اوباما يحدد مبادئ لمفاوضات السلام ويعلن عن خطة اقتصادية لمساعدة مصر وتونس

تاريخ النشر: 19 مايو 2011 - 05:02 GMT
اوباما
اوباما

قال الرئيس الاميركي في اول خطاب له عن التحولات في الشرق الاوسط انه على مدار عامين عملت ادارتي على حل قضية الشرق الاوسط لكن المستوطنات قائمة والفلسطينيين انسحبوا من المحادثات والازمة تكبر وتتجه الى طريق مسدوده لكن الشعب الان في الشرق الاوسط وشمال افريقيا فرصة للتغير ايضا بالنسبة للفلسطينيين واسرائيل، لكن من خلال عزل اسرائيل في الامم المتحدة لن يصل الى نهاية جيدة وعدم اعتراف حناس بوجود اسرائيل فهذا ضار للطرفين.

بالنسبة لاسرائيل فان امنها مهم بالنسبة لنا ولن يهز، لكن عليها ان تسير الى السلام ، والمنطقة تواجه تغييرات كبيرة يعني ان السلام ممكن والاسرة الدولية ملت وسئمت من عدم تحقيق نتائج، وفي نهاية المطاف الامر مرهون بالطرفين والتاخير لن يبدد المشكلة.

وما نستطيع العمل عليه هو السلام الدائم لشعبين دولة يهودية ودولة فلسطينية .

لذا يقول اوباما لا بد من المفاوضات على اسس واضحة دولة فلسطينية قابلة للحياة واسرائيل آمنة. ونعتقد ان الحدود يجب ان تكون على النكسة مع اختلافات بسيطة وللشعب الفلسطيني الحق بادارة شؤونة على دولة لها سيادتها وكرامتها وعلى اسرائيل ان تدافع عن نفسها ضد اي تهديدات ووضع جدران امنية عازلة .

هذه المبادئ تقدم ارضية للتفاوض على الفلسطينيين ان يدركوا ان الخارطة التي تخص منطقتهم واضحة وان الامن الاسرائيلي مهم.

وفي اول خطاب له موجه الى الشعوب العربية طرح الرئيس الامريكي باراك اوباما رؤيته للشرق الاوسط في اعقاب التطورات الكبيرة التي شهدتها وتشهدها المنطقة مثل مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ومواقف الادارة الامريكية من الاحداث التي تشهدها دول مثل ليبيا وسورية واليمن والبحرين والتغيير الذي شهدته كل من مصر وتونس وملف السلام في الشرق الاوسط والملف الايراني.

وقال اوباما ان زعيمين في المنطقة قد تنحيا في اشارة الى الرئيس المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي وزعماء اخرين قد يلحقون بهم.

واشار الى ان شرارة التحول انطلقت من اشعال التونسي محمد بوعزيزي النار بنفسه احتجاجا على القمع والظلم فانطلق الالاف الى الشوارع مقاومين الرصاص والاعتقال الى ان رحل الحاكم الذي حكم لمدة عقدين من الزمن.

واضاف ان الشباب في منطقة الشرق الاوسط محرومون من ابسط حقوقهم مثل حرية التعبير وتقرير مصيرهم والعديد من زعماء المنطقة يحملون الخارج اسباب فشلهم والقمع الذي تتعرض له شعوب المنطقة.

ومضى يقول ان المنطقة تشهد منذ اشهر قليلة بروز اصوات واجيال شابة مصممة على نيل حقوقها والشعوب مصممة على نيل حقوقها وحققت شعوب المنطقة انجازات خلال ستة اشهر فقط والعديد من التغييرات قادمة.

واعرب اوباما عن استعداد بلاده للوقوف الى جانب شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا للبدء بتحول سياسي يحقق الديمقراطية والتنمية لخلق مزيد من فرص العمل للاجيال الشابة في هذه المنطقة وعن اجراءات لترسيخ التحول الديمقراطي الذي شهدته كل من مصر وتونس.

وعن فتح وحماس والمصالحة دعا حماس للاعتراف بوجود اسرائيل وطالب الفلسطينيين الاجابة عن سؤال كيف يمكن التفاوض مع حكومة لا تعترف بوجود اسرائيل؟

وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء اليوم الخميس عن تقديم دعم اقتصادي لمصر قائلا: لأننا لا نود أن تكون مصر رهينة للديون المستحقة خلال الفترة الماضية، مشيرا لإعفاء مصر من ديون بقيمة مليار دولار، وتقديم ضمانات قروض بقيمة مليار دولار وكذلك بحث إنشاء صندوق للاستثمار في مصر.

