نشرت قوات المعارضة اليمنية عرباتها المصفحة في انحاء شوارع العاصمة اليمنية فيما تجمع عشرات الالاف للصلاة والاحتجاج سواء لمناصرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أو للمطالبة بسقوط نظامه القائم منذ ثلاثة عقود.
وارسل اللواء علي محسن القائد العسكري الرفيع الذي انشق على صالح وانضم الى المعارضة في مارس اذار أعدادا كبيرة من الجنود والعربات المصفحة لحراسة "ساحة التغيير" حيث يتجمع المحتجون منذ شهور.
ويعتصم المحتجون منذ شهور في المنطقة ووضعوا أكياسا من الرمال خلال الليل للحماية من اي هجوم تشنه القوات الحكومية.
وحث خطيب الجمعة في مظاهرات "جمعة الصبر" المحتجين على الهدوء وقال ان على المعارضين ان يحافظوا على ثباتهم واصرارهم وعلى سلمية ثورتهم حتى يسقط النظام.
وتزايدت خيبة امل المحتجين بسبب عدم نجاحهم حتى الان في ارخاء قبضة صالح (69 عاما) على السلطة حتى بعد ان اضطر للسفر الى الرياض لتلقي العلاج الطبي بعد هجوم التفجير في قصره في يونيو حزيران.
وتعهد صالح بالعودة الى بلاده للاشراف على الحوار الوطني والانتخابات لكن المعارضة تتهمه باتباع اساليب المماطلة.
ويشهد اليمن اعمال عنف متفرقة مع دخول الاحتجاجات الحاشدة اليومية شهرها السادس. وتخشى الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من ان يصب تزايد الاضطرابات في مصلحة جناح القاعدة في اليمن المعروف باسم القاعدة في شبه جزيرة العرب.
وأذاع جناح القاعدة في اليمن تسجيلا صوتيا لقائده العسكري قاسم الريمي على منتديات اسلامية على الانترنت اليوم تعهد فيه بمهاجمة السعودية.
وقال "والى حكام ال سعود نعاهدكم وانتم للوعد أهل ان مقارعتنا لليهود والنصارى لن تشغلنا عنكم...ونعدكم انا لن نرضى بنقل المعركة الينا (في اليمن) دون ان ترجع جزعة بين ظهرانيكم."
وتنحي الحكومة باللائمة على متشددي القاعدة في انهم يقفون وراء الاستيلاء المسلح على عدة مدن في الشهور الماضية في ابين في الجنوب رغم ان المتشددين في المنطقة اطلقوا على انفسهم اسما مختلفا وهو أنصار الشريعة.
ومن جهة اخرى اندلعت الاشتباكات مجددا بين جماعات المعارضة والحكومة بعد شهر من الهدوء النسبي مما اثار المخاوف من تصاعد مفاجيء للعنف في الدولة التي يملك اكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة أسلحة.
وفي صنعاء قال خطيب لصلاة الجمعة امام عشرات الالاف من أنصار صالح انه كان يتعين على الحكومة التعامل بمزيد من الشدة مع المعارضة.
واضاف ان المعارضة ترسل دبابات وقوات الان الى الشوارع وانها تخلت عن ولائها للرئيس وتسببت في الفرقة وان الرئيس ارتكب خطأ بالتساهل معهم.
وقال ناشطون يوم الخميس ان قوات الامن فتحت النار على محتجين في تعز التي تبعد 200 كيلومتر الى الجنوب من صنعاء مما تسبب في نصب رجال المعارضة لكمين لقوات يمنية اصيب خلاله عشرات وقتل جندي واحد على الاقل.
كما اندلع القتال بين قوات حكومية وقوات قبلية موالية للمعارضة يوم الخميس في بلدة ارحب على بعد 40 كيلومترا من العاصمة حيث شنت الحكومة غارة جوية بعد ان حاول مسلحون السيطرة على قاعدة عسكرية استراتيجية في البلدة.
وقالت الحكومة ان مقاتلين موالين للمعارضة كانوا يحاولون الاستيلاء على القاعدة تمهيدا للاستيلاء على مطار صنعاء الدولي. ونفت القبائل في ارحب هذه الاتهامات.