قال جين كريتز، السفير الأمريكي لدى ليبيا، إن بلاده ترى بالمجلس الوطني الانتقالي هيئة "تستحق الثقة والدعم،" ولكن الأمر لم يصل بعد إلى مرحلة الاعتراف بها ممثلاً شرعياً ووحيداً لليبيا، وأضاف أن بنغازي تعيش في قبضة الثوار حالة من الحريات لم تشهدها في تاريخها، أما في مدينة مصراتة المحاصرة، فقد أبلغ السكان عن وقوع غارة دولية أدت لمقتل ثوار عن طريق الخطأ.
وقال السفير الأمريكي إن بلاده ليست على استعداد بعد للاعتراف بشرعية المجلس الوطني الانتقالي على أنه الممثل الوحيد والشرعي للشعب الليبي، ولكنه لفت إلى أن ذلك لم يحل دون تقديم المساعدة للثوار.
ولفت كريتز إلى أن الوضع "معقد للغاية" على المستوى القانوني، وأن المكتب القانوني في وزارة الخارجية يدرس بشكل جدي كافة جوانب المسألة، وما قد يترتب في حال الاعتراف بالمجلس الانتقالي.
وبحسب السفير الأمريكي، فإن طاقم سفارة واشنطن في طرابلس يواصلون إرسال التقارير اليومية حول الوضع على الأرض وخاصة "ما يقوم به القذافي في المدن الجبلية بالغرب."
وأكد كريتز أن الحياة في بنغازي انقلبت رأساً على عقب في فترة قصيرة بعد فقدان القذافي السيطرة عليها، فتأسست فيها هيئات مجتمع مدني غير حكومية، وصحافة ونشاطات ثقافية وفنية، وبات الناس يناقشون الحياة السياسية اليومية وأضاف: "نرى اليوم (في بنغازي) ما قد يصبح الحال عليه في المستقبل" على مستوى البلاد ككل.
ولدى سؤاله عن موقفه من احتمال استهداف القذافي بقصف جوي لحلف الناتو قال كريتز: "أعتقد أن جميع المنظمات أو الأشخاص أصحاب المصداقية لا يرون حلولاً للأزمة الليبية دون إزاحة القذافي بطريقة أو بأخرى، ولكن دورنا هو التوصل لحل سياسي بواسطة الوسائل التي يتيحها لنا قانوننا.
مبعوث من الناتو
اتفق سفراء الدول الـ28 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي على إرسال ممثل لهم إلى مدينة بنغازي الليبية لإجراء اتصالات سياسية مع جبهة المعارضة لنظام معمر القذافي بحسب ما افاد مسؤول في الحلف.
ويذكر أن الثوار الليبيون أعلنوا مساء الأربعاء أن المعارك التي تدور حول مدينة مصراتة المحاصرة منذ شهرين من قبل قوات معمر القذافي، باتت تتركز حول المطار مؤكدين أن النصر "قريب جدا"، على حد تعبيرهم.
كما أعلن الثوار الأربعاء تأمين ميناء مصراتة عقب تعرضه لقصف قوات القذافي، مما أدى إلى وقف عمليات الإجلاء بحرا فيما حذرت المفوضية الأوروبية المكلفة المساعدة الإنسانية كريستالينا جورجييفا من أن الوضع في المدينة بات مقلقا للغاية.
وقد انسحبت كتائب القذافي مسافة 40 كيلومترا إثر غارات قوات التحالف والمعارك على الأرض، بحسب ما أفاد به الثوار.