قالت المعارضية الليبية وسكان في مدينة مصراتة ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي حاولت عزلهم عن منفذهم الوحيد على العالم الخارجي بقصف الميناء والمناطق المحيطة به.
ومازالت مصراتة كبرى معاقل المعارضة في غرب ليبيا التي تقاوم قوات القذافي محاصرة من ثلاث جهات وتعتمد على مينائها على البحر المتوسط الواقع تحت سيطرة هشة لقوات المعارضة في ادخال الامدادات.
وانسحبت قوات القذافي من وسط مصراتة بعدما فشلت على مدى اسابيع من القصف والمعارك بالرشاشات في القضاء على مقاتلي المعارضة الذين ارهقوا القوات الحكومية بالاحتماء في مبان تهدمت في القصف.
لكن الانسحاب كان تكتيكيا فيما يبدو مع تمركز قوات القذافي على مشارف المدينة واستخدامها المدفعية الثقيلة في قصف منطقة الميناء التي تقع على بعد حوالي 10 كيلومترات شرقي مصراتة.
وقال عبد السلام وهو متحدث باسم المعارضة ان قوات المعارضة صدت فيما يبدو هجوم قوات القذافي بعد قتال شرس قتل فيه ثلاثة اشخاص على الاقل واصيب عشرة. وقدم هجوم جوي لحلف شمال الاطلسي مساعدة.
وقال محمد ابراهيم أحد سكان المدينة ان طائرات الحلف قصفت قافلة من عشرات السيارات الجيب فدمرت بعضها واجبرت الاخرى على التقهقر شرقا.
ومن بين القتلى في القصف الذي شنته قوات القذافي عامل من دولة النيجر الواقعة في غرب افريقيا كان ينتظر في الميناء لاجلائه مع 1500 مهاجر اخرين. ولم تتمكن سفينتهم من الرسو. واصيب ما يصل الي 20 مهاجرا بجروح في القصف.
وأبلغ جان فيليب كوزي من المنظمة الدولية للهجرة رويترز في جنيف "مهاجرون كثيرون موجودون في منطقة الميناء حيث سقطت الصواريخ."
واضاف ان السفينة (ريد ستار وان) التي من المنتظر ان تنقل امدادات اغاثة وأن تجلي هؤلاء المهاجرين ستتوقف قبالة الشاطي لترى هل ستتمكن من الرسو في الميناء يوم الاربعاء.
وتوقف القصف مع حلول الليل لكن لم يتضح ان كان مجرد توقف مؤقت.
مساعدات أميركية
امر الرئيس الاميركي باراك اوباما رسميا الثلاثاء بتقديم مساعدة غير عسكرية طارئة بقيمة 25 مليون دولار للثوار الليبيين الذين يقاتلون نظام معمر القذافي.
وهذه المساعدة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي اعلن عنها الاسبوع الماضي. واشار حينها مسؤولون اميركيون الى انها قد تشمل عربات وشاحنات وقود وسيارات اسعاف ومعدات طبية وسترات واقية ومناظير واجهزة لاسلكية.
ويتزامن الاعلان عن تقديم المساعدة الاميركية مع تصريحات متفائلة لوزير الدفاع البريطاني ليام فوكس خلال زيارة الى واشنطن الثلاثاء. واعتبر فوكس ان الوضع في ليبيا احرز "تقدما" خلال الايام الاخيرة خصوصا في مصراتة معتبرا ان النظام الليبي بات "في موقع الدفاع".
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه "متفائل لان المعارضة الليبية تظهر شجاعة وسيطرة كبيرة".
غيتس وفوكس .. مقر القذافي "هدف مشروع"
القذافي هدف مشروع
من جهة ثانية قال وزيرا الدفاع الأمريكي روبرت غيتس والبريطاني وليام فوكس الليلة الماضية ان مقر الزعيم الليبي معمر القذافي "هدف مشروع" وذلك بعد تعرضه لقصف حلف شمال الأطلسى (ناتو) يوم الأحد الماضي لكنهما نفيا محاولة الناتو قتل القذافي.
وقال غيتس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني في واشنطن "نعتبر أن مراكز المراقبة والقيادة هي أهداف مشروعة" موضحا "أن هذه المراكز تزود قوات القذافي بتعليماتها لارتكاب أعمال عنف بحق السكان المدنيين كالذي يحدث في مصراته".
واضاف "أن القذافي ليس هدفا شخصيا لمقاتلات حلف شمال الأطلسي ولا نستهدفه بشكل محدد".
من ناحيته قال وزير الدفاع البريطاني ان "قوات التحالف تفهم التزامها بحماية السكان المدنيين في ليبيا وما دامت الحكومة (الليبية) تواصل مهاجمة المدنيين سنواصل اعتبار كل اليات القيادة والمراقبة لديها أهدافا مشروعة
تشافيز يتهم الحلف الاطلسي بالسعي الى قتل "صديقه" القذافي
واتهم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الثلاثاء الحلف الاطلسي بالسعي الى قتل "صديقه" معمر القذافي، وذلك غداة غارة جوية للحلف ادت الى تدمير مكتب الزعيم الليبي.
وقال تشافيز ابرز حليف للزعيم الليبي في اميركا اللاتينية "تعلمون ان القذافي صديقنا، لكن هذا الامر لا يمت بصلة الى الصداقة. من يملك الحق في اطلاق قنابل على هذا النحو؟ انهم يسعون الى القذافي لقتله".
واضاف لمناسبة اجتماع لسفراء دول اميركا اللاتينية وجزر الكاريبي في كراكاس "لا نوافق على كل ما قام او يقوم به القذافي، ولكن من يعطي لنفسه حق اطلاق قنابل عليه كل صباح؟ علما انها تسقط على مركز تجاري او مستشفى او جامعة. كل ذلك لاسقاط نظام".
وجدد تشافيز دعوته لارسال بعثة سلام الى ليبيا بهدف "ايجاد حل سياسي لهذه المشكلة". وكان اطلق هذه المبادرة في بداية اذار/مارس بعيد اندلاع النزاع في ليبيا لكن المعارضة الليبية رفضتها.
واوضح ان "وفدا ارسله الرئيس القذافي وصل. انه في فنزويلا سعيا الى حل سلمي للازمة"، من دون ان يدلي بتفاصيل عمن يضم الوفد او عن جدول اعماله.
