معارك عنيفة بالجبل الغربي وقلق بمصراتة مع انتهاء مهلة القذافي

تاريخ النشر: 03 مايو 2011 - 08:06 GMT
مدنيون ليبيون يفرون من المعارك الى تونس عبر معبر الذهيبة
مدنيون ليبيون يفرون من المعارك الى تونس عبر معبر الذهيبة

صعدت القوات الحكومية هجماتها على المناطق التي يسيطر عليها الثوار في الجبل الغربي في ليبيا ليل الاثنين بينما، تضاعفت مخاوف السكان في مصراتة المحاصرة مع انتهاء مهلة حددها نظام القذافي حتى الثلاثاء لتسليم انفسهم.

وقال متحدث باسم الثوار ان قوات القذافي قصفت بلدة الزنتان التي تسيطر عليها المعارضة في منطقة الجبل الغربي مساء الاثنين.

وقال المتحدث عبد الرحمن ان عشرة صواريخ على الاقل سقطت على البلدة. وقال لرويترز في اتصال هاتفي "اطلقتها قوات القذافي المتمركزة الى الشمال من الزنتان."

وتعرضت بلدات الامازيغ في الجبل الغربي القريبة من حدود تونس لقصف القوات الحكومية بعد انضمامها الى الاضطرابات المناهضة للقذافي المندلعة قبل شهرين.

وقال سكان الاثنين ان الناس في بلدة يفرن الليبية التي يسيطر عليها المعارضون وتحاصرها قوات موالية للقذافي بدأوا يعانون من نقص المواد الغذائية ومياه الشرب والامدادات الطبية.

وبلدة يفرن التي تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي العاصمة الليبية جزء من منطقة الجبل الغربي حيث انتفض سكانها -ومعظمهم من عرقية الامازيغ- قبل شهرين ضد حكم القذافي.

ومنذ ذلك الحين تعرضت بلدات على امتداد الجبل الغربي للهجوم من جانب قوات القذافي لكن روايات السكان الفارين تشير الى ان يفرن وهي من أكبر المراكز السكانية في المنطقة تعرضت لاسوأ المصاعب.

ومثل باقي الجماعات المناهضة للقذافي في مناطق اخرى من ليبيا يريد المعارضون في الجبل الغربي المزيد من الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي.

قلق في مصراته

على صعيد اخر، تضاعفت مخاوف السكان في مصراتة التي تحاصرها قوات العقيد معمر القذافي منذ اكثر من شهرين، مع انتهاء مهلة حددها النظام الليبي للثوار حتى الثلاثاء لتسليم انفسهم وتشديد الحصار على الميناء، طريق التموين الوحيدة للمدينة.

فبعد هجوم نفذته كتائب القذافي صباح الاثنين عاد الهدوء صباح الثلاثاء الى المدينة الثالثة في البلاد على بعد 200 كلم شرق طرابلس. وسمعت بعيدا انفجارات عميقة على فترات متباعدة بحسب مراسل فرانس برس.

ودمرت بالامس دبابتان لقوات القذافي التي حاولت الدخول الى المدينة بحسب مصادر الثوار. وافادت مصادر طبية ان حصيلة معارك الاثنين بلغت 14 قتيلا وحوالى 30 جريحا.

وتشهد مصراتة منذ اسابيع معارك بين الثوار وقوات القذافي. وتمكن الثوار في 25 نيسان/ابريل من اخراج قوات القذافي من المدينة، التي شهدت حينها اجواء احتفالية.

اما اليوم فيسود شوارعها هدوء ثقيل.

وقال عبد الباري (20 عاما) "لست قلقا. القذافي لن يفعل شيئا، انه يكذب كالعادة. لن يفعل شيئا ان شاء الله".

غير ان الطالب "قلق جدا" حيال الميناء. وقال "ان اغلق فلن تاتي السفن التي تنقل الينا المساعدات، وسيصبح الوضع اكثر صعوبة".

وعرض النظام الليبي الجمعة عفوا عاما عن الثوار في المدينة ان القوا السلاح ضمن مهلة تستمر الى الثلاثاء. كما هدد بضرب السفن التي تدخل الميناء والقى ثلاثة الغام في المياه مقابل سواحل مصراتة، اