قال مسؤول ليبي رفيع المستوى أن وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا، المتواجد حالياً بأحد فنادق العاصمة القطرية الدوحة، لن يعود إلى لندن وسيظل في الدوحة.
وقال المسؤول إن المجتمع المدني في بريطانيا ووسائل الإعلام قد هاجمت بشراسة المسؤولين في لندن لقبولهم لجوء كوسا، الذي قام بعدد من الجرائم في السابق منها قضية لوكربي، وتمويل الحرس الجمهوري الآيرلندي، وتصفية عدد من الشخصيات المهمة الغربية.
وقال عبدالرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي الأسبق في تصريحات صحفية أن كوسا الذي وصفه بالصندوق الأسود يحمل في جعبته الكثير عن النظام السابق، نظراً لمكوثه نحو 16 عاماً في الجهاز الاستخباراتي، ويمكن للمجلس الانتقالي الاستفادة منه كثيراً، ويجب الإبقاء على اتصال معه.
وأضاف شلقم أنه استقل مع كوسا الطائرة قادمين من لندن وهو متواجد حالياً في أحد الفنادق البعيدة في الدوحة، وبين شلقم أن كوسا حدثه عن استجواب القوات البريطانية له في قضية لوكربي وقد أعطاهم إجابات.
وحول ما إذا كان سينضم كوسا إلى الثوار بعد انشقاقه، بين شلقم أن وزير الخارجية المنشق لم يطلب ذلك، لكن انشقاقه عن نظام القذافي يعد موقفاً وطنياً.
إلى ذلك، طالب شلقم المجتمع الدولي بحماية المدنيين، وأكد أن القدافي يدفع لكل قناص مرتزق يومياً 10 آلاف يورو، في حين أن المواطن الليبي لا يجد كيلوغراماً من المكرونة.
وبين أن محمود جبريل، المتحدث باسم المجلس الانتقالي، طالب خلال قمة الدوحة بالاعتراف العلني من المجتمع الدولي بالمجلس الانتقالي، وإفراج الدول الكبرى عن بعض الأرصدة الليبية في الخارج لتسديد احتياجات الليبين، والعمل على خلق حياة سياسية وديمقراطية لتحديد مصيره.
وطالب شلقم كل الوزراء المنتمين إلى القدافي بالانشقاق عنه، مبيناً في هذا السياق "أن أي شخص يتعاون مع القدافي بعد 17 فبراير هو يشارك في جريمة بشعة ضد الشعب الليبي".
بريك تنتقد الضربات الجوية
من جهة ثانية قال مصدر حكومي ان زعماء الدول الخمس الاعضاء في مجموعة بريك انتقدوا الحملة الجوية الغربية في ليبيا اثناء اجتماعهم يوم الخميس في جنوب الصين.
وقال مصدر حكومي شارك في الاجتماع "الزعماء جميعهم أدانوا حملة القصف" مضيفا انهم أعربوا عن قلقهم من اثار الضربات الجوية على المدنيين الليبيين.
وتضم مجموعة بريك البرازيل والصين والهند وجنوب افريقيا وروسيا.وتحدث المصدر شريطة عدم الكشف عن هوية بلده.
وقال ان جنوب افريقيا -التي صوتت لصالح قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة الذي يخول فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا- انضمت الي الدول الاربع الاخرى في انتقاد الضربات الجوية.
وبدأت الطائرات الحربية الغربية هجماتها على ليبيا الشهر الماضي لكن الزعيم الليبي معمر القذافي يرفض الاذعان لدعوات من المعارضة المسلحة وحكومات اخرى تطالبه بالتنحي وتواصل قواته القتال ضد معارضيه.
وجاء التعقيب قبل بيان ختامي سيصدر في وقت لاحق من الخميس عن قمة بريك -التي تضم أكبر خمسة اقتصادات صاعدة في العالم- من المتوقع ان يرفض استخدام القوة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وان يحث بدلا من ذلك على الحوار وعدم التدخل.
وجاء في نسخة من مشروع البيان اطلعت عليها رويترز انه فيما يتعلق بالشرق الاوسط وشمال افريقيا وتحديدا ليبيا فان اعضاء المجموعة متفقون على انه يتعين تفادي استخدام القوة.
وأدانت الصين وروسيا والهند والبرازيل ودول نامية اخرى الضربات الجوية الغربية على القوات الليبية.
وصوتت جنوب افريقيا لصالح قرار مجلس الامن الدولي الذي يجيز تلك الضربات. لكن جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا دعا اثناء زيارة لطرابلس يوم الاحد حلف شمال الاطلسي الي وقف الضربات الجوية
المعارضة تفاوض حول الأسلحة
من جهة أخرى قال متحدث باسم المعارضة المسلحة في ليبيا الاربعاء انها تجري محادثات للحصول على أسلحة من دول "صديقة" وتتوقع أن تتمكن من الحصول عليها.
ويقول المعارضون الذين يقاتلون للاطاحة بمعمر القذافي انهم بحاجة الى مزيد من الاسلحة الثقيلة لمواجهة قوات الزعيم الليبي.
وقال عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي للصحفيين في معقل المعارضة المسلحة في بنغازي انه لا يتوقع مشكلة في الحصول على أسلحة.
وأضاف أن المعارضين طلبوا أسلحة من الدول التي اعترفت بالمجلس باعتباره الممثل الشرعي لليبيا.
وتابع يقول دون الادلاء بتفاصيل ان ممثلين للمعارضة يجرون مناقشات مع تلك الدول التي قال ان ردها ايجابي حتى الان.
وقال غوقة ان المجلس راض عن نتائج المؤتمر الذي عقد يوم الاربعاء في الدوحة حيث دعت قوى دولية القذافي الى الرحيل.
ووصف نتائج اجتماع الدوحة بالايجابية للغاية وقال انه لا يمكن التوصل الى حل في ليبيا دون رحيل نظام القذافي.
ووافقت قوى غربية ودول شرق أوسطية خلال الاجتماع على تقديم دعم مادي للمعارضة. ورغم أن البيان لم يذكر تفاصيل قال دبلوماسيون ان بعض الدول ربما تفسر هذا على أنه تزويد المعارضة بالاسلحة.
وقال غوقة انه يعتقد أن قرار الامم المتحدة 1973 الذي أجاز استخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا يسمح للمعارضين بتسليح أنفسهم.
وتوقع وصول مدربين عسكريين لتدريب المعارضين في ليبيا لكنه أكد أن الليبيين لا يريدون قوات أجنبية على الارض.
وكان عبد الفتاح يونس قائد قوات المعارضة قد قال في وقت سابق ان مدربين عسكريين قطريين يعلمون المعارضين كيفية استخدام الاسلحة المضادة للدبابات وغيرها من الاسلحة.