ناشدت المعارضة المسلحة الليبية يوم الاربعاء المجتمع الدولي فرض منطقة حظر طيران لمنع الطائرات التابعة للزعيم معمر القذافي من التحليق حقنا للدماء.
ومن معقله في طرابلس بغرب ليبيا قال القذافي يوم الأربعاء ان الشعب الليبي سيحمل السلاح اذا طبقت منطقة حظر الطيران لان هذا سيثبت أن قوى غربية تريد السيطرة على ليبيا.
وقال القذافي "لازم ناخد بترولهم.. هيك تبغي بريطانيا.. امريكا..فرنسا والدول الاستعمارية.. هذا هدفهم يرجعوا من جديد." وتشعر قوات المعارضة على الجبهة بين شرق البلاد الذي تسيطر عليه وقوات القذافي في الغرب باحباط متزايد ازاء عدم اتخاذ واشنطن والغرب اجراء ما حتى الان. ويطلق دائما المعارضون المسلحون النار من أسلحة الية على الطائرات المهاجمة.
وقال المتطوع ناجي صالح لرويترز قرب بلدة راس لانوف "فرضوا منطقة لحظر الطيران في العراق. لماذا يعتزون بالقذافي ولم يكن الحال كذلك بالنسبة لصدام حسين" في اشارة الى الرئيس العراقي الراحل ومنطقة حظر الطيران التي فرضت في العراق لمدة أكثر من 10 سنوات. وقالت قيادة المعارضة المسلحة في بنغازي بشرق البلاد ان ممثليها على اتصال بالعواصم الاجنبية بشأن فرض منطقة لحظر الطيران.
وقالت ايمان بوقعقيس وهي مسؤولة اعلامية لدى قوات المعارضة "نركز جهودنا الدبلوماسية ونبذل قصارى جهدنا. لكن كما هو الحال دائما فانها (القوى الاجنبية) تتلكأ."
وقد تسارعت وتيرة الدعوات الأممية في البلاد العربية والإسلامية، لفرض حظر جوي على ليبيا، بعد أعمال العنف التي تشهدها البلاد، بينما تعالت دعوات المنظمات الإنسانية إلى حماية المدنيين من غارات الطائرات عليهم، وصوبت الدعوات في اتجاه مجلس الأمن الدولي، مطالبة إياه بتحمل مسؤولياته في هذا الشأن.
وكان المندوب الأمريكي في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، قد أكد أن قوات الحلف بدأت تنفذ عمليات مراقبة على مدار الساعة للأجواء الليبية، وذلك تحسباً لأي تطورات قد تحصل في التعامل الدولي مع هذا البلد. وفي ذات الوقت، نفى أندريس راسموسن، الأمين العام للحلف، وجود نية حالياً للتدخل العسكري في ليبيا، غير أنه قال إن من واجب الحلف، بوصفه منظمة دولية تهتم بالأمن حول العالم، أن تعد الخطط لأي احتمال.
أما في الولايات المتحدة، فقد قال جاي كارني، الناطق باسم البيت الأبيض، إن بلاده لا تزال تدرس خيارتها بشأن الوضع في ليبيا، مشدداً على أن فكرة إرسال قوات بريّة إلى ليبيا "مازالت على الطاولة، ولكنه ليس على رأس الخيارات في هذه اللحظة."
إلى ذلك، كان فرض حظر جوي على ليبيا أحد المحاور التي ناقشها مجلس الأمن الدولي، في اجتماع عقده في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، إلا أنه لم يتخذ أي قرار بهذا الصدد بعد، في ضوء الانقسام بين الدول دائمة العضوية بالمجلس، حيث تعارض كل من روسيا والصين التدخل عسكرياً في ليبيا، بينما تبدو كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أنها تؤيد فرض الحظر الجوي على ليبيا.
وتمثل المروحيات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الليبي أعظم تهديد لمنطقة حظر طيران يعتزم المجتمع الدولي فرضها فوق ليبيا لمنع الطائرات الحربية من قصف عناصر مناوئة سيطرت على عدة مدن وتعمل للإطاحة بالزعيم، معمر القذافي، وفق مسؤول عسكري أمريكي بارز.
ورد قائد قوات مشاة البحرية الأمريكية "مارينز"، الجنرال جيمس آموس، على سؤال السيناتور جون ماكين، خلال جلسة استماع بالكونغرس، الثلاثاء، حول قدرات سلاح الجو الليبي قائلاً: "أعتقد أنها متواضعة."
وأردف بالقول: "أعتقد أن الخطر الأعظم ربما يتمثل في قوة المروحيات"، لافتاً إلى صعوبة استهدافها حال فرض منطقة حظر الطيران، الذي ستقوم على مراقبته طائرات مقاتلة سوف تعيق سرعتها ومستويات تحليقها قدراتها على استهداف تلك الطائرات العمودية التي تطير ببطء وتحلق على علو منخفض.
ونفى آموس أثناء جلسة الاستماع المنعقدة لمناقشة استقطاعات موازنة وزارة الدفاع "البنتاغون" لعام 2012، علمه بعدد المروحيات المقاتلة التي يمتلكها سلاح الجو الليبي، مشيراً أنها تتمركز في أربع قواعد جوية حول العاصمة، طرابلس.
وتعاني القوات الجوية الليبية من عجز هائل في قدراتها التشغيلية، وفقا لـ"مجموعة جين للمعلومات"، فأسطول سلاح الجو، ومقره قيادته في طرابلس، من المروحيات الهجومية لا يتعدى عشرات الطائرات المتهالكة يتعدى عمرها ثلاثين عاماً، وفقاً للمؤسسة المعنية بالتحليلات العسكرية، إلى جانب أخرى مستخدمة في العمليات اللوجيستية يمكن استخدامها لنقل قوات وعتاد.
وطبقاً لتقييمات المجموعة، فإنه مقارنة بالطيارين في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، من حيث الخبرة والتدريب، فإن ساعات طيران الطيارين بالمقاتلات الحربية الليبية تقل بواقع أربع مرات، وأن معظم الطائرات المقاتلة تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي السابق من طراز "ميغ" أقل من 200 منها فقط قابلة للتشغيل.