يزور العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الاسد لبنان معا يوم الجمعة لتخفيف التوتر السياسي بسبب توقعات ان تتهم المحكمة التابعة للامم المتحدة المعنية بحادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام 2005 اعضاء في جماعة حزب الله.
وقال النائب نهاد المشنوق عضو كتلة رئيس الوزراء سعد الحريري البرلمانية لرويترز ان مجيء الملك عبد الله والرئيس بشار معا رد على جميع الاسئلة بخصوص الاستقرار في لبنان.
وتشكل زيارة العاهل السعودي الى سوريا ولبنان محطة اساسية في سياق الجهود الدبلوماسية التي تبذل لاحتواء اي تفجير محتمل للوضع الداخلي في لبنان.
ويزور العاهل السعودي أيضاً مصر والاردن.
ومن المقرر أيضاً ان يصل امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى بيروت الجمعة.
ويدخل هذا التحرك العربي في اطار المساعي للحد من التوتر المتصاعد في لبنان بعد توقع الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الاسبوع الماضي ان تصدر المحكمة الدولية المكلفة قضية اغتيال الحريري قرارا ظنيا يتهم افرادا في الحزب.
واثار هذا الاعلان مخاوف من احتمال حصول مواجهة جديدة بين انصار "حزب الله" الشيعي المدعوم من سوريا وايران، وانصار رئيس الحكومة السني سعد الحريري المدعوم من السعودية، تعيد الى الاذهان احداث ايار (مايو) عام 2008 التي قتل خلالها حوالى 100 شخص.
وتترافق هذه المخاوف أيضاً مع قلق متزايد من امكانية اندلاع حرب جديدة بين "حزب الله" واسرائيل التي اتهمت الحزب المسلح خلال الاشهر الاخيرة بتخزين الاسلحة، علما ان الجانبين خاضا نزاعا مدمرا في العام 2006.
ويقول مدير الابحاث في معهد بروكينغز في الدوحة شادي حمد "اعتقد ان الاسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين".
ويشير الى ان "احتمال تدهور الوضع واندلاع العنف الطائفي موجود، واللاعبون المعنيون يدركون هذا الخطر ويتخذون خطوات وقائية من اجل نزع فتيله قبل ان تخرج الامور عن السيطرة في الاسابيع او الاشهر المقبلة".
واغتيل الحريري في انفجار سيارة مفخخة في الرابع عشر من شباط (فبراير) 2005. ووجهت اصابع الاتهام حينها الى سوريا.
واثارت عملية الاغتيال هذه موجة احتجاج دولية وفي الشارع اللبناني دفعت سوريا الى سحب قواتها من لبنان بعد حوالى 30 سنة من انتشارها العسكري فوق اراضيه.
ومن المتوقع ان تصدر المحكمة الدولية المكلفة قضية الحريري قرارا اتهاميا بحلول نهاية العام الحالي.
وتدهورت العلاقات السعودية السورية بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق، لكنها عادت الى دفئها من جديد في وقت كانت الرياض تلعب دورا اساسيا في عملية التقارب الاخيرة بين سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، والرئيس الاسالدكتور
ويرى رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة ان زيارات القادة العرب تعكس المرحلة الحرجة التي يواجهها لبنان.
ويقول السنيورة الذي دفعت حكومته المدعومة من الغرب نحو اجراء التحقيق الدولي "اعتقد ان قسما كبيرا من التوتر هدفه التخويف، لكنني مع ذلك لا اقلل من امكانية وجود محاولات لدفع لبنان نحو شفير الهاوية".
ويضيف النائب عن مدينة صيدا الجنوبية "للاسف، عندما يدفعون لبنان نحو حافة الهاوية، لا يكون من السهل عليهم السيطرة على الموقف".
ويقلل مستشار رئيس الوزراء محمد شطح من فرص وقوع موجة جديدة من اعمال اعنف.
ويوضح "ما من اسباب لكي يؤدي الوضع الحالي في لبنان والتطورات المحيطة بالمحكمة الدولية الى اي نزاع"، مضيفا "لا ارى مكانا لصراع سني شيعي".
وفيما يعتبر شطح ان زيارة الملك السعودي وهي الاولى له الى لبنان منذ العام 2002، ستتطرق الى عوامل التوتر المحلية، الا ان الزيارة تشكل أيضاً جزءا من جهود اشمل تهدف الى اظهار موقف عربي موحد من تطورات الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
ويوضح "الملك يزور دولا اخرى (...) في وقت تسعى السعودية (...) الى بلورة موقف عربي من دون انتظار بلوغ طريق مسدود يقود نحو تدهور الاوضاع كما كان الامر دائما فيما يتعلق بمسار السلام".