قال مصدر من المعارضة اليمنية أن الاخيرة وافقت بالكامل على المبادرة الخليجية الخاصة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح، فيما فتحت قوات الامن النار على مسيرة للمحتجين في مدينة تعز فقتلت ثلاثة اشخاص.
وقال المصدر ايضا ان المعارضة ستشارك في الحكومة الانتقالية.
وقتلت قوات الامن اليمنية بالرصاص ثلاثة محتجين آخرين مناهضين للرئيس علي عبد الله صالح يوم الاثنين بينما كانت المعارضة تبحث ما اذا كان عليها التعاون مع خطة خليجية لتنحي صالح.
واحتمال انزلاق اليمن لمزيد من إراقة الدماء مبعث قلق كبير للولايات المتحدة والسعودية اللتين تخشيان أن يرسخ جناح نشيط للقاعدة أقدامه في شبه الجزيرة العربية.
وقال شهود ان رجال الامن فتحوا النار لايقاف مسيرة للمحتجين في مدينة تعز بجنوب اليمن. وكانوا يحاولون الانضمام لتجمع حاشد عبر طريق يمر بقصر خاص بصالح.
وقال جميل عبد الله احد منظمي الاحتجاج "كان هناك الاف في المسيرة جاءوا من خارج تعز ولكن الشرطة والجيش ومسلحين في ملابس مدنية واجهوهم وأطلقوا أعيرة وغازات مسيلة للدموع."
وتابع "أصيب عشرة أشخاص. فتحوا النيران بكثافة من كل اتجاه."
وقتلت امرأة كانت تتابع الاشتباكات من شرفتها بالرصاص وقالت مصادر طبية ان 25 اخرين أصيبوا بطلق ناري في البلدة التي شهدت بعضا من أكبر الاحتجاجات المناهضة لصالح.
ويحاول كل من حلفاء اليمن الغربيين وفي منطقة الخليج العربية التوسط للخروج بحل لازمة مستمرة منذ ثلاثة أسابيع يسعى خلالها محتجون استلهموا انتفاضتين في مصر وتونس الى الاطاحة بصالح على الفور.
ووافق صالح الذي يرى حلفاءه السياسيين يتخلون عنه بشكل جماعي من حيث المبدأ على اقتراح لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بالتنحي مقابل حصانة من المحاكمة له ولافراد اسرته ومعاونيه.
لكن الخطة التي لم يتم التوقيع عليها رسميا حتى الان ستمكن صالح من البقاء في السلطة ثلاثين يوما أخرى قبل ان يتنحى. ويقول محللون ان ذلك قد يترك مجالا لاحداث اضطرابات.
وفي تعز استمرت الاشتباكات عدة ساعات مع ورود انباء عن اطلاق نار كثيف. وقال نشطاء ان العشرات اعتقلوا.
وقال شهود ان اشتباكات مماثلة وقعت في بلدة اب حيث قتل محتج بالرصاص واصيب العشرات بالذخيرة الحية خلال محاولة الشرطة فض مسيرة.
كما قتلت قوات الامن بالرصاص محتجا في محافظة البيضاء في الجنوب خلال محاولتها تفريق احتجاج.
ورحب الائتلاف الرئيسي للمعارضة الذي يضم اسلاميين ويساريين بالخطة الخليجية دون ان يقبلها بشكل تام وقال انه لن يشارك في حكومة وحدة خلال فترة انتقالية.
وكان بعض أعضاء المعارضة طلبوا عدم نشر أسمائهم أبلغوا رويترز يوم الاحد انهم يخشون من ربطهم بحكومة وحدة في حالة عدم استقالة صالح بعد شهر.
يضم الترتيب الذي اقترحته الدول الخليجية تعيين صالح رئيسا للوزراء تختاره المعارضة لتشكيل حكومة وحدة تتألف من وزراء من جميع الاطياف. وسيستقيل صالح وسيسلم السلطة لنائب رئيس من الحزب الحاكم.
وقد يحبط الخطة رفض المعارضة المشاركة فيها وذكرت مصادر للمعارضة ان السفير الامريكي ضغط على جميع الاحزاب التي تتألف منها كي تلتقي في اجتماع يوم الأحد.
والتقى زعماء المعارضة يوم الاثنين لصياغة موقف وربما يتحدثون مرة أخرى مع دبلوماسيين خليجيين وغربيين في وقت مبكر ربما غدا الثلاثاء لاعطاء رد. ومن المتوقع ان يصدروا بيانا بشأن موقفهم خلال ساعات.
وقال مصدر بالمعارضة "التقينا مع سفراء خليجيين وغربيين في صنعاء لمناقشة المبادرة الخليجية والحصول على توضيحات بشأن (موقف الخطة الخليجية من) استمرار الاحتجاجات" مضيفا ان مزيدا من الاجتماعات ستعقد لاحقا.
ولا يزال المحتجون الذين يريدون ان يحاكم صالح بخصوص حملة قتل فيها اكثر من 125 محتجا غير مقتنعين بالاتفاق ويدعون الى مزيد من المظاهرات.
ويعبرو المحتجون عن مخاوفهم من ان تبطئ الدائرة الداخلية لصالح عملية رحيله او تمنع حدوثها.
