قوات القذافي تهاجم مصراته وتشتبك مع الجيش التونسي

تاريخ النشر: 29 أبريل 2011 - 04:12 GMT
جنود من الجيش التونسي وسكان ولاجئين ليبيين بالقرب من سيارة مقلوبة تابعة للقوات القذافي بالقرب من الذهيبة
جنود من الجيش التونسي وسكان ولاجئين ليبيين بالقرب من سيارة مقلوبة تابعة للقوات القذافي بالقرب من الذهيبة

هاجمت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بالدبابات مدينة مصراته المتمردة في الغرب الليبي، فيما عبرت الحدود الى تونس الجمعة ودخلت في اشتباك مع قوات تونسية في بلدة الذهيبة الحدودية.
وقالت مصادر من المتمردين بعيد ظهر الجمعة ان القوات الحكومية شنت هجوم مضادا تساندها الدبابات على قطاع الغيران قرب المطار جنوب غرب المدينة الساحلية المحاصرة منذ شهرين والتي تبعد نحو مئتي كيلومتر شرق طرابلس.
وصرح ابراهيم احمد بوشاغة المتمرد المقاتل الذي وصل من الجبهة مع جريح ان "اربع دبابات هاجمت المدينة. تمركزت ليلا على طريق المطار وتحاول دخول المدينة. اوقفنا تقدمها في ابعد نقطة".
وبدأ دوي الانفجارات في محيط مطار مصراته الذي يبعد كيلومترين عن المدينة المحاصرة منذ شهرين والواقعة على مسافة .
وسمع دوي انفجارات سبقها صفير باتجاه المطار. وقد ارتفع عمود من الدخان الرمادي في المنطقة بينما يستمر نقل الجرحى الى مستشفى المدينة.
ومنتصف نهار اليوم، سقطت قذائف هاون وصواريخ من جديد على المدينة بشكل عشوائي على ما يبدو وخصوصا في قسمها الغربي كما قال شهود واطباء بينما حلقت طائرة لحلف شمال الاطلسي فوق المدينة.
وتحدث المستشفى الرئيسي في المدينة عن سقوط قتيلين و16 جريحا.
من جهته، تحدث الطبيب خالد ابو فلغة العضو في اللجنة الطبية في مصراته المركز الطبي الصغير غرب المدينة، عن سقوط ثلاثة او اربعة قتلى.
وقال ان "كل غرف العمليات ممتلئة"، داعيا طائرات حلف شمال الاطلسي الى "التدخل بسرعة كما حدث في الايام الماضية".
ومنذ طرد قوات القذافي الاثنين من مصراته تتواصل المعارك في ضواحي المدينة حيث يعزز الثوار تقدمهم في وجه جيش النظام الليبي.
وباتت المواجهات تدور في منطقة المطار التي تسيطر عليها قوات القذافي جنوب غرب المدينة.
وعند مداخل المدينة الاخرى تراجعت قوات القذافي عشرين الى ثلاثين كلم حسب الثوار الذين يطاردونها بدعم من غارات حلف شمال الاطلسي خلال الايام الاخيرة.
واوضح ابراهيم بيت المال القائد العسكري للثوار في مصراته "اننا نهاجم لان افضل دفاع هو الهجوم" مضيفا ان "القذافي يرسل يوميا مزيدا من التعزيزات الى المنطقة".
الجيش التونسي
الى ذلك، عبرت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي الحدود الى تونس الجمعة ودخلت في اشتباك مع قوات تونسية في بلدة الذهيبة الحدودية.
وقال مصور من رويترز وسكان في الذهيبة ان قوات القذافي أطلقت قذائف على البلدة فألحقت أضرارا بمبان وأصابت ساكنا واحدا على الاقل وان مجموعة من جنوده تحركت داخل البلدة في شاحنة.
وتلاحق قوات القذافي المناهضين له في منطقة الجبل الغربي الليبية المضطربة والذين فروا الى تونس خلال الايام القليلة المنصرمة بعد أن سيطرت قوات القذافي على النقطة الحدودية التي كان المعارضون يسيطرون عليها من قبل.
وقال مصور رويترز الزبير السويسي من البلدة "دارت اشتباكات كثيرة في البلدة هذا الصباح وأطلقت أعيرة كثيرة. اشتبك الجيش التونسي مع قوات القذافي.. وقتل بعض جنود القذافي."
وأضاف "أصيب العديد من رجال القذافي وهم في المستشفى في الذهيبة."
وقال ساكنان لرويترز ان قذائف سقطت على البلدة من مواقع لقوات القذافي على الناحية الاخرى من الحدود في ليبيا.
وقال علي وهو من سكان البلدة لرويترز عبر الهاتف "تسقط قذائف على المنازل... وأصيبت تونسية."
وأضاف في وقت لاحق أن القتال والقصف توقف. وقال "يمشط الجيش التونسي البلدة. ليس لدينا فكرة عن مصير قوات القذافي هناك لان الجيش التونسي أغلق بوابات البلدة ولا يسمح لاي شخص بالدخول."
وقال معارض ليبي ان المقاتلين المناهضين للقذافي استعادوا السيطرة على المعبر الحدودي الواقع بالقرب من الذهيبة. ومازالت الحكومة الليبية تسيطر بقوة على المعبر الرئيسي المؤدي الى ليبيا والذي يقع الى الشمال على مسافة تقطعها السيارة في ساعتين.
وقال المعارض أكرم المرادي في اتصال تليفوني "أنظر هنا من هذه النقطة الى العلم الجديد (للمعارضة) يحلق على الحدود. الثوار سيطروا عليها.. المقاتلون من أجل الحرية. نحن الان بصدد فتحه."
وقال مسؤول تونسي رفيع ان بلاده استدعت السفير الليبي يوم الجمعة لتقديم احتجاج على توغل قوات القذافي داخل أراضيها اثناء ملاحقة مقاتلي المعارضة على الحدود.
وقال رضوان نويصر نائب وزير خارجية تونس لقناة الجزيرة انه سقط ضحايا على الحدود من بينهم فتاة صغيرة.
وقال ان تونس استدعت السفير الليبي وقدمت له احتجاجا شديدا لانها لن تقبل اي تكرار لمثل هذه الانتهاكات مضيفا ان أرض تونس خط أحمر لا تسمح لاحد بتجاوزه.
وأصدرت الحكومة التونسية بيانا في وقت متأخر من يوم الخميس أدانت فيه دخول القوات الليبية الاراضي التونسية وذلك بعد اطلاق قذائف من موالين للقذافي على الصحراء بالقرب من الحدود.
وقال بيان للخارجية التونسية انه وبالنظر الى خطورة ما حدث فان السلطات التونسية أبلغت الليبيين باستيائها البالغ وطالبت باتخاذ اجراءات لوقف هذه الانتهاكات على الفور.
وهذه هي المرة الاولى التي تعبر فيها قوات برية ليبية الحدود لتدخل في الاراضي التونسية.
وقال سكان ان حشدا من الناس تجمع صباح يوم الجمعة في الذهيبة في محاولة لمنع قوات القذافي من دخول البلدة.
وقالوا ان الجيش التونسي أطلق النار في الهواء لتفريقهم وحث المتظاهرين على دخول منازلهم لتجنب القصف.