سوريا: إتهام مواطنين بوهن نفسية الأمة وصور تظهر إنشقاقات في الجيش

تاريخ النشر: 04 مايو 2011 - 06:18 GMT
منظمات حقوقية تقول ان 560 مدنيا على الأقل قتلوا بأيدي قوات الأمن السورية منذ تفجر الاضطرابات
منظمات حقوقية تقول ان 560 مدنيا على الأقل قتلوا بأيدي قوات الأمن السورية منذ تفجر الاضطرابات

قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مئات السوريين العاديين اتهموا "بوهن نفسية الأمة" وذلك في إطار حملة الرئيس بشار الأسد لسحق الاحتجاجات المناهضة لحكمه.

وتم توجيه هذه التهمة التي تبلغ عقوبتها السجن ثلاث سنوات يوم الثلاثاء إلى مئات من الذين اعتقلوا في الأيام القليلة الماضية وبخاصة قبل صلاة أيام الجمعة التي شهدت مظاهرات كبيرة على نحو متزايد للمطالبة بالديمقراطية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "الاعتقالات الجماعية مستمرة في أنحاء سوريا في خرق آخر لحقوق الانسان والمعاهدات الدولية".

وقالت منظمات حقوقية اخرى إن كثيرا من المحتجين الذكور تعرضوا لضرب مبرح في حملة اعتقالات شملت نساء ومراهقين ومسنين لكنها فشلت في ردع المحتجين عن المطالبة بالاصلاحات. ويوجد في سوريا بالفعل آلاف السجناء السياسيين.

واشتدت الحملة بعد ان قصفت وحدة للجيش تدعمها الدبابات ويقودها ماهر شقيق الاسد الاسبوع الماضي الحي القديم في درعا بنيران المدفعية والمدافع الرشاشة لاخضاعها. ودرعا هي مهد الانتفاضة التي مضى عليها ستة اسابيع.

ويواصل الأسد الذي ينتمي للأقلية العلوية والذي تحكم أسرته سوريا ذات الأغلبية السنية منذ 41 عاما حملة عنيفة لقمع احتجاجات اندلعت منذ ستة اسابيع بدأت بالمطالبة بمزيد من الحريات وانهاء الفساد وتسعى الان للاطاحة به.

وتقول منظمات حقوقية إن 560 مدنيا على الأقل قتلوا بأيدي قوات الأمن منذ تفجر الاضطرابات في 18 من مارس آذار.

وقال سكان في ضواحي دمشق حيث تم اعتقال الكثيرين إن حواجز الطرق والاعتقالات تزايدت هذا الاسبوع في مناطق حول العاصمة. وقال احد السكان انه شهد قوات امن ترتدي ملابس مدنية تقيم حواجز من اكياس الرمال ومدفع رشاش على طريق بالقرب من كفار بطنا يوم الثلاثاء.

وقال مسؤول عربي إن الحملة الأمنية تهدف فيما يبدو إلى منع الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة وهو الوقت الوحيد الذي يسمح فيه للسوريين بالتجمع مع ان قوات الامن منعت الالاف من الوصول إلى المساجد يوم الجمعة الماضية.

وقال المسؤول لرويترز "انهم يقيمون حواجز الطرق في كل مكان لمنع التحرك. والجمعة ستكون اختبارا آخر. وقد قرر الاسد استخدام العنف ولم يتعلم من الثورتين التونسية والمصرية".

وقال سكان ونشطاء حقوقيون إن ستة من المدنيين قتلوا حينما اجتاحت القوات السورية يوم الثلاثاء مدينة بانياس الساحلية وانتزعت السيطرة على مركز حضري آخر من متظاهرين مناهضين لحكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال أنس الشغري احد قادة الاحتجاج لرويترز "تحركوا صوب منطقة السوق الرئيسية. أغلق الجيش المدخل الشمالي و(أغلقت) قوات الأمن الجنوب".

وتابع قائلا "قاموا بتسليح القرى التي يقطنها علويون في التلال المطلة على بانياس ونواجه الآن ميليشيات من الشرق."

وقال نشط حقوقي ان نحو الف محتج قاموا بمسيرة في الحي السني من بانياس الذي يقع مباشرة الى الجنوب من السوق الرئيسية وهم يحملون أرغفة من الخبز تعبيرا عن التضامن مع شعب درعا. وقدم النشط صورا للمظاهرة.

وقال أحد السكان ويدعى ابو محمد "مازالوا يسحبون كل من هو دون الاربعين الى استاد درعا حيث احتجزوا المئات ومن بينهم نساء الاسبوع الماضي دون مأوى".

وجرت مظاهرة طلابية صغيرة في جامعة حلب الى الشمال يوم الثلاثاء وقام آلاف بمسيرة في مدينة القامشلي الشرقية التي يغلب الأكراد علي سكانها وهم يحملون الشموع ويهتفون بشعارات الحرية.

إنشقاق في الجيش

وفيما تواردت أنباء خلال الأيام القليلة الماضية عن انشقاق في صفوف الجيش السوري في مدينة الرستن قرب حمص، وردت صور إلى قناة "العربية" الإخبارية عبر الإنترنت تظهر التحاق بعض العسكريين بالمتظاهرين.

وفي أول تحرك من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات، شهدت المدينة الجامعية في مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في البلاد، تظاهرة طلابية طالبت بالحرية وبفك الحصار عن مدينة درعا في الجنوب، بحسب تقرير بثته "العربية" الأربعاء.

وقال محتجون إن القوات السورية اجتاحت مدينة بانياس الساحلية وانتزعت السيطرة على مراكز للمتظاهرين، وسط أنباء عن اعتقال نحو ألف ناشط ومعارض بحسب حقوقيين.

وفي مدينة بانياس، أرسلت السلطات تعزيزات عسكرية ومسلحين موالين للنظام لمناطق في وسط المدينة, كما أغلق الجيش المدخل الشمالي والجنوبي للمدينة وفق لشهود عيان ذكروا أيضاً أن السطات سلحت القرى المحيطة بمدينة بانياس لتحاصرها من كل الجهات.

وفي الأثناء بث التلفزيون السوري اعترافات لشخص يدعى إبراهيم نايف المسالمة، وذكر التقرير أنه أحد أعضاء مجموعة إرهابية متطرفة في مدينة درعا قام بممارسة أعمال القتل وترويع المواطنين في المدينة.