اوباما تابع عملية قتل بن لادن على الهواء مباشرة

تاريخ النشر: 03 مايو 2011 - 09:48 GMT
اوباما ومساعدوه في غرفة العمليات واعينهم مسمرة على الشاشات
اوباما ومساعدوه في غرفة العمليات واعينهم مسمرة على الشاشات

تسمر الرئيس الاميركي باراك اوباما وكبار مساعديه لمدة اربعين دقيقة امام شاشات الفيديو في غرفة العمليات يوم الاحد وهم يتابعون في بث حي ومباشر من باكستان العملية التي نفذتها قوات خاصة اميركية واسفرت عن مقتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن.

ولمدة اربعين دقيقة لم يكن بمقدور اوباما ومساعديه فعل شئ سوى مشاهدة الشاشات والاستماع الى اصوات العملية واطلاق النار في الجانب الاخر من العالم.

وبناء على امر مباشر من اوباما قام عناصر فريق عمليات خاصة بغزو المجال الجوي لدولة اجنبية، مستهدفين مجمعا يجهلون ساكنيه، وياملون في الخروج منه سالمين.

وكان الهدف هو زعيم القاعدة اسامة بن لادن، ولكن لم يكن احد يعلم على وجه اليقين انه كان موجودا هناك.

وخلال معظم مجريات العملية، جلس اوباما ساهما، فيما كان العديد من مساعديه متلهفين. ولم ينطق احد بكلمة، بما ان الجميع كانوا بانتظار تقرير التطورات التالي.

قبل هذه الحادثة، كان بمقدور الرؤساء السابقين اختبار انشطتهم العسكرية كما لو كانوا يشاهدون لعبة فيديو، باستثناء انه لم يكن بمقدور اي منهم السيطرة على الاحداث. لم يكن باستطاعتهم ذلك، ولم يكونوا يريدون التدخل عبر الاتصال بالقادة الذين يديرون العمليات في الميدان.

وهكذا، عندما جاء الخبر بسقوط مروحية، في اشارة على ان العملية بدات تخرج عن مسارها، فقد تصاعد التوتر.

بعد دقائق، جاءت المزيد من الاخبار من المعمعة. وقال صوت باهت المعالم "نحن نرى جيرونيمو"، مستخدما رمزا متفقا عليه مسبقا لاكثر الاعداء المطلوبين للولايات المتحدة، اسامة بن لادن.

ثم جاء الخبر بعد ذلك بانه قد تم قتل جيرونيمو. وفقط بعد دقائق من اقلاع المروحية الاخيرة عرف الرئيس ان ايا من قواته لم تسجل خسائر بشرية.

وكان اوباما عقد اجتماعا حاسما الخميس الماضي ناقش خلاله مستشاروه ثلاثة خيارات للتعامل مع معلومات بالغة السرية بشأن مجمع فاخر في باكستان ربما يختبيء فيه زعيم تنظيم القاعدة.

وقال مسؤول كبير في الادارة الاميركية طلب عدم نشر اسمه انه خلال اجتماع استغرق ساعتين في البيت الابيض ناقش ايجابيات وسلبيات شن مجموعة من القوات الامريكية الخاصة غارة على المجمع.

واضاف المسؤول ان الخيارين الاخرين كانا شن هجوم او الانتظار وصول معلومات ربما توفر قدرا اكبر من الوضوح بشأن ما اذا كان بن لادن متحصنا فعلا داخل المجمع الذي يشبه القلعة والواقع خارج العاصمة الباكستانية اسلام اباد.

وقال ان مستشاري اوباما انقسموا على انفسهم خلال الاجتماع الذي عقد يوم الخميس واخذ اوباما ليلة للتفكير في القرار.

واضاف انه في صباح الجمعة وقبيل قيام اوباما بزيارة لولاية الاباما التي اجتاحتها اعاصير كشف الرئيس الامريكي النقاب لمجموعة صغيرة من المساعدين انه قرر تأييد شن غارة مباشرة.

وظهرت المعلومات بشأن مجمع ابوت اباد في اغسطس اب الماضي ولكن حتى مارس اذار لم يكن المسؤولون الاميركيون مقتنعين بوجود بن لادن المحتمل هناك بما يكفي لبدء وضع قائمة من الخيارات.

وقال المسؤول ان محللي المخابرات الاميركية قاموا بمراقبة المجمع ولاحظوا وجود منزل تكلفته مليون دولار يملكه شخص ليس له مصدر دخل واضح. وبدا ايضا ان هناك عائلة تعيش هناك من بينهم رجل لم يغادر المجمع قط .

وبدا ان هذه العائلة تتطابق مع بعض الملامح التي عرفت عن عائلة بن لادن.

ومع ذلك فحتى النهاية لم يكن احد في ادارة اوباما ومن بينهم الرئيس نفسه يعرف ذلك على وجه اليقين.

وقال المسؤول ان المناقشات بشأن ماالذي يتم فعله جرت على مدى اسابيع في اجتماعات عقدت على نطاق ضيق الى حد انه لم يكن هناك مصورون ولم يتم اعطاء هذه الاجتماعات اي عنوان.

ونظرا لان الشخص الذي يعتقد انه بن لادن كان متواجدا بصفة دائمة على ما يبدو في المجمع فقد بدد ذلك بعض الضغط للتحرك بشكل فوري نتيجة تلك الشكوك.

ومع ذلك فان اوباما ومساعديه كانوا يخشون ان تأخير القيام بعمل اكثر مما يجب سيزيد من خطر تسرب معلومات عن تلك المراقبة وان الشخص المستهدف قد يلوذ بالفرار.

وكان هذا الهاجس هو الدافع الى حد ما وراء توقيت امر اوباما يوم الجمعة بشن الغارة. كما لعبت ايضا دورا في هذا الصدد حقيقة ان فريق القوات الخاصة بالبحرية الامريكية اجرى عددا من التدريبات للعملية ورأى قائده ان فريقه مستعد للتنفيذ.

وقال المسؤول ان اوباما عقد بعد ظهر الاحد اجتماعا في البيت الابيض حيث كان الموقف"متوترا""ويسوده القلق" مع مراقبة المجموعة العملية الجارية على شاشات الفيديو.

وكان من بين الموجودين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت جيتس ومستشار الامن القومي توم دونيلون ومستشار البيت الابيض لمكافحة الارهاب جون برينان.

وقال اوباما في رد فعله على انباء موت بن لادن "تمكنا منه يا رجال."