الحملة العنيفة على المحتجين في سوريا ودعوة الحكومة الى التحلي بضبط النفس.
لكن لم يتضح ما اذا كانت روسيا والصين ستؤيدان الفكرة. 
وقال دبلوماسي لرويترز مشترطا عدم نشر اسمه "نريد من اعضاء المجلس ادانة العنف في سوريا والحث على ضبط النفس."
واكتفت القوى الغربية حتى الان بالادانة الشفهية لقتل مئات الاشخاص في سوريا وهي التي تدخلت عسكريا ضد قوات القذافي استنادا الى مبدأ الامم المتحدة المسؤولية عن حماية المدنيين.
وقال دبلوماسي آخر في الأمم المتحدة ان بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وزعت مشروع بيان على الاعضاء الاخرين بالمجلس الذي يضم 15 عضوا. وأضاف ان مشروع البيان يؤيد أيضا دعوة الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في مطلع الاسبوع الى إجراء تحقيق مستقل في قتل المتظاهرين.
وقال دبلوماسيون ان الاوروبيين يأملون في ان تؤدي إدانة مجلس الامن الى زيادة الضغط على سوريا لوقف حملتها الامنية على المتظاهرين المناهضين للحكومة.
وقالت الولايات المتحدة يوم الاثنين انها تبحث فرض "عقوبات موجهة" على حكومة الرئيس بشار الاسد ردا على الحملة العنيفة على المحتجين.
وقال دبلوماسي انه لا يوجد في الوقت الراهن اي تحرك لمناقشة امكانية فرض عقوبات من خلال الامم المتحدة على سوريا.
وأشارت روسيا والصين الى انهما لا تتقبلان تناول مجلس الامن لصراع داخلي اخر تعتبرانه شأنا داخليا. ولم يتمكن المجلس من الموافقة على بيان بشأن الاضطرابات في دولة عربية اخرى هي اليمن.
وقال دبلوماسي ان مشروع البيان الاوروبي الخاص بسوريا يلفت الى ان الوضع بالغ الاهمية بالنسبة الى مستقبل السلام والامن في الشرق الاوسط. ومن شأن الاشارة الى وجود بعد دولي للعنف ان يجعل من الصعب على روسيا والصين رفض مناقشة موضوع سوريا.