زوجة ابن لادن اصيبت في ساقها: مصادرة 5 كمبيوترات وواشنطن متردده بنشر صور الجثة

تاريخ النشر: 03 مايو 2011 - 06:56 GMT
زوجة ابن لادن اصيبت في ساقها
زوجة ابن لادن اصيبت في ساقها

قالت تقارير امنية اميركية ان زوجة ابن لادن لم تقتل بل اصيبت في ساقها برصاص المهاجمين

وأفاد مسؤول أمريكي أنه تمت مصادرة 10 أقراص صلبة و5 أجهزة كمبيوتر وما يزيد على 100 وحدة تخزين بيانات مختلفة من المقر الذي كان يختبئ به في أبوتاباد، شمالي العاصمة إسلام أباد.

وأوضح المسؤول أن وحدات التخزين المختلفة، التي تمت مصادرتها من مقر بن لادن، ضمت أقراص مدمجة CD ورقمية DVD وذاكرات (فلاش ميموري).

وفي الأثناء، ينكب محققو وكالات الاستخبارات الأمريكية على فحص بيانات وأجهزة كمبيوتر خاصة بزعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، التي استولت عليها قوة أمريكية خاصة بعد قتله في عملية خاطفة بباكستان، الأحد، وفق مصادر أمريكية مسؤولة،

وأوضح مسؤول استخباراتي آخر، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، أن المعدات المصادرة تتضمن إلكترونيات وأقراص مدمجة وأخرى فيديو رقمية، لافتاً إلى كمها الهائل، وعلى غير المتوقع، رغم افتقار مقر بن لادن إلى وسائل الاتصال من هاتف وإنترنت، وكونه كان يتواصل مع العالم الخارجي عن طريق مراسلين.

وبن لادن هو العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 التي استهدفت مدينتي نيويورك وواشنطن وقتل فيها قرابة 3 آلاف شخص، وكانت شرارة الحرب على أفغانستان وأدت للإطاحة بنظام طالبان المتشدد الذي كان يستضيف القاعدة.

وحذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ليون بانيتا، من أن تنظيم القاعدة قد يحاول الانتقام لمقتل بن لادن، بعد أن تم توجيه ضربة قوية، لمن وصفهم بـ"الأعداء."

وبعد إعلان تصفية بن لادن، دعت وزارة الخارجية الأمريكية رعاياها حول العالم توخي الحذر، كما رفعت حالة التأهب بين بعثاتها الدبلوماسية.

يبدو أن الإدارة الأمريكية دخلت في وضع صعب بشأن إثبات مقتل زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، الأمر الذي أدى إلى نقاش مستفيض في البيت الأبيض، حيث يدور النقاش حول "تأثير نشر مثل هذه الصور" وتشير المصادر إلى أن الآراء تميل نحو نشر تلك الصور، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي السابق إنه ينبغي عدم نشر تلك الصور.

فيما يتداول البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حول نشر صور لأسامة بن لادن بعد مقتله، يدور جدل آخر خارج البيت الأبيض بشأن التأثير الذي قد يتسبب به نشر تلك الصور.

ويقول مستشار بارز للرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان إنه إذا قرر البيت الأبيض نشر تلك الصور، فإنه يريد أن يفعل ذلك "بطريقة مدروسة."

وأضاف المسؤول: "نحن نريد كذلك توقع رد الفعل المحتمل من جانب تنظيم القاعدة ومن آخرين بشأن نشر معلومات محددة بحيث يمكننا اتخاذ الخطوات المناسبة أمامنا... ولذلك فإن أي مادة، سواء أكانت صوراً أو شريط فيديو أو أي شيء آخر، نحن ندرس ذلك وسنتخذ القرارات الملائمة."

وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، الجمهوري مايك روجرز، إن لديه مشاعر متضاربة حول نشر الصور، مشيراً إلى ضرورة المحافظة على كرامة الميت "إن كانت لدى بن لادن أي شيء منها"، وبحيث لا تثور مشكلات في أماكن أخرى من العالم، كما "نريد في الوقت ذاته إثبات أن القتيل هو بن لادن."

وقال مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الأمريكية إن نشر الصور قد يتم من خلال الاستخبارات المركزية CIA الثلاثاء، مضيفاً أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد.

وأشار مسؤول آخر إلى أن الآراء تميل إلى نشر الصور غير أن هناك معارضة لمثل هذا القرار، وقال مسؤول آخر إن الصور التقطت لجثة بن لادن في أحد المستودعات بأفغانستان، مضيفاً أنها صور واضحة لوجه بن  لادن، مع وجود فتحة كبيرة عند العينين.

وقالت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن بن لادن قتل بطلقتين ناريتين في رأسه، بعدما قامت عناصر من سلاح البحرية الأميركية («سيلز»)، بالتعاون مع وحدة استخباراتية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية «سي أي ايه»، بمداهمة مجمع سكني في منطقة أبوت اباد، التي يقطنها ضباط متقاعدون من الجيش الباكستاني على بعد 50 كيلومتراً شمالي إسلام أباد. وأشار مسؤولون مطلعون على تفاصيل العملية أن فريق الكومندوس ضم زهاء 15 من أفراد القوات الخاصة بالإضافة إلى متخصصين في الأدلة الجنائية.

