تعهد الزعيم الليبي معمر القذافي يوم الثلاثاء في خطاب صوتي بثه التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة بالقتال حتى النهاية بعدما كثف حلف شمال الاطلسي ضرباته الجوية على طرابلس، فيما قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان القذافي سيطاح به ان عاجلا أم اجلا.
وقال القذافي في الكلمة القصيرة "أمامنا خيار واحد وهو بلادنا ونحن فيها للنهاية .. موت حياة لا يهم." ودعا أنصاره الى التوجه الى مجمع باب العزيزية حيث مقره والذي تعرض للقصف عدة مرات في غارات حلف الاطلسي يوم الثلاثاء.
وضربت موجات من طائرات حلف الاطلسي العاصمة الليبية اليوم الثلاثاء وشملت الضربات اهدافا بالقرب من مجمع باب العزيزية في أطول عملية قصف مستمر للعاصمة منذ بدأت القوات الغربية ضرباتها الجوية في مارس اذار.
وكان القذافي متحديا في وصفه للطائرات التي تحلق فوقه والانفجارات التي تقع حوله.
وقال "نحن أقوى من صواريخكم .. أقوى من طائراتكم. صوت الشعب الليبي أقوى من صوت الانفجارات وأقوى من حاملات الطائرات."
واضاف انه مستعد لاطلاق العنان لما بين 250 ألفا ونصف مليون ليبي مسلح لتطهير البلاد من "العصابات المسلحة" في اشارة الى المعارضة المسلحة التي تسيطر على شرق البلاد.
وشوهد القذافي على التلفزيون الرسمي اخر مرة في 30 مايو ايار في لقطة تظهره مجتمعا مع الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما.
وقال مراسل لرويترز في وسط المدينة ان الطائرات الحربية ضربت مناطق مختلفة من طرابلس يوم الثلاثاء عدة مرات في الساعة بحلول وقت ما بعد الظهيرة لتتصاعد أعمدة من الدخان في السماء.
واضاف القذافي متسائلا عن سبب استمرار القصف "قلت لكم لا تهمنا الحياة الان ولا يهمنا حتى النصر ولا يهمنا الموت. اللي (الذي) يهمنا واجبنا اللي لازم نقوم به سواء متنا استشهدنا انتحرنا انتصرنا اللي يهمنا واجبنا اللي لازم نقوم به تجاه التاريخ وتجاه الماضي والمستقبل."
وفي سياق متصل، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الزعيم الليبي سيطاح به ان عاجلا أم اجلا.
وتحدث أوباما في مؤتمر صحفي مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عن تقدم "كبير" في حملة حلف شمال الاطلسي لحماية المدنيين والمعارضين الليبيين من هجمات مؤيدي القذافي.
وقال "ما ترونه في شتى أنحاء البلاد هو اتجاه يتعذر تغييره حيث يتم دفع قوات النظام الى الوراء واضعافها. أعتقد أن القذافي راحل ان عاجلا أم احلا."
ويعتزم حلف شمال الاطلسي المقتنع بان عمليته في ليبيا دخلت مرحلتها الاخيرة ان يطلب الاربعاء من وزراء دفاع الدول الاعضاء بذل جهد اخير من اجل رحيل نظام طرابلس والاعداد لمرحلة ما بعد القذافي.
وسيناقش الحلف الاطلسي الذي يحارب لاول مرة على جبهتين، اولا في بروكسل الحملة الجوية والبحرية التي اطلقت في اذار/مارس في ليبيا ضد قوات العقيد معمر القذافي، قبل التطرق الخميس الى الوضع في افغانستان وآفاق انسحاب تدريجي منه بعد حرب صعبة ضد طالبان دامت اكثر من تسع سنوات.
ورغم ان قوات القذافي ما زالت تسيطر على غرب ليبيا ومحيط طرابلس وبينما لم يتمكن الثوار الذين يمثلهم المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي في شرقها، من هزمها بمفردهم، يرى الحلف الاطلسي ان ايام النظام الليبي باتت معدودة.
ويرى قادة الحلف الاطلسي العسكريون ان الاف الغارات الجوية التي يشنها طيران التحالف على الجيش الليبي قد اثرت في قدرته على شن هجمات مضادة، رغم ان ذلك لم يعكس تقدما لانصار المجلس الوطني الانتقالي على الارض.
وقال مسؤول عسكري كبير ان "تحليلنا اكثر تفاؤلا من تحليل الذين يتحدثون عن الغرق في +مستنقع+، اننا نرى ان الوقت يصب في صالحنا".
واعتبر ان "وضع نظام القيادات الليبية متداع الى حد انه يتوقع ان يستسلم الليبيون في اي وقت".
وقال ان "البعض يرون ان 80% من مراكز القيادة قد دمرت لكن العديد من الدول المشاركة تقيم تلك النسبة بنحو 50%" متوقعين عدم انتهاء الحملة قريبا.
ومددت الدول الحليفة الاربعاء الماضي بتسعين يوما عملية "الحامي الموحد" التي انطلقت مبدئيا لمدة ثلاثة اشهر حتى 27 حزيران/ يونيو.
لكن الحملة العسكرية ترتكز بشكل ملموس خصوصا على قسم من الحلفاء حيث ان نحو 12 منهم لا يقدمون لها اي دعم جوي ولا بحري.
ويشارك فقط في الغارات الجوية تسع دول هي الامارات وثمانية اعضاء في الحلف "بلجيكا وكندا والدنمارك والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا والنروج والمملكة المتحدة" بينما تعاني ميزانيات دفاعها من الانخفاض.
واكد مسؤول اميركي الاثنين ان "التعب بدأ يؤثر على الطائرات وطواقمها وتكاليف العملية ترتفع "مثل مخاطر نقص" الامدادات من الذخيرة".
وتحدث الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثين عن "مبدا التضامن" وعن نيته في مطالبة الحلفاء الذين ليسوا في المقدمة منذ بداية العمليات في ليبيا نهاية اذار/مارس بمزيد من المساهمة لمساندة الدول التي هي في الواجهة.
وكرر راسموسن الثلاثاء امام الصحافيين ان المسالة ليست معرفة "اذا" كان القذافي سيتنحى عن الحكم بل "متى" وانه يجب الاستعداد لذلك.
واضاف "يجب علينا ان نتفادى الفراغ الامني ونحن مستعدون للتشاور مع منظمات دولية اخرى من اجل ذلك".
وقال انه "لا يتصور" بعد وقف اطلاق النار ان "يلعب" الحلف الاطلسي "الادوار الاولى" اي ان ينشر قوة فصل او حفظ سلام في ليبيا، الامر الذي يقتضي ارسال جنود الى الارض.
واعتبر ان الامم المتحدة وربما الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والجامعة العربية هي المنظمات التي قال ان لديها "القدرات والخبرة الضرورية لتسهيل عملية انتقالية" سياسية "بعد انتهاء النزاع".
الا ان الحلف الاطلسي اكد انه "قد يساعد ليبيا في مرحلة ما بعد القذافي على تدريب قوات امنية عصرية وديموقراطية تحمي الشعب بدلا من مهاجمته".