بريطانيا تستصعب العملية على ليبيا وابن عم القذافي يدعو للثورة على العقيد

تاريخ النشر: 12 مايو 2011 - 08:32 GMT
ابن عم القذافي يدعو للثورة على نظام العقيد
ابن عم القذافي يدعو للثورة على نظام العقيد

يزور زعيم المعارضة الليبية لندن يوم الخميس سعيا الى مزيد من المساعدات للمسلحين الذي يسعون لانهاء حكم معمر القذافي.

وسيجتمع مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية وليام هيج ووزير المالية جورج اوزبورن.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان الجانبين سيناقشان تقديم معدات غير قتالية للمعارضين الليبيين وفتح مكتب دائم للمجلس الوطني الانتقالي في لندن. وبريطانيا هي احدي الدول الرئيسية في الحرب الجوية التي يقودها حلف شمال الاطلسي ضد القذافي وارسلت بالفعل سترات مضادة للرصاص ومعدات للاتصالات الي المعارضين الليبيين.

وقال هيج في بيان قبل الاجتماع "المجلس الانتقالي الوطني ممثل شرعي للشعب الليبي." "الوضع في ليبيا ما زال يبعث على القلق الشديد وهذه الزيارة تتيح فرصة مناسبة لان نناقش مع السيد عبد الجليل أحدث تطورات الوضع على الارض ودراسة كيف يمكن للمملكة المتحدة والمجتمع الدولي ان يواصلا تقديم الدعم للشعب الليبي." ويقاتل المعارضون المسلحون لانهاء 41 عاما من حكم القذافي لكن الحرب وصلت الي مأزق مع سيطرة قوات القذافي على العاصمة ومعظم غرب ليبيا في حين يسيطر المسلحون على بنغازي وبلدات اخرى في شرق البلاد المنتج للنفط.

ووافقت دول غربية وعربية معارضة للقذافي في اجتماع في روما الاسبوع الماضي على انشاء صندق -او ما اطلق عليه الية مالية مؤقتة- لمساعدة المعارضين الليبيين الذين يقولون انهم يحتاجون لمساعدات فورية تتراوح قيمتها من مليارين الي ثلاثة مليارات دولار. ومن المنتظر ان يبدأ الصندوق عمله يوم الخميس.

وقال هيج انه يجب على القذافي ان يتنحى على الفور وان يبدأ وقفا حقيقيا لاطلاق النار "حتى يمكن تلبية الحاجات المشروعة للشعب الليبي."

ياتي ذلك فيما قال قادة عسكريون بريطانيون ان تمديد حملة القصف الجوي على ليبيا لاكثر من ستة أشهر سيمثل ضغوطا على القوات المسلحة البريطانية المثقلة بعمليات متزامنة في ليبيا وأفغانستان.

وفي شهادة قادة الدفاع أمام لجنة برلمانية يوم الأربعاء قالوا ان حاملة الطائرات وطائرات المراقبة التي تم الاستغناء عنها في اطار خفض نفقات الدفاع كانت ستنفع في الحملة الجوية في ليبيا.

وأحرجت وجهة نظر قادة الدفاع الحكومة الائتلافية البريطانية التي تشكلت قبل عام والتي أمرت بمشاركة القوات البريطانية في قصف ليبيا بعد أشهر معدودة من قرارها خفض الانفاق على الدفاع بنسبة ثمانية في المئة خلال أربع سنوات في اطار سعيها للسيطرة على عجز الميزانية.

وتقوم الطائرات وسفن البحرية البريطانية بدور قيادي في قصف قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. كما يقاتل نحو 10 الاف جندي بريطاني في الحرب ضد طالبان في أفغانستان. والقوات البريطانية هي ثاني أكبر قوة مشاركة في الحرب الافغانية بعد قوات الولايات المتحدة.

وقال ستيفن دالتون قائد السلاح الجوي للجنة الدفاع في البرلمان البريطاني "هناك أوقات في العملية تكون فيها القدرات مضغوطة بدرجة يصعب جدا معها قيامنا بأي شيء اخر."

وسئل قائد البحرية الاميرال مارك ستانهوب عن ثأير تمديد العملية في ليبيا على القوات البريطانية -ربما لاغراض انسانية- فقال ان البحرية يمكنها تنفيذ عملية نشر تستمر ستة أشهر. وقال انه سيصعب توفير عدد السفن المطلوب لتنفيذ العملية في ليبيا وفي الوقت نفسه الحفاظ على الالتزامات الاخرى في الخارج. بينما قال الجنرال بيتر وول قائد الجيش البريطاني ان الجيش "يضع الافراد وعلاقاتهم بأسرهم تحت ضغط هائل." وبعد مراجعة لميزانية الدفاع أمرت الحكومة البريطانية في أكتوبر تشرين الاول خفض حجم القوات المسلحة البريطانية وتخلت عن حاملة الطائرات ارك رويال وطائرات هارييار التي تحملها. ويجري بناء حاملتي طائرات جديدتين لكن هذا الامر قد يستغرق نحو عشر سنوات قبل ان تمتلك بريطانيا حاملة طائرات تحمل طائرات سريعة

ابن عم القذافي يدعو للثورة على نظام العقيد

دعا محمد سيد قذاف الدم، ابن شقيق المبعوث الشخصي السابق للعقيد الليبي معمر القذافي، وابن عم القذافي نفسه، قبيلته للانضمام للثورة الليبية، قائلا في بيان أمام مؤتمر "ليبيا للثوار" الذي استضافته الدوحة أمس "إن ليبيا الحرة سوف تحتضنكم أيها القذاذفة الأحرار".

