أصيب ثلاثة مواطنين فلسطينيين بجراح احداها خطيرة ظهر الخميس في قصف مدفعي اسرائيلي استهدف (حي الزيتون) جنوب مدينة غزة وفق ما ذكرت محطات اذاعة محلية الخميس.
وقالت هذه المحطات ان "قذائف مدفعية اسرائيلية اطلقت نحو هذا الحي انفجرت بعضها في منجرة كبيرة لصناعة الاثاث الامر الذي ادى الى اصابة ثلاثة من العمال كانوا بها بجراح مختلفة".
وجاء هذا القصف من مواقع الاحتلال على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة واسرائيل والتي تبعد عن الحي المذكور مسافة تصل الى نحو كيلومترين فيما خلف القصف حريقا في المنجرة حيث هرعت سيارات الاسعاف والدفاع المدني الى هناك.
غارات إسرائيلية
وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية ليلة الاربعاء الخميس ثلاث غارات على قطاع غزة حسبما أفاد شهود عيان.
ولم تسفر الغارات عن وقوع ضحايا حسبما أفادت مصادر طبية فلسطينية.
وقال شاهد عيان إن "الطائرات الحربية الاسرائيلية اطلقت صاروخين على موقع تدريب تابع لكتائب عز الدين القسام غرب مدينة غزة".
واضاف أن "صاروخا ثالثا أصاب اسلاك كهرباء الضغط العالي مما ادى الى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في مدينة غزة".
كما استهدفت الطائرات الاسرائيلية نفقا بالقرب من بوابة صلاح الدين في رفح جنوب القطاع.
وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان "الطيران قصف نفقين في جنوب قطاع غزة وهدفا للارهابيين في غزة".
واوضحت ان "هذه الغارات جاءت بعد اطلاق 25 صاروخا بينها اربعة من طراز غراد على اسرائيل منذ السبت".
وسقطت عدة قذائف هاون اطلقت من قطاع غزة بعد ظهر الاربعاء بالقرب من المنطقة الصناعية في عسقلان جنوب اسرائيل ولكنها لم توقع ضحايا, حسب الاذاعة الاسرائيلية.
وتأتي هذه الغارات بعد انفجار هز مدينة القدس الاربعاء وادى الى مقتل امراة واصابة ثلاثين شخصا بجروح.
ولم تتبن اي جهة مسؤليتها عن هذا الانفجار، وهو الأول من نوعه في القدس من عام 2004.
في هذه الاثناء أكدت حكومة حماس في قطاع غزة حرصها على استعادة التهدئة مع اسرائيل في قطاع غزة عقب هذا التفجير.
وقال طاهر النونو, المتحدث باسم بالحكومة, في بيان صحافي "نؤكد ان موقفنا في الحكومة ثابت من حماية الاستقرار والعمل على استعادة الاوضاع الميدانية التي كانت سائدة خلال الاسابيع الماضية".
وكان النونو يشير الى التهدئة غير المعلنة التي كانت سائدة في قطاع غزة بين اسرائيل وحماس.
بالمقابل توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد بشدة ومسؤولية وحكمة، حسب تعبيره، على تفجير القدس.
وجاء تصريح نتياهو بعد بضع ساعات من التفجير الذي اسفر عن مقتل امرأة وجرح نحو ثلاثين اخرين بعضهم حالتهم حرجة والذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه.
ووصف قبيل سفره الى موسكو المجموعات الفلسطينية المسلحة بأنها تحاول "اختبار عزيمتنا وتصميمنا" واضاف انها "ستكتشف ان لدى هذه الحكومة والجيش والشعب الاسرائيلي عزيمة من حديد للدفاع عن بلادهم".
وكان نتنياهو اجرى قبل سفره مشاورات مع قادة جهاز الامن الاسرائيلي الداخلي (الشين بين) ورئيس هيئة اركان الجيش بيني غانتز والوزير المكلف بالدفاع المدني ماتان فيلنائي.
دوامة عنف
من جانبها قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية الخميس ان اسرائيل يمكن ان تنجر دوامة من العنف قد تؤدي الى نزاع مسلح واسع مجددا في قطاع غزة.
وكتب الخبير العسكري اليكس فيشمان في افتتاحية صحيفة "يديعوت احرونوت" الاوسع انتشارا ان "الجيش يصعد عملياته لان المواجهة مع "حماس" في نظره حتمية هذا العام او العام المقبل او في العامين المقبلين".
ويضيف: "بحسب الجيش، تآكلت قوة الردع التي تملكها اسرائيل منذ عملية الرصاص المسكوب (كانون الاول(ديسمبر) 2008-كانون الثاني(يناير) 2009)"، مؤكدا ان "الثمن سيكون اكبر اذا لم نتحرك في اسرع وقت".
من جهته، كتب المحلل السياسي شيمون شيفر في الصحيفة نفسها ان رئيس الوزراء "ملزم اعادة الامن لكن اسرائيل لا تتمتع حاليا بالدعم الدولي بسبب توقف عملية التسوية السياسية" للنزاع مع الفلسطينيين.
اما صحيفة معاريف فشككت في نتائج عملية ثانية او "الرصاص المسكوب 2"، معتبرة انها "لن تغير الحقيقة وستدفع الجانبين الى العودة الى نقطة الصفر ودفع ثمن الدم مرة اخرى".
واضافت ان: "اسرائيل تواجه معضلة. فالتدخل بالقوة سيؤدي الى الوقوع في فخ التصعيد ولكن ضبط النفس سيفهم من قبل حركة حماس(المسيطرة في غزة) بانه مؤشر ضعف".