وقال شهدنا تغييرا كاسحا بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الشعب انطلق للمناداة بحقوقه الرئيسية، ورغم أن هذه الدول بعيدة جغرافيا عنا، لكننا نعلم أن مستقبلنا يرتبط بهذه المناطق، وأود التحدث عن هذا التغيير وكيفية استجابتنا لتعزيز أمننا وقيمنا.

بعد سنوات من حرب العراق أجلينا مئات الآلاف من هناك، كما دحرنا طالبان في أفغانستان، وبعد سنة من الحرب على القاعدة وفلولها استطعنا قتل أسامة بن لادن، الذي تسبب فى مجازر جماعية، ويجب ألا يأخذ المسلمون ضغينة ضد الغرب بسبب ذلك، لأن بن لادن كان يميل للتطرف وكان يركز على التدمير وليس البناء، وكانت رؤية بن لادن دموية وأفضت لنتائج كارثية، وكانت مجموعته تعاني لأن معظم أتباعه رأوا أن قتل الأبرياء ليس هو الطريق.

إن قصة تقرير المصير بدأت في تونس، على يد محمد البوعزيزى عندما صادر رجل شرطة عربته، نفس القصة تحدث في دول عديدة، ورفض الموظفون الرسميون سماع قصة البوعزيزي بعدما قدم شكوى فحرق نفسه، وعلى مر التاريخ وعندما تكون تصرفات الأشخاص العاديين تعبر عن التوق للديمقراطية، فإننا نتذكر أشخاصا في تكساس وغيرها، قاموا بتصرفات مشابهة، واشتعل الفتيل في كل أنحاء تونس وواجهوا الرصاص يوما بعد يوم، وأسبوعا بعد أسبوع حتى تنحى الديكتاتور.

وهناك دول أخرى كانت السلطة تتركز بيد الأقلية، وكانت الأغلبية ليس لديهم أي وسائل إعلام للتعبير عن رأيهم ولا توجد انتخابات عادلة، وعدم القدرة على تحديد المصير، أعطى الفرصة للشعوب لتخطيط ما يرغبون فيه.

كانت الكراهية لإسرائيل هي التعبير الوحيد لكن الأحداث التي وقعت خلال الأشهر الستة الماضية تؤكد أن إستراتيجيات القهر والقمع لن تفلح، فهناك جيل جديد وأصوات في القاهرة.. سمعنا صوت الأم، أستطيع الآن تنفس الصعداء للمرة الأولى، وسمعنا أصواتا في اليمن وكذلك في بنغازي، وفي دمشق، قال شاب بعد الصرخات الأولى "بدأنا نشعر بالكبرياء والكرامة".

ووجه أوباما انتقادات لاذعة لكل من ليبيا وسوريا واليمن وكذلك إيران، بسبب القمع ضد الأصوات المنادية بالحرية، بينما وجه التحية لكل من تونس ومصر معتبرا أنهما وضعتا أسس ديمقراطية لإجراء إنتخابات وإقامة مؤسسات ديمقراطية على أسس سليمة.

وقال ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لا بد ان يفي بالتزامه بنقل السلطة وان زعماء البحرين عليهم ان يهيئوا الظروف للحوار مع المعارضة.

وقال في خطاب بشأن المنطقة ان الولايات المتحدة ينبغي ان تستخدم كل مواردها في الشهور القادمة لتشجيع الاصلاح في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

 وانتقل أوباما للحديث عن سوريا، قائلا إن هذا البلد أيضا اختار مسار القتل والاعتقال بالجملة للشعب السوري، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أدانت هذه الإجراءات وقامت بفرض عقوبات على الرئيس بشار الأسد والمحيطين به.

وقال إن "الأسد لديه خيار قيادة التحول في سوريا أو الابتعاد عن الطريق" مطالبا الرئيس السوري ب"التوقف عن ضرب مواطنيه والسماح بالتظاهرات واستقبال مراقبين دوليين للوصول إلى المدن لاسيما درعا مع بدء حوار حقيقي للتحول الديمقراطي".

وهدد أوباما بأن النظام السوري "سيتعرض للعزلة الدولية" إذا لم يقم بتنفيذ هذه المطالب منتقدا في الوقت ذاته قيام دمشق بالسعي للحصول على مساعدة إيران للتعرف على الأساليب التي استخدمتها لقمع مواطنيها الذين كانوا أول من قام بتظاهرات سلمية في المنطقة عام 2009.

وتحدث الرئيس أوباما عن قمع إيران للمتظاهرين كما استعرض ما شهدته البحرين من انتفاضة مطالبة بالديمقراطية إلا أنه ركز في ختام خطابه على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مؤكدا أن هذا الصراع له تكلفة كبيرة على الشرق الأوسط.