الاسلاميون ينفون التفاهم مع عائلة القذافي والثوار يصادرون شحنة وقود حكومية

تاريخ النشر: 04 أغسطس 2011 - 03:22 GMT
سيف الاسلام القذافي
سيف الاسلام القذافي

 

نفى قيادي اسلامي ما اعلنه سيف الاسلام القذافي عن التوصل الى اتفاق مع المتمردين الاسلاميين للتخلص من المعارضة غير الاسلامية، في الوقت الذي رست فيه ناقلة تقل شحنة من الوقود المملوك للحكومة في ميناء بنغازي التابع للمعارضة.
واتهم النظام الليبي حلف شمال الاطلسي بقتل ام وطفليها في غارة شنها على منزلهم في زليتن على بعد 150 كلم غرب طرابلس، والتي يحاول الثوار التقدم اليها.
وقال سيف الاسلام القذافي الاربعاء لصحيفة نيويورك تايمز ان عائلته اتفقت مع المتمردين الاسلاميين "للتخلص من المعارضة العلمانية" التي تطالب برحيل الزعيم معمر القذافي، مؤكدا ان المتمردين "سيفرون جميعهم او سيقتلون".
وقال الداعية علي الصلابي احد قياديي التيار الاسلامي المعارض الخميس لفرانس برس ان "كلام سيف الاسلام لا اصل له واكاذيب لخلق صدع في الصف الوطني".
واكد الصلابي "حوارنا معهم ارتكز في السابق وسيرتكز على ثلاث قضايا هي رحيل القذافي وابنائه وخروجهم من ليبيا، وحفظ العاصمة من الدمار، وحقن دماء الليبيين (..) هذه ثوابت لا لبس فيها".
واضاف "نحن مع التعددية مع العدالة، لا نقصي احد ونؤمن بحق الليبيين في دولة ديموقراطية واحزاب وتداول للسلطة".
من جهة ثانية، صرح رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا اثر اجتماعه مع وفد ليبي يقوم بجولة في اميركا اللاتينية ان العقيد القذافي مستعد لاجراء انتخابات لتسوية النزاع شرط توقف عمليات القصف التي يشنها حلف شمال الاطلسي.
واوضح رئيس نيكاراغوا الذي دعا الى انهاء حملة القصف الجوي التي يشنها حلف شمال الاطلسي على ليبيا، ان الوفد وصل الى ماناغوا الثلاثاء ونقل اليه رسالة من القذافي.
وعلى الجبهة العسكرية، اعلنت فرنسا الخميس سحب حاملة طائراتها شارل ديغول من عمليات حلف شمال الاطلسي في ليبيا لاعادتها الى حوض السفن لعمليات صيانة.
لكن فرنسا اكدت في الوقت نفسه ان ذلك لن يضعف جهودها الحربية في اطار الحملة التي يقودها حلف شمال العسكري في ليبيا.
وفي زليتن، اتهمت السلطات الليبية الخميس حلف شمال الاطلسي بقتل ام وطفليها وهدم منزلهم في غارة شنها على حي في غرب مدينة زليتن على بعد 150 كلم الى الغرب من طرابلس.
ونظمت السلطات زيارة لصحافيين اجانب بينهم مراسل فرانس برس للمنزل المهدم، ولمسجد قريب حيث سجيت جثامين الام وطفليها وهما في الرابعة والخامسة من العمر، وقد بدت على وجوههم بقايا دماء. كما زار الصحافيون مدرسة هدمتها غارة للاطلسي السبت، وكلية الحقوق التي تضررت في غارة اخرى.
والخميس كان وسط زليتن هادئا، ولم تظهر اثار للمعارك على المنازل وفي الطرقات.
وكان المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم نفى الاربعاء تقدم قوات الثوار الى داخل زليتن، واكد ان المدينة وضواحيها لا تزال "تحت السيطرة الكاملة" لقوات النظام.
وقال ابراهيم في مؤتمر صحافي "ان زليتن مدينة حرة تحت سيطرتنا الكاملة"، ووصف اعلان الثوار عن تقدمهم حتى وسط المدينة بانه "أكاذيب".
واكد المتحدث ان الثوار تكبدوا خسائر كبيرة خلال هجومهم على المدينة، "ما اجبرهم على العودة الى مصراتة" الواقعة على بعد 60 كلم الى الغرب من زليتن، المدينة الاستراتيجية على الساحل.
وقال ابراهيم الاربعاء كذلك ان الثوار تكبدوا خسائر فادحة حول مدينة البريقة النفطية التي تشكل خطا اخر للجبهة في الشرق، مشيرا الى سقوط 600 قتيل في صفوفهم بينهم نحو 200 ينتمون الى تنظيمات اسلامية، حسب قوله.
وفي بنغازي، اقتاد المتمردون الليبيون الخميس ناقلة بترول تحمل 37 الف طن من البنزين الى ميناء المدينة قالوا انها تابعة للنظام الليبي وانهم اعترضوها بينما كانت بين مالطا وطرابلس.
وقال الثوار انهم اعترضوا السفينة بمساعدة حلف شمال الاطلسي.
وفي الشرق الذي يسيطر عليه المجلس الوطني الانتقالي يجد المجلس صعوبة في دفع ثمن احتياجاته من الوقود لادارة محطات توليد الكهرباء ومحطات المياه ومنشآت اخرى، بينما تعاني البلدات التي تسيطر عليها المعارضة غربا في جبل نفوسة من شح الوقود.
وتشكل خسارة السفينة ضربة لطرابلس حيث يعاني السكان من نقص حاد في الوقود نتيجة القتال والعقوبات الدولية.
ويهدد اضراب في مصفاة للتكرير في تونس بنقص حاد في الوقود في جبل نفوسة جنوب غربي العاصمة طرابلس.
ووصلت اسعار المحروقات الى ارقام فلكية في السوق السوداء في جبل نفوسة الذي انتفض على نظام القذافي مع شرق البلاد في شباط/فبراير وبات معزولا عن باقي انحاء البلاد جراء القتال.
كما بدأ المجلس الوطني الانتقالي الخميس في بنغازي (شرق) محادثات مع ممثلين عن القبائل والمجتمع المدني بعد اغتيال رئيس اركان الثوار اللواء عبد الفتاح يونس.
وهدف المباحثات هو القاء الضوء على ظروف اغتيال اللواء يونس وتبديد غضب قبيلة العبيدي التي كان ينتمي اليها.
وقتل اللواء يونس الجمعة الماضي في ظروف غامضة بعد ان استدعاه المجلس الانتقالي الى بنغازي لاستجوابه حول امور عسكرية. والمعروف ان اللواء يونس كان من اركان النظام قبل ان ينشق وينضم الى الثوار.
واثارت عملية الاغتيال تكهنات حول هوية القتلة وحول انشقاقات محتملة في صفوف الثوار والنفوذ المتنامي للاسلاميين او وجود "طابور خامس" وراء خطوط الثوار.
ودعا "ائتلاف السابع عشر من فبراير" الذي يضم تنظيمات الثورة الرئيسية مساء الاربعاء الى اقالة مسؤولين في المجلس الانتقالي ومحاسبتهم على خلفية اغتيال يونس.