تندلع معارك ضارية في مدينة مصراتة الليبية الاثنين، في وقت اكد حلف شمال الاطلسي انه سيواصل غاراته لحماية المدنيين، واشترط ان يكون اي وقف لاطلاق النار في ليبيا كالذي يقترحه الاتحاد الافريقي "ذا مصداقية ويمكن التثبت منه"
وقال أحد سكان مدينة مصراتة ان قتالا شرسا يدور بين قوات الزعيم الليبي معمر القذافي والمعارضين في منطقتين بمدينة مصراتة.
وتابع الساكن ويدعى عبد السلام لرويترز في حديث هاتفي "يدور قتال شرس الآن عند المدخل الشرقي للمدينة وفي وسطها... في شارع طرابلس."
وقال متحدث باسم المعارضة الليبية في مدينة مصراتة في وقت سابق الاثنين لقناة الجزيرة ان قصف قوات الزعيم الليبي معمر القذافي للمدينة الواقعة في غرب ليبيا أسفر عن سقوط خمسة قتلى واصابة أكثر من 20 .
وتابع عبد الباسط أبو مزيريق للجزيرة "صباح اليوم عند الساعة الثالثة صباحا حدث انفجار كبير في مدينة مصراتة."
وذكر المعارضون أن قوات القذافي قصفت المدينة حتى الصباح.
وأضاف أبو مزيريق "الوضع في مدينة مصراتة هناك خمسة شهداء وأكثر من 20 جريحا جراء القصف العشوائي من جانب كتائب القذافي."
وصرح متحدث باسم المعارضة في مصراتة أن قوات القذافي أطلقت اليوم صواريخ جراد روسية الصنع على أهداف في المدينة وان الهجمات مستمرة.
وصعد حلف شمال الاطلسي هجماته على القوة المدرعة للقذافي في الايام الاخيرة واستهدف دبابات ومستودعات ذخيرة وخطوط اتصالات تنفيذا لتكليف الامم المتحدة بحماية المدنيين.
ويوم الاحد قال الحلف انه دمر 25 دبابة كانت تقترب من اجدابيا التي تعرضت لقصف مكثف من قوات القذافي وفي ضواحي مصراته.
وذكر المسؤول ان المزيد من المركبات الحكومية قصفت في ساعة متأخرة من الليل وساعدت هجمات الحلف على طرد قوات القذافي التي شقت طريقها داخل اجدابيا بالقوة.
وقال المسؤول "كانت قواته تتجمع حول جنوب غرب وشرق المدينة وقصفناها بقوة بالغة. من الواضح اننا احدثنا تأثيرا."
وساعدت هجمات حلف الاطلسي خارج اجدابيا يوم الاحد على وقف اكبر هجوم لقوات القذافي على الجبهة الشرقية منذ اسبوع على الاقل. واجدابيا بوابة معقل المعارضة المسلحة في بنغازي الواقعة على بعد 150 كيلومترا شمالا على ساحل البحر المتوسط.
ورأى مراسل لرويترز ستة هياكل محترقة حولها 15 جثة متفحمة وممزقة الاوصال في موقعين يفصل بينهما نحو 300 متر على الطرق الغربية لاجدابيا. وقال معارضون انها قصفت في غارات جوية.
وقف النار
وقال حلف شمال الاطلسي الاثنين انه أحيط علما بتقارير عن اقتراح من الاتحاد الافريقي لوقف اطلاق النار في ليبيا ولكن مسؤولا بالحلف ذكر أن الحلف سيواصل استهداف قوات الزعيم الليبي معمر القذافي مادامت مستمرة في تهديد المدنيين.
وكان رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما قد حث الحلف على وقف الغارات الجوية على الاهداف الحكومية لاعطاء فرصة لوقف لاطلاق النار بعد أن وافق القذافي على خطة خارطة طريق طرحها الاتحاد الافريقي لانهاء الصراع في ليبيا وتتضمن وقفا فوريا لاطلاق النار.
وقالت أوانا لونجيسكو المتحدثة باسم الحلف في بيان "احطنا علما بتقارير عن اقتراح من الاتحاد الافريقي لوقف اطلاق النار. كان الحلف على اتصال دائم منذ بداية الازمة الليبية بالاتحاد الافريقي وغيره من المنظمات الاقليمية والدولية."
وأضافت "وكنا نوضح دائما انه ليس هناك اي حل عسكري خالص لهذه الازمة. ونحن نرحب بكل المساهمات في الجهود العالمية الكبيرة الرامية الى وقف العنف ضد الشعب الليبي."
وقال مسؤول اخر بالحلف ان طائراته تحلق في المجال الجوي لليبيا يوم الاثنين وان القوات الحكومية الليبية قصفت مدينة مصراتة الليبية المعقل الوحيد الرئيسي للمعارضة في الغرب والمحاصرة منذ اسابيع صباح يوم الاثنين.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز "لا يبدو أن هذا الحديث عن اتفاق للسلام له اي محتوى في هذه المرحلة."
وقال "سنواصل ممارسة الضغط على القوات التي تهدد المدنيين وستستمر عملياتنا."
وأضاف "طائراتنا ما زالت تحلق وحين نرى تهديدا للمدنيين سنتدخل."
واعتبر الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثنين ان "اي وقف لاطلاق النار يتم التوصل اليه في ليبيا" يجب ان يكون "ذا مصداقية ويمكن التثبت منه".
وقال راسموسن ان وقفا محتملا لاطلاق النار يجب ان يكون "ذا مصداقية ويمكن التثبت منه".
واوضح في مؤتمر صحافي انه ليكون وقف اطلاق النار مقبولا يجب ان "يلبي ثلاثة شروط، اولا ان يكون ذا مصداقية ويشمل حماية فاعلة للسكان المدنيين، وثانيا ان يكون قابلا للتثبت والاشراف في شكل فاعل، واخيرا ان يسهل عملية سياسية تهدف الى تنفيذ الاصلاحات السياسية الضرورية وتلبية الرغبات المشروعة للشعب الليبي".
كما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الاثنين ان أي وقف مقترح لاطلاق النار في ليبيا ينبغي أن يلبي الشروط التي وضعتها الامم المتحدة.
وأضاف "لا ينبغي ابرام وقف لاطلاق النار لا يلبي شروط قراري مجلس الامن رقم 1970 و1973 بالكامل أو لا يقبله من يمثلون المعارضة في ليبيا بمن فيهم المجلس الوطني الانتقالي."
وأضاف في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية ايطاليا فرانكو فراتيني "أي شيء دون ذلك سيكون خيانة لشعب ليبيا وسيصب في مصلحة النظام الذي أعلن وقفين وهميين لاطلاق النار منذ بدء القتال دون أن تتوقف الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها ولو للحظة."
وقال هيج وفراتيني ان على القذافي أن يرحل عن السلطة.
واضاف أن "وقف اطلاق النار (في ليبيا) يتضمن رحيل القذافي ليس كشرط مسبق ولكن كعنصر سياسي."