وأوضح محمد سيد قذاف الدم أنه تحدث مع ثوار "17 فبراير"، الذين عبروا عن تقديرهم للقبيلة واعتزازهم وافتخارهم بها باعتبارها من رموز الجهاد الوطني. وخلص إلى القول بعاطفة جياشة "يا أعمامي وأخواتي هذا وقت لكتابة التاريخ وأنتم من أهله، هذا وقت الانحياز لليبيا الحرة، وأنا أعلم مواقف الكثير منكم، وأتمنى أن تتجلى للجميع قريبا".

وشاركت في المؤتمر وفود من كل المناطق الليبية الشرقية والغربية والجنوبية والوسط، بحضور وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، أحمد آل محمود. وصدر في ختام الاجتماع بيان يؤكد على وحدة ثوار ليبيا، ومبادرة للذهاب إلى بنغازي للمشاركة في صلاة الجمعة، وتقديم كامل الدعم لرئيس المجلس الانتقالي المستشار مصطفى عبد الجليل.

وأكد بيان المؤتمر على ضرورة التصدي لكل محاولات نظام القذافي (التفريق بين أبناء الوطن الواحد) والعمل من أجل وحدة الصفوف لبناء ليبيا المستقبل وإقامة دولة الدستور والقانون والحرية والاعتدال. وأكد الحضور على عدم الاستسلام حتى تنتصر الثورة الليبية.

كما تم إلقاء كلمة باسم شبكة العلماء الأحرار الذين صدر باسمهم بيان يوم 19 فبراير (شباط) الماضي باسم علماء ومشايخ كل المناطق وطرابلس، حيث نادوا بعدم شرعية النظام الليبي، وطالبوا بالاعتراف بالمجلس الانتقالي، وتأمين الانتقال السلمي للسلطة وصولا إلى تشكيل حكومة منتخبة تخضع للمساءلة وتكون مخلصة لكل ليبيا. وأفاد المتحدث باسم شبكة علماء المسلمين بأنه مكلف بالسفر إلى بنغازي للصلاة في ساحة التغيير، والتنسيق مع المناطق الشرقية ومع كل تجمعات الشباب حتى يصل الثوار للصلاة في جمعة تالية بطرابلس تحت اسم جمعة الرحمة والحرية. واختتم حديثه قائلا "إن ليبيا تولد من جديد، وسنصل إلى طرابلس المحروسة بالصبر العتيد وما ذلك على الله بعزيز".

وفى المؤتمر الصحافي الذي انعقد في ختام الاجتماع، الذي استمر عدة ساعات، قال الدكتور محمود عبد العزيز، المتحدث الرسمي باسم المجلس، إن هذا الاجتماع يحمل رسالتين، الأولى إلى الخارج من أجل الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كما اعترفت به دول كثيرة بشكل مباشر أو ضمني، والثانية للداخل للتأكيد على أن الثوار قادمون، وأن على القذافي وأبنائه حزم أمتعتهم.

وردا على سؤال عما إذا كانت هناك إمكانية لتوسيع المجلس الانتقالي، قال عبد العزيز "سوف يبقى كما هو لحين تحرير طرابلس، وبعدها سوف يعلن المجلس الانتقالي عن الخطوة التالية".

وأوضح المتحدث الرسمي أن ليبيا كلها ثائرة لكن بأساليب مختلفة "وقد شهدنا أمس واليوم نقلة نوعية تمثلت في الخروج إلى الشارع في طرابلس خاصة في مناطق سوق الجمعة وفاشلوم وطلبة الجامعات، كما قام ثوار بني وليد بعملية قتل فيها العميد سعيد القحصي، وهو من المقربين للنظام ومن كتائب القذافي، وحتى اليوم لم يذكر النظام أنه لقي مصرعه"، لكنه استدرك أن المجلس الانتقالي يترحم على جميع الشهداء قائلا "نحن ثوار ومطالبنا مشروعة ونأسف لسقوط الشهداء". وأكد عبد العزيز "تلقينا ما يطمئننا من الدول الغربية بشأن الإفراج عن الأرصدة المجمدة في الخارج"، كاشفا عن وجود محافظ البنك المركزي الليبي في الدوحة لتأمين هذا الموضوع، وبحث سبل الإفراج عن هذه الأموال. وأشاد بتحسن العمليات العسكرية التي يقوم بها الثوار خاصة في منطقة الجبل الأخضر ومناطق أخرى. وقال إنه بعد نجاح الثورة سوف نكشف عن الكثير مما يقوم به الثوار حاليا.

وزاد عبد العزيز قائلا إن الباب مفتوح أمام الجميع للمشاركة في صياغة مستقبل ليبيا، مضيفا أن "الثورة الليبية انطلقت بشباب ليبيا، ومن يريد الانضمام إليها فالأبواب مشرعة ومفتوحة".

وحول وضع أحمد قذاف الدم، المنسق السابق للعلاقات المصرية - الليبية، قال "يوجد بيننا نجل أخيه محمد سيد قذاف الدم، الذي التحق بالثورة، ويناضل مع الثوار"، وكشف أن هناك بعض الشخصيات التي انضمت للثورة، ولا تريد الإعلان عن انضمامها نظرا لظروفها الخاصة، مضيفا "حصلنا على بيانات عدة صادرة عن كل المناطق المحررة في ليبيا إضافة إلى الزنتان ونالوت والقلعة وكاباو ومجموعة جبل نفوسة التي تضم عشر مدن في المنطقة الغربية، إضافة إلى الجنوب والوسط، وكلها تؤكد على تقديم الدعم لثوار بنغازي حتى يلتقي الجميع داخل طرابلس بإذن الله".

 

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن