اعلن ثلاثون عضوا في حزب البعث الحاكم في سوريا انسحابهم احتجاجا على القمع الذي تمارسه قوات الامن واسفر الى الان عن مقتل 453 مدنيا، فيما ارسل الجيش تعزيزات اضافية الى درعا المحاصرة وضاحية دوما في دمشق.
وقال اعضاء حزب البعث المستقيلون في بيان وهم من منطقة بانياس "ان ممارسات الاجهزة الامنية والتي حصلت تجاه المواطنين الشرفاء والعزل من اهالينا في مدينة بانياس والقرى المجاورة لها، لا سيما ما حصل في قرية البيضا يناقض كل القيم والاعراف الانسانية ويناقض شعارات الحزب التي نادى بها".
واشار البيان الى "تفتيش البيوت واطلاق الرصاص العشوائي على الناس والمنازل والمساجد والكنائس من قبل عناصر الامن والشبيحة".
واضاف ان ذلك يؤدي الى "الاحتقان الطائفي وبث روح العداء بين ابناء الوطن الواحد".
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 453 مدنيا قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في سوريا قبل ستة اسابيع.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ردا على سؤال عمن قتلهم ان لا تعليق لديه مضيفا أن الاسماء المتوفرة لدى المرصد لقتلى في درعا ودمشق وريف دمشق والساحل.
وقال شهود ان الجيش السوري ارسل مزيدا من الدبابات والتعزيزات الى مدينة درعا مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام في سوريا.
وادى دخول الجيش السوري الى مدينة درعا الى مقتل اكثر من ثلاثين شخصا خلال يومين، بحسب ناشطين سوريين.
وكانت اصوات اطلاق النار لا تزال تسمع الاربعاء في مدينة درعا حسبما افاد الناشط الحقوقي السوري عبد الله ابازيد.
وقتل ما لا يقل عن 25 شخصا الاثنين وستة اشخاص الثلاثاء واصيب العشرات بجروح بعد دخول الجيش السوري الى هذه المدينة مدعوما بالدبابات والمصفحات لسحق الاحتجاجات التي تهز منذ 15 اذار/مارس نظام الرئيس بشار الاسد.
كذلك تم ارسال تعزيزات عسكرية الى دوما (15 كلم شمال دمشق) حيث تحدث شاهد الثلاثاء عن انتشار للعناصر الامنيين "في كل الاحياء"، موضحا ان هؤلاء "يدققون في هويات الناس في الشوارع".
واضاف الشاهد ان المدينة "شبه مقفرة وكل المتاجر مغلقة وكذلك المؤسسات العامة".
من جانبه، افاد الشيخ أنس عيروط احد قادة حركة الاحتجاج في مدينة بانياس لوكالة فرانس برس ان آلاف الاشخاص تظاهروا الثلاثاء في هذه المدينة الساحلية الواقعة شمال غرب سوريا للمطالبة بالحريات، مشيرا الى ان السكان يخشون اقتحام المدينة من قبل قوات النظام السوري.
وبحسب ناشطين ومعارضين سوريين فان النظام السوري يلجأ الى الحل العسكري من اجل خنق الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة في البلاد.
لكن السلطات السورية التي تتهم منذ البداية "العصابات الاجرامية المسلحة" بالوقوف وراء هذه الاعمال، مؤكدة ان دخول الجيش الى درعا جاء بناءا على طلب الاهالي بهدف طرد "المجاميع الارهابية المتطرفة".
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الجيش طرد "المجموعات المتطرفة المسلحة" التي هاجمت مواقع عسكرية وقطعت الطرق في درعا ومحافظتها، لافتة الى ثلاثة قتلى و15 جريحا في صفوف قوات الامن والجيش.
وعرض التلفزيون الرسمي السوري في الليل مشاهد لاشخاص قدموا على انهم اعضاء "عصابتين مسلحتين" في درعا وجبلة (شمال غرب).وقال هذان الشخصان انهما استلما نقودا واسلحة من مجاميع متطرفة من اجل قتل عناصر قوات الامن بهدف خلق المشاكل في سوريا، بحسب صحيفة "تشرين" الحكومية.
وقد ادى القمع المتصاعد للاحتجاجات في سوريا الى ازدياد القلق الدولي حيال الاوضاع في هذا البلد.
ويعقد مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان الجمعة جلسة خاصة لمناقشة الوضع في سوريا بطلب من المندوب الاميركي، حسب ما افاد المتحدث باسم المجلس.
واستدعت باريس الاربعاء سفيرة سوريا لميا شكور للتأكيد على ادانة قمع التظاهرات، في اطار خطوة تم التنسيق بشأنها مع بريطانيا والمانيا واسبانيا وايطاليا، كما صرح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو.
وقال فاليرو "اردنا تذكيرها بادانتنا للقمع المتفاقم ومطلبنا بانهاء استخدام القوة ضد السكان باسرع ما يمكن وبالافراج عن جميع المعتقلين السياسيين".
من جانبها، دعت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) الثلاثاء مجلس الامن الدولي لعقد جلسة حول الاوضاع في سوريا، مشيرة الى سقوط ما لا يقل عن 400 قتيل في هذا البلد منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري منتصف اذار/مارس.
وفي نيويورك، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء عن "قلقه المتنامي" حيال قمع المتظاهرين في سوريا، وخصوصا استخدام قوات الامن للدبابات واطلاقها الرصاص الحي.
رغم ذلك، لم ينجح مجلس الامن الدولي في تبني مشروع بيان الثلاثاء اقترحته اربع دول اوروبية هي بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال ويدين اللجوء الى العنف بحق المتظاهرين في سوريا.
ومن المفترض ان يعقد المجلس جلسة اخرى الاربعاء.
ورفض السفير السوري بشار جعفري فكرة اجراء تحقيق دولي حول الاوضاع في بلاده، وقال "نحن نأسف عن مايجري، لكن عليكم الاخذ بنظر الاعتبار ان هذه المشاكل والاحتجاجات تحمل في بعض اوجهها نوايا مبيتة".