وأشار مسؤول أميركي بارز إلى أن جذور العملية بدأت قبل أربع سنوات عندما تمكنت أجهزة الاستخبارات من رصد مراسل شخصي لبن لادن، بناء على معلومات من موقوفين مشتبه في ضلوعهم في الإرهاب - أحدهم خالد شيخ محمد الذي يعتقد على نطاق واسع أنه العقل المدبر لهجمات 11 أيلول - قالوا أثناء التحقيق معهم إن «هذا الرجل هو احد مراسلي القاعدة القلائل الذين يثق بهم بن لادن، وإن هذا الشخص ربما يعيش مع بن لادن ويحميه».

وأضاف «قبل عامين تمكنت أجهزة الاستخبارات الأميركية من تحديد مناطق يعمل فيها هذا المراسل وشقيقه غير أننا لم نستطع أن نحدد بالضبط مكان إقامته نظراً للإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها وشقيقه». وأشار إلى أن «حذرهما الشديد عزز اعتقادنا بأننا نسير على الطريق الصحيح... وقد عثرنا على المسكن في آب العام 2010... وعلى الفور استرعى هذا المجمع اهتمام المحللين الإستخباراتيين... وعندما شاهدنا المجمع الذي يعيش فيها الشقيقان صدمنا لما رأيناه فقد كان للمجمع بوابتان مؤمنتان، وكان أكبر بكثير من باقي المنازل في المنطقة، وبالرغم ان قيمته تبلغ مليون دولار ليس فيه هاتف أو انترنت».

ولفت إلى أن «الإجراءات الأمنية التي كانت تحيط بالمجمع غير عادية. فقد كان يحيط به 12 جداراً بارتفاع 18 قدماً (نحو 5.4 أمتار) يعلوها سياج شائك، كما تقسم جدران داخلية أجزاء من المجمع لتوفير مزيد من الخصوصية»، مشيراً إلى المحللين الاستخباراتيين خلصوا إلى أن هذا المجمع بني خصيصاً لإخفاء شخص مهم، وقد رجحوا أن يكون هذا الشخص بن لادن، وأنه بعد جهود بذلت للتأكد من ذلك، بدأ البيت الأبيض استعداداته للعملية. وأضاف أنه الساعة 8,20 من يوم الجمعة الماضي (بتوقيت واشنطن) اصدر اوباما قرار تنفيذ الغارة بواسطة مروحيات قبل ان يتوجّه في رحلة إلى الأباما.

وأشار مسؤول آخر إلى ان العملية أدت إلى مقتل المراسل وشقيقه وابن بالغ لأسامة بن لادن، بالإضافة إلى امرأة «استخدمها أحد حراس بن لادن كدرع بشري»، لكن مستشار أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان قال إن المرأة التي قتلت هي إحدى زوجات بن لادن، مشيراً إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت هي التي وضعت نفسها في مرمى النيران أم أن بن لادن هو الذي احتمى بها كدرع.

وقال مسؤول أميركي إن مروحية شاركت في الغارة سقطت بسبب «خلل فني»، لافتاً إلى أن طاقم المروحية قاموا بتفجيرها «واستقل عناصر القوة المهاجمة وطاقم المروحية مروحية اخرى للخروج من المجمع».

وأشارت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية إلى أن القوات الأميركية نقلت جثة بن لادن بداية إلى أفغانستان، قبل أن تدفن «وفقاً للتقاليد الإسلامية»، في منطقة بحرية.

وقال مسؤول في البنتاغون إن صلاة جنازة أقيمت لبن لادن على متن حاملة الطائرات «كارل فينسون» في بحر عمان، قبل أن يتم إلقاء جثته في البحر، وذلك بعدما لم تبد أي دولة في العالم استعدادها لدفن جثمانه، تحسباً من إقامة ضريح في مكان دفنه، قد يصبح مزاراً للمتشددين الإسلاميين، وأيضاً تخوفاً من عمليات انتقامية قد ينفذها أتباعه ضد تلك الدول.

وأوضح المسؤول الأميركي أن الصلاة بدأت يوم أمس في الساعة الخامسة وعشر دقائق، واستمرت خمسين دقيقة، مشيراً إلى أنه «تم الالتزام بالأحكام المتبعة في صلاة الجنازة الإسلامية». وأضاف انه تم غسل جثة بن لادن، ثم وضعت في كفن ابيض، وضع بدوره في كيس مثقل، وقد تلا ضابط الصلاة التي قام مترجم بتعريبها، ثم وضعت الجثة على لوحة ألقيت منها في المحيط.

وأثارت طريقة دفن بن لادن جدلاً واسعاً حول مدى تطابقها مع الشريعة الإسلامية. وقال مستشار شيخ الأزهر احمد الطيب لشؤون الحوار بين الأديان محمود عزب «إذا كان صحيحاً ان جثة بن لادن قد ألقيت في البحر فإن الإسلام ضد هذا تماماً»، معتبراً أن «للجثة احتراماً سواء كانت لشخص تم اغتياله أو توفي وفاة طبيعية... وينبغي احترام جسد أي إنسان سواء كان مؤمناً أم لا، مسلما أو غير مسلم». وشدد على أن الإسلام «لا يقبل الدفن في البحر وإنما فقط في الأرض».

في هذا الوقت قال مسؤول أمني أميركي إن اختبارات الحامض النووي الذي أجري على بن لادن أظهرت تطابقاً بنسبة مئة في المئة مع أقربائه، مضيفاً أن زوجات بن لادن تعرفن على جثته في موقع الحادث.

وبثت محطات التلفزة الأميركية والباكستانية صورة لرجل ملتحٍ مصاباً بالرأس، قالت إنها صورة بن لادن، ولكن تبيّن أنها صورة سبق أن نشرت على شبكة الانترنت في العام 2009.