قصفت الدبابات مدينة حماة لليلة الثالثة على التوالي وفتحت قوات الجيش والامن النار على المتظاهرين المناهضين للنظام بعد صلاة التراويح في شتى انحاء سوريا، فيما اعلنت روسيا انها لن تعارض قرارا للامم المتحدة بادانة العنف في سوريا.
وقال مقيمون إن الدبابات السورية قصفت مدينة حماة بعد صلاة التراويح يوم الثلاثاء لليلة الثالثة على التوالي من الهجوم الذي تقوم به المدرعات بهدف سحق واحدة من أكبر الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد.
وأضاف الاهالي ان القصف تركز على أحياء الرباعي والحميدية في شرق المدينة وعلى طريق حلب في الشمال وعلى منطقة البعث في شرق المدينة. وتعرض حشد حاول التجمع في حي العلمين بوسط المدينة عقب صلاة التراويح لاطلاق نار من جانب قوات الاسد.
ولم تتوفر على الفور أنباء بشأن سقوط ضحايا. وفي وقت سابق قال مدافعون عن حقوق الانسان ان خمسة مدنيين قتلوا يوم الثلاثاء مع توغل الدبابات بصورة أكبر في وسط المدينة التي يقطنها 700 ألف نسمة.
كما قال شهود عيان ونشطاء ان القوات السورية أطلقت النار على المتظاهرين الذين يطالبون بالديمقراطية بعد صلاة التراويح في شتى انحاء سوريا يوم الثلاثاء في تشديد لهجماتها الرامية الى قمع المعارضة للرئيس بشار الاسد خلال شهر رمضان.
واضافوا ان عشرات الاشخاص جرحوا عندما تعرض المتظاهرون الذين يطالبون باسقاط الاسد في المعظمية في غرب دمشق وفي مدينة الحسكة بشمال البلاد ومدينة اللاذقية الساحلية لاطلاق النار بعد صلاة التراويح.
وقال شاهد عيان يقيم في الضاحية التي تبعد 30 كيلومترا عن مرتفعات الجولان المحتلة "دخلت عشر حافلات مليئة بالامن المعظمية. ورأيت عشرة شبان يسقطون وأنا أجري هربا من اطلاق النار. مئات الاباء والامهات في الشوارع يبحثون عن ابنائهم."
وقال سكان ان الدبابات دخلت المعظمية أول الامر يوم الاثنين وقتلت اثنين من المتظاهرين احدهما صبي عمره 16 عاما ويدعى حسن ابراهيم بله واقيمت جنازته في الضاحية في وقت سابق يوم الثلاثاء.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في وقت سابق ان "ثلاثة اشخاص قتلوا الثلاثاء في حماة بينهم شقيقان كانا يستقلان سيارة لنقل الدجاج اصيبت بقذيفة في منطقة دوار السجن ما ادى الى مقتلهما على الفور". واضاف: "قتل ثالث برصاص قناصة قرب الاطفائية" في حماة.
واشار عبد الرحمن الى "انتشار كثيف للدبابات على الطريق الواصل بين حمص والرستن وفي محيط الرستن" لافتا الى وجود "تخوف لدى الاهالي في الرستن من تنفيذ عملية عسكرية".
ياتي ذلك غداة مقتل 24 شخصا في عدة مدن سورية برصاص قوات الامن في اليوم الاول من شهر رمضان فيما عقد مجلس الامن الدولي مشاورات حول اعمال القمع في سوريا سعى خلالها الاميركيون والاوروبيون الى اقناع الدول المترددة في اصدار قرار يدين النظام السوري غداة الاحد الدامي الذي اوقع نحو 140 قتيلا.
وبحسب المرصد فان عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في 15 اذار (مارس) "ارتفع الى 1992 قتيلا من بينهم 1618 شهيدا مدنيا موثقين بالقوائم لدى المرصد السوري لحقوق الانسان و374 شهيدا من الجيش وقوى الامن الداخلي".
وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم الثلاثاء انها لن تعارض قرارا للامم المتحدة بادانة العنف في سوريا ما دام لا يتضمن فرض عقوبات أو غير ذلك من "الضغوط".
وفتحت هذه التصريحات الباب لاحراز تقدم بشأن احتمال صدور قرار من مجلس الامن الذي تملك فيه روسيا حق النقض في ثاني أيام المشاورات بشأن كيفية التحرك ازاء التقارير الجديدة عن اراقة دماء.
وقال سيرجي فيرشينين مسؤول ادارة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية ان روسيا لا تعارض "بصورة قطعية" تبني قرار بشأن سوريا.
واضاف "نحن لسنا شكليين ولا نعارض بصورة قطعية شيئا في حد ذاته.. اذا كانت هناك مواد غير متوازنة وعقوبات وضغوط.. أعتقد أن مثل هذا النوع من الضغوط سيء لاننا نريد تقليل اراقة الدماء ومزيدا من الديمقراطية."
وأوصلت تهديدات روسية وصينية باستخدام حق النقض ضد مشروع قرار يدين العنف في سوريا مجلس الامن الى طريق مسدود قبل شهرين.
ولكن ألمانيا طلبت اجتماعا جديدا بسبب الانباء بشأن وقوع أعمال عنف جديدة. وقالت جماعات حقوقية وشهود عيان ومقيمون ان 122 مدنيا على الاقل قتلوا منذ يوم الاحد حينما هاجمت القوات السورية مدينة حماة لسحق الاحتجاجات.
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين يوم الاثنين انه يرى أن اصدار قرار سيكون "متجاوزا نوعا ما" وأن اصدار بيان رسمي يدعو لانهاء العنف والى حل سياسي سلمي سيكون "كافيا".
وكان الرئيس ديمتري ميدفيديف قد شدد في يونيو حزيران على أن روسيا لن تؤيد أي قرار بشأن سوريا في مجلس الامن ولكنه لم يهدد باستخدام حق النقض.
وأفادت صحيفة فيدوموستي الروسية بأن روسيا لديها تعاقدات تسليح مع سوريا بقيمة أربعة مليارات دولار.
وما زالت روسيا متخوفة بشأن النوايا الغربية في العالم العربي. وكانت قد امتنعت عن التصويت في مارس اذار بشأن قرار للامم المتحدة سمح بتدخل عسكري محدود في ليبيا. وكثيرا ما انتقدت حجم حملة القصف التي يشنها حلف شمال الاطلسي على ليبيا.
وتقول جماعات حقوقية ان 1600 شخص قتلوا خلال الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ خمسة شهور ضد الرئيس السوري بشار الاسد.