النظام السوري مصمم على موقفه ودعوات جديدة للتظاهر الجمعة

تاريخ النشر: 28 أبريل 2011 - 03:37 GMT
نازحون سوريون يدخلون منطقة وادي خالد اللبنانية
نازحون سوريون يدخلون منطقة وادي خالد اللبنانية

تواصل السلطات السورية قمع الاحتجاج ضد النظام خصوصا في درعا حيث قتل 42 شخصا منذ الاثنين على الرغم من الادانات الدولية، بينما اطلقت دعوات جديدة الى التظاهر الجمعة.
ففي درعا اكد ناشط حقوقي سوري الخميس ان المياه والكهرباء قطعتا عن المدينة الواقعة جنوب سوريا وحيث قتل 42 شخصا منذ تدخل الجيش السوري الاثنين الماضي.
من جهته، اكد وزير الاعلام السوري عدنان محمود لوكالة فرانس برس الخميس ان السلطات السورية مصممة على "متابعة عملية الاصلاح الشامل"، مؤكدا على تلازم هذا المسار باعادة "استتباب الامن والاستقرار والطمأنينة" للمواطنين.
وقال عبد الله ابازيد في اتصال هاتفي مع فرانس برس من درعا الواقعة على بعد مئة كلم جنوب دمشق ان "حصيلة القتلى منذ الاثنين الفائت بلغت 42 شهيدا"، مشيرا الى ان "عائلاتهم لم تتمكن من دفنهم لان قوات الامن تطلق النار على اي شخص يتوجه لمقبرة الشهداء" التي يسيطر عليها الجيش.
وكان الجيش السوري مدعوما بالدبابات والمصفحات اقتحم المدينة من اجل قمع الاحتجاجات غير المسبوقة والتي اندلعت في 15 اذار/مارس الماضي.
من جهتها، قالت وكالة الانباء السورية (سانا) الخميس ان اثنين من رجال الامن قتلا وجرح سبعة آخرون في درعا وفي تلكلخ على الحدود مع لبنان.
وصرح وزير الاعلام السوري انه منذ بداية الاحداث في سوريا "هناك اكثر من خمسين شهيدا من الجيش وعشرات الشهداء من الشرطة ومئات الجرحى. لقد قاموا بالتمثيل في جثثهم دون اي رادع اخلاقي او انساني او ديني".
ورأى ان "الشعب السوري مدرك بعمق لهذا المخطط المدعوم بالمال والسلاح ولادواته في الداخل والخارج والذي يستهدف سوريا ودورها ومواقفها القومية والوطنية".
واكد الوزير السوري ان "الجيش تدخل بناء على مناشدات الاهالي لفرض استتباب الامن وملاحقة هذه المجموعات التي روعت السكان الامنين".
واضاف ان "هناك حرصا على ان يعيش الاهالي بامان واطمئنان ويمارسوا حياتهم الطبيعية".
من جهتهم، دق ناشطو حقوق الانسان ناقوس الخطر. وقال ابازيد ان "الوضع يزداد سوءا ولم يعد لدينا دواء او غذاء ولا حتى حليب الاطفال. والكهرباء ما زالت مقطوعة كما اننا بدون مياه".
واشار ابا زيد الى سماع اطلاق نار في المدينة خلال قيام طائرة بالتحليق في سماء المدينة، وقال "اعتقد انها طائرة استطلاع".
واكدت لجنة شهداء 15 آذار القريبة من المعارضين حصيلة 42 قتيلا نتيجة حملة القمع في درعا منذ الاثنين. وتؤكد هذه اللجنة على موقعها على الانترنت ان 500 وشخصين قتلوا منذ بداية الاحتجاجات في 15 آذار/مارس.
وقال ابازيد ان عائلات الضحايا لم تتمكن من دفنهم لان "قوات الامن تطلق النار على كل شخص يتوجه الى مقبرة الشهداء" التي يسيطر عليها الجيش، مشيرا الى اطلاق نار متقطع في المدينة.
من جهة اخرى، يشهد معبر البقيعة الحدودي في منطقة وادي خالد في شمال لبنان حركة نزوح لمئات السوريين، بعد اشتباكات حصلت في مدينة تلكلخ السورية المقابلة ليلا.
وقال محمود خزعل الرئيس السابق لبلدية المقيبلة الواقعة في منطقة وادي خالد الذي كان ينتظر اقارب واصدقاء عند المعبر ان "حركة النزوح بدات خفيفة منذ مساء الاربعاء مع عبور عدد من العائلات لكن منذ الثامنة من صباح اليوم، بلغ عدد العابرين حوالى 700 شخص".
من جانب آخر، دعا متحدث باسم ناشطين ومعارضين سوريين من مقر اقامته في لندن الجيش الى "حماية والدفاع عن السكان المدنيين ضد القمع الوحشي وعمليات القتل التي تقوم بها قوات الامن السورية".
وقال اسامة منجد "نأمل ان يكون لدى بشار الاسد عقل انساني من اجل وقف هذه المذبحة، والا فان الجواب سياتيه من الشارع يوم الجمعة حيث سيقوم مئات الالاف من الاشخاص بالخروج في تظاهرات ضده وضد نظامه ولمطالبته بالرحيل".
وكانت المبادرة الوطنية للتغيير التي ينتمي اليها دعت الاربعاء النظام السوري الى اجراء اصلاحات حقيقية في البلاد والا فان النظام سيواجه بثورة شعبية.
وبدورهم، دعا "شباب الثورة السورية" ايضا على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" "الى يوم جمعة الغضب والقيام بمظاهرات ضد النظام وللتضامن مع درعا".
وكتب الشباب في موقعهم "الى شباب الثورة، غدا سنكون في كل مكان، في كل الشوارع (...) ونتعهد لكل المدن المحاصرة بما في ذلك اشقائنا في درعا باننا بالموعد".
وفشل اعضاء مجلس الامن الدولي الاربعاء في التوصل الى توافق حول بيان مشترك يدين القمع في سوريا.
ووزعت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال منذ الاثنين مشروع بيان بهذا الصدد في مجلس الامن. لكن روسيا والصين عرقلتا الاعلان وحذر السفير الروسي المساعد في الامم المتحدة الكسندر بانكين من "تدخل خارجي" قد يتسبب ب"حرب اهلية".
وفي انقرة، عقد مجلس الامن القومي الذي يضم قادة مدنيين وعسكريين الخميس جلسة لبحث الاوضاع في سوريا قبل ان يوفد مبعوثا خاصا الى دمشق لحثها على اجراء اصلاحات.
وترأس الرئيس التركي عبد الله غول اجتماع المجلس الذي يعقد كل اسبوعين.
من جهتها، اختارت بريطانيا معاقبة سوريا على طريقتها، اذ اعلن وزير الخارجية وليام هيغ سحب الدعوة التي ارسلت الى السفير السوري لحضور زفاف الامير وليام وكايت ميدلتون، معتبرا انها اصبحت "غير مقبولة" بعد قمع التظاهرات في سوريا.
وابدى امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي الخميس اسفه "لسقوط اعداد كبيرة من القتلى والجرحى" في سوريا، داعيا لضبط النفس وعدم استخدام العنف. وقال بيان للمنظمة ان الامين العام قال في اتصال هاتفي بوزير الخارجية السوري وليد المعلم ان "المنظمة تتابع بقلق شديد احداث العنف التي شهدتها بعض المدن السورية".