دبابات تقتحم درعا والسوريون يشيعون ضحايا الإحتجاجات

تاريخ النشر: 30 أبريل 2011 - 10:18 GMT
مقتل 582 سوريا منذ بداية حركة الاحتجاج المعارضة للنظام
مقتل 582 سوريا منذ بداية حركة الاحتجاج المعارضة للنظام

قال شهود ان أكثر من 15 دبابة سورية دخلت درعا السبت وسمع دوي اطلاق نيران كثيف في المدينة التي شهدت بدء الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ ستة أسابيع ضد حكم الرئيس بشار الاسد.

وقال أحد السكان ويدعى أبو طارق لرويترز في حديث هاتفي "منذ الفجر نسمع دوي تبادل كثيف للنيران يتردد في شتى أنحاء المدينة ولا نعلم ما يحدث."

وذكر سكان أن الاشتباكات السبت تتركز على ما يبدو في الحي القديم في درعا على تلة قرب الحدود مع الاردن.

وتابع أبو طارق "شاهدت أكثر من 15 دبابة... دخلت من طريق دمشق السريع وكانت تتحرك في اتجاه الحي القديم."

وكانت الدبابات والجنود السوريون دخلوا درعا من قبل يوم الاثنين لكبح الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والتي انتشرت في سوريا البالغ عدد سكانها 20 مليونا.

تشييع الضحايا

ويستعد الناشطون المعارضون في سوريا السبت لتشييع موتاهم غداة قمع تظاهرات حاشدة في عدة مدن متوعدين بتجمعات اخرى خلال الايام القادمة.

وتحت شعار "اسبوع فك الحصار" ترحم "شباب الثورة السورية 2011" في صفحته من فيسبوك على ارواح الشهداء الذين سقطوا امس في "جمعة الغضب" ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط 62 قتيلا مدنيا الجمعة، 33 منهم في مدينة درعا (جنوب) مهد حركة الاحتجاج ومحافظة حمص (وسط) و25 في الرستن واثنان في في حمص. وفي شمال غرب البلاد قتل شخصان في اللاذقية وضواحيها.

من جانبها افادت "لجنة شهداء 15 آذار" القريبة من المعارضين عن مقتل 582 شخصا منذ بداية حركة الاحتجاج. واوضحت ان الجمعة سقط 56 قتيلا منهم 32 في محافظة درعا و24 في الرستن (180 كلم شمال دمشق) قرب حمص.

وسيدفن القتلى السبت في الساعة 16,30 (13,30 تغ) كما افاد ناشطون على فيسبوك.

واكد الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي ان "دمكم انار لنا طريق الحرية. نعاهدكم ان نحمل الراية التي بذلتم لاجلها دماءكم ونواصل المشوار. نعاهدكم ان دمكم الطاهر لن يذهب هباء".

واضافوا ان "الشهداء هم الخالدون. اما القتلة المجرمون فسيذهبون الى مزابل التاريخ بعد ان يحاكمهم الشعب ويقتص منهم".

وتابع النداء ان "الحرية قادمة لا محالة. هذا الشعب بذل دماءه وفلذات اكباده وزهرة ابنائه لاجل الحرية وسينال الحرية قريبا قريبا. ستزهر دماءكم الزاكية يا شهداءنا الابرار".

ووعد الناشطون بتظاهرات جديدة خلال "اسبوع فك الحصار" لا سيما الاحد في درعا والاثنين في ضواحي دمشق والثلاثاء في بانياس وجبلة (شمال غرب) والاربعاء في حمص وتلبيسه (وسط) وتلكلخ عند الحدود مع لبنان.

وينوي المتظاهرون الخميس تنظيم "اعتصامات ليلية" في كافة المدن بينما تحاصر قوات الامن درعا ودوما (15 كلم شمال دمشق) منذ بداية الاسبوع.

وتحدى عشرات الاف المتظاهرين الجمعة قرار منع التظاهر وخرجوا الى شوارع عدة مدن مرددين "حرية" وداعين الى "سقوط النظام".

وظهر في اشرطة فيديو صورها المتظاهرون وبثت على يوتيوب كيف كان متظاهرون يفرون في مدخل درعا خوفا من رصاص كثيف.

وفي بانياس ازال بعض الناشطين صورا لبشار الاسد كانت معلقة في واجهات المباني الحكومية حسب الناشطين بينما اظهرت اشرطة فيديو متظاهرين يمزقون صوره.

حراك قوي للحوار

وفي سياق متصل قال د. محمد حبش، عضو مجلس الشعب السوري في اتصال مع قناة "روسيا اليوم" السبت إن الدولة السورية تدعو وبشكل جدي للجلوس الى طاولة الحوار الوطني، مؤكدا على وجود حراك قوي نحو حوار شامل وواسع.

واعتبر حبش ان الحوار في الوقت الحاضر يمثل خطاب العقل وهذه مسؤولية تقع على الجميع، مشيرا الى ان الحل يجب ان يكون وطنيا لجميع ابناء سورية.

واوضح حبش ان التدخل الدولي في شؤون سورية الداخلية لا يبشر بالخير، لانه مسار اضحى معروفا وهذه السكة نعرف نهايتها.

وشدد حبش على ان المطلوب في هذه اللحظة هو وقف حمام الدم لأن العنف لا يولد الا العنف.

كما اشار حبش الى ان الدولة طلبت من الناس منح فرصة لتطبيق الاصلاحات التي اعلنت عنها مؤخرا ووقف التظاهر لتتمكن الحكومة من تنفيذ مشاريعها.