انتقد الجيش السوداني الأمم المتحدة بشأن خطط لاقامة منطقة عازلة على طول الحدود بين الشمال والجنوب قبيل استفتاء يتسم بالحساسية السياسية قائلا ان ذلك التحرك علامة على اما الجهل او التدخل.
وأبلغ مسؤولو الأمم المتحدة رويترز الجمعة أن المنظمة الدولية تعيد نشر قوات حفظ السلام في بؤر التوتر على طول الحدود بسبب مخاوف من اندلاع الصراع قبيل الاستفتاء بشأن اعلان الجنوب الاستقلال او ان يظل تابعا للسودان.
وقال المقدم الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش السوداني لوكالة السودان للانباء في وقت متأخر من مساء الجمعة "حديث مسؤول عمليات حفظ السلام فى الامم المتحدة آلان لوروا حول نشر قوات أممية عازلة على الحدود بين الشمال والجنوب لا يعبر إلا عن جهل بمجريات الأحداث الحقيقة في السودان أو تحرشا يستهدف استقراره وسلامته".
ولا يتبقى أمام السودان الآن سوى أقل من ثلاثة أشهر على بداية التصويت المقرر الذي نص عليه اتفاق سلام أبرم عام 2005 وانهى حربا أهلية استمرت لعقود بين الشمال والجنوب وخلفت ما يقدر بمليوني قتيل وأربعة ملايين مشرد.
وقال أعضاء من وفد مجلس الأمن الذي زار السودان الاسبوع الماضي إن سلفا كير رئيس جنوب السودان شبه المستقل أبلغ مبعوثي المجلس التابع للامم المتحدة انه يخشى من أن يحرك الشمال قوات باتجاه الجنوب وان يتأهب لحرب.
وأكدت سفيرة واشنطن لدى الامم المتحدة سوزان رايس يوم الخميس أن كير طلب إقامة منطقة عازلة بعمق 16 كيلومترا تديرها الامم المتحدة على طول الحدود سيئة الترسيم.
موافقة الخرطوم
في ذات الشان اعلن مسؤول رفيع المستوى في الحزب السوداني الحاكم الجمعة ان الامم المتحدة لا يمكنها ارسال جنود لحفظ السلام الى الحدود بين شمال البلاد وجنوبها من دون الموافقة المسبقة للحكومة المركزية في الخرطوم.
وقال ربيع عبد العاطي المسؤول الكبير في حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير لوكالة فرانس برس "لا اعتقد ان الامر قانوني (...) ينبغي توجيه اقتراح الى الحكومة. لا يستطيع مجلس الامن (الدولي) نشر مزيد من الجنود من دون موافقة الحكومة".
وكان رئيس جنوب السودان سالفا كير طلب في الاونة الاخيرة من مجلس الامن ايجاد منطقة عازلة يبلغ عرضها 32 كلم على طول الحدود الممتدة 2100 كلم بين الشمال والجنوب للحؤول دون وقوع اعمال عنف على خلفية الاستفتاء المقرر في كانون الثاني/يناير المقبل والذي قد يفضي الى تقسيم البلاد.
واعلن مسؤول اممي رفيع الخميس انه لا يمكن خلق منطقة عازلة، لكن المنظمة الدولية ستعزز عديد قواتها في نقاط ساخنة عند الحدود.
وقال الان لو روا قائد عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة "سنزيد وجودنا، ولكن فقط في بعض المناطق الحساسة". لكنه لم يحدد ما اذا كانت الامم المتحدة تتجه الى ارسال مزيد من القوات الى السودان او تريد اعادة نشر جنود منتشرين اصلا.
وتضم قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في السودان والتي شكلت اثر توقيع اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، 9453 جنديا و492 مراقبا عسكريا و666 شرطيا وفق اخر معطيات حول انتشارها.
وتختلف هذه القوة عن القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي المنتشرة في اقليم دارفور بغرب السودان والذي يشهد حربا اهلية منذ سبعة اعوام.
ويلحظ تفويض القوة الدولية في السودان نشر عشرة الاف جندي و750 مراقبا عسكريا و715 شرطيا. وفي هذا الاطار تساءل عبد العاطي "كيف يمكن للامم المتحدة ان ترسل مزيدا من القوات، في حين ان انتشار قوتها في السودان والقوة الاخرى في دارفور لم يستكمل حتى الان؟".
وسيختار سكان جنوب السودان في استفتاء مقرر في التاسع من كانون الثاني/يناير بين الحفاظ على وحدة السودان او الاستقلال. ويشكل هذا الاستفتاء احد البنود الرئيسية في اتفاق السلام الشامل الذي انهى حربا اهلية بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي استمرت اكثر من عشرين عاما.
ورغم مرور خمسة اعوام على انتهاء الحرب، لم يتوصل مسؤولو الشمال والجنوب الى توافق على ترسيم الحدود في عدد من النقاط.
ويخشى العديد من المراقبين ان يؤدي هذا الخلاف الى نزاع جديد.