أصابت ضربات جوية لحلف شمال الاطلسي مجمع الزعيم الليبي معمر القذافي الخميس بعد ساعات من ظهوره على التلفزيون للمرة الاولى منذ قتل هجوم جوي اخر أحد ابنائه قبل نحو اسبوعين.
وقال مسؤولون ليبيون أطلعوا الصحفيين على المنطقة التي تعرضت للهجوم في مجمع باب العزيزية ان ثلاثة اشخاص قتلوا وأصيب 25 .
ودمرت زاوية مبنى من طابقين وتناثرت شظايا خرسانية على الطريق وكانت هناك حفرتان عميقتان في موقعين اخرين في المجمع الذي استهدف عدة مرات منذ بدات حملة حلف الاطلسي.
وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة للصحفيين ان الضربة وقعت قرب منطقة يتجمع فيها عشرات الليبيين كل ليلة بعضهم مع أسرته للتعبير عن الدعم للقذافي.
وقال ابراهيم ان حلف الاطلسي يفتقر كلية الى الاخلاق مضيفا أنه لا يحق لاحد أن يطلب من الليبيين الابتعاد عن المدن حتى يتسنى ضربها.
وتابع قوله انهم سيواصلون الدفاع عن ليبيا.
وقال مسؤول في مقر الحلف ان الهدف الذي ضرب ليلة الخميس كان مجمعا كبيرا حصينا للقيادة والسيطرة.
واضاف "علمنا أن تلك المواقع منشات للقيادة والسيطرة منخرطة في تنسيق هجمات ضد المدنيين في ليبيا.
"في حين أن احتمال وقوع خسائر غير مقصودة بين المدنيين يظل قائما دائما .. الا اننا نبذل أقصى جهد لخفض تلك الاحتمالات."
وفي وقت سابق وضع القذافي حدا لنحو اسبوعين من التكهنات بشأن مصيره عندما عرض التلفزيون الليبي لقطات لاجتماع له مع مسؤولين في فندق بطرابلس.
ولم يظهر القذافي علنا منذ 30 ابريل نيسان عندما قتلت ضربة جوية لحلف الاطلسي اصغر ابنائه وثلاثة من أحفاده.
وظهر الزعيم الليبي يوم الاربعاء مرتديا عباءة بنية ونظارة شمسية. وظهر القذافي وهو يحيي مجموعة من زعماء القبائل من مؤيديه.
وصاح رجل مسن قائلا له "سيدي القائد.. انت ستنتصر."
وقال التلفزيون الرسمي الليبي يوم الخميس ان هجوما جويا لحلف شمال الاطلسي ألحق أضرارا جسيمة بسفارة كوريا الشمالية في العاصمة طرابلس.
وقال مسؤول في الحلف "اطلعنا على تلك التقارير ولا يمكننا التحقق منها بشكل مستقل. ينفذ حلف الاطلسي كل ضرباته بأقصى دقة لتجنب الحاق اضرار بالمدنيين.. على النقيض من القذافي وقواته."
ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) عن دبلوماسي كوري شمالي لم تذكر اسمه قوله ان نوافذ مبنى تابعا للسفارة تحطمت وان بعض السيارات دمرت.
ويركز زعماء المعارضة في مدينة بنغازي في شرق ليبيا حاليا على حشد مزيد من الدعم الدولي.
والتقى مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن وحصل على وعد بالمساعدة.
وقال كاميرون للصحفيين "الحكومة (البريطانية) تدعو المجلس اليوم لفتح مكتب رسمي له هنا في لندن .. سنعمل معكم لضمان أن يزيد المجتمع الدولي الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية على هذا النظام المفلس."
ومما يعطي بعض التشجيع للحكومات الغربية التي تأمل في ان ينهار حكم القذافي من الداخل قال القنصل الليبي في القاهرة انه قدم استقالته وانضم الى المعارضة.
وانضم القنصل المستقيل فرج سعيد العريبي الى سلسلة من المسؤولين الليبيين الذين انشقوا عن حكومة القذافي.
وقتل الاف الليبيين منذ بدأت الانتفاضة ضد حكم القذافي في أواخر فبراير شباط.
وينفي المسؤولون الليبيون قتل مدنيين ويقولون انهم يقاتلون عصابات مسلحة اجرامية ومتشددي القاعدة.
وحقق المعارضون يوم الاربعاء نصرا كبيرا في مدينة مصراته اخر معاقلهم الرئيسية في غرب البلاد بعدما قالوا انهم سيطروا على مطار المدينة.
واضافوا أنهم استولوا على كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر. ولم يتسن التحقق من رواية المعارضين بشكل مستقل.
وعلى جبهة اخرى يصد المعارضون للقذافي في منطقة الجبال الغربية جنوب غربي من طرابلس محاولات من قواته للسيطرة على مواقع المعارضة في أعلى الجبال.
وتقصف القوات الحكومية المعارضين بالصواريخ والمدفعية من السهول بالاسفل الا أنها لم تحقق مكاسب تذكر باستثناء السيطرة على بعض المناطق على الاطراف الشرقية لسلسلة الجبال.