اطلقت قوات معمر القذافي صواريخ على الثوار المرابطين عند الحافة الغربية لبلدة اجدابيا، كما قصفت مدينة مصراتة ما أسفر عن سقوط ستة قتلى، فيما استبعدت بريطانيا ارسال قوات برية الى ليبيا تحاشيا لاثارة استياء العالم العربي.
وسمع دوي انفجارات ونيران مدافع الية بالقرب من اجدابيا وهي البوابة الغربية للشرق الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة والتي تبادل الطرفان السيطرة عليها مرارا في معارك كر وفر مستمرة منذ اسابيع.
وقال شاهد عيان انه رأى ما يزيد على عشرة صواريخ تسقط عند البوابة الغربية للبلدة. وأيدت المعارضة المسلحة روايته.
وقال وسيم العجوري (25 عاما) وهو من المتطوعين مع المعارضة عند البوابة الشرقية لاجدابيا "ما زال هناك بعض المعارضين عند البوابة الغربية ولكن الوضع ليس جيدا."
وأكد حكيم خليفة وهو مقاتل اخر في صفوف المعارضة المسلحة ان هناك اطلاق كثيف للصورايخ عند البوابة الغربية وأضاف أن بعض اعضاء المعارضة المسلحة تقهقروا.
وتدفق عشرات من المقاتلين الى جانب سيارات مدنية تقل رجالا ونساء واطفالا شرقا من المدينة عبر الطريق الساحلي باتجاه مدينة بنغازي معقل المعارضة المسلحة.
وهبت عاصفة رملية قوية خلال الصباح فانعدمت الرؤية عبر الصحراء المسطحة الشاسعة. وقال بعض افراد المعارضة المسلحة انهم يزرعون الغاما مضادة للدبابات بالقرب من البوابة الشرقية لاجدابيا.
وأخفقت معارك متقطعة استمرت لايام على الطريق الواقع الى الغرب من بلدة البريقة المنتجة للنفط في كسر جمود في القتال.
وقال مسؤولون من المعارضة المسلحة يوم السبت ان مجموعة من اكثر جنودهم خبرة يشتبكون مع قوات القذافي على حافة البريقة لكن يصعب التحقق من صحة ذلك.
ومن الصعب تحديد موقع لخط الجبهة بسبب اسلوب الكر والفر في القتال والقصف بعيد المدي وميل اتباع القذافي المتزايد نحو تنفيذ مناورات تطويق ونصب اكمنة لمقاتلي المعارضة الاقل خبرة على الطريق الساحلي.
وكانت المعارضة المسلحة تقدمت مئات الكيلومترات صوب العاصمة طرابلس بعدما بدأت الطائرات الحربية الاجنبية في قصف مواقع القذافي من أجل حماية المدنيين لكن ثبت أن تلك المعارضة غير قادرة على الاحتفاظ بالاراضي ومن ثم اجبرت على التراجع حتى اجدابيا.
وطالبت القوات المناهضة للقذافي بامدادها بأسلحة ثقيلة قائلة ان مدافعها الالية ومقذوفاتها الصاروخية ليست بالقوة الكافية لمواجهة القوات الحكومية.
وقال أيمن عيسوي (21 عاما) "نريد اسلحة نريد اسلحة حديثة... لو توفرت لدينا تلك الاسلحة لتفوقنا عليهم."
وفي وقت سابق الاحد، نقل التلفزيون الليبي عن متحدث عسكري قوله ان قوات حلف شمال الاطلسي قصفت منطقة جنوب غربي العاصمة طرابلس.
وذكر التقرير الذي بثته قناة الجماهيرية أن القصف كان على منطقة الهيرة على بعد 50 كيلومترا جنوب غربي طرابلس والتي كان الحلف قصفها من قبل.
ولم يذكر التلفزيون المزيد من التفاصيل.
وعلى جبهة اخرى، قال متحدث باسم المعارضة الليبية لقناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية ان قوات القذافي قصفت مدينة مصراتة الغربية المحاصرة يوم الاحد مما أسفر عن سقوط ستة قتلى على الاقل.
وتابع المتحدث عبد الباسط مزيريق أن 47 شخصا على الاقل أصيبوا أيضا في القصف الذي وقع في وقت مبكر من صباح يوم الاحد.
ومصراتة هي المعقل الرئيسي الوحيد للمعارضة في غرب ليبيا وتحاصرها قوات القذافي منذ أسابيع ويعتقد أن مئات المدنيين قتلوا هناك.
في غضون ذلك، استبعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الاحد ارسال قوات برية الى ليبيا قائلا ان من المهم التمسك بتفويض الامم المتحدة وعدم اتخاذ اجراء من شأنه اثارة استياء العالم العربي.
وصرح لمحطة سكاي نيوز في مقابلة عندما سئل عن تكثيف المساعدة العسكرية "ما قلناه هو أنه ليس هناك محل للغزو أو الاحتلال... ليس هذا ما نقصده في هذا الصدد."
وقال متحدثا من أوكسفوردشير بجنوب انجلترا ان مهمة الائتلاف الغربي واضحة وهي فرض منطقة حظر الطيران والمضي في الطلعات الجوية لتدمير دبابات الزعيم الليبي معمر القذافي ومدفعيته التي تستخدم في قتل المدنيين.
ومضى يقول "نحن واضحون للغاية في ضرورة التمسك ببنود قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة. لابد أن نحافظ على مساندة العالم العربي وأعتقد أن هذا مهم للغاية لضمان انجاز المهمة على الوجه الاكمل."
ويسمح القرار رقم 1973 الذي صدر لفرض منطقة حظر طيران للقوات باتخاذ "كل الاجراءات اللازمة" لحماية المدنيين مع استبعاد وجود "قوة احتلال أجنبية بأي شكل من الاشكال على الارض الليبية."
وقال كاميرون انه بخلاف ارسال قوات برية فان الائتلاف سيساعد بكل طريقة أخرى ممكنة لمنع القذافي من "جعل سكان مصراتة يعيشون في جحيم" وأيضا في غيرها من البلدات على الساحل الليبي.
وفي تكرار لتصريحات أدلى بها في مقال صحفي مشترك يوم الجمعة مع الرئيس الامريكي باراك أوباما والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال كاميرون ان على القذافي الرحيل.
وأردف قائلا "ما من شك أنني أرى أن العقيد القذافي ما زال مصرا على قتل الناس في مصراتة والسيطرة على تلك المدينة الكبيرة وأيضا المضي نحو بنغازي التي اذا وصل اليها فأنا متأكد من أنه سيكون هناك حمام دم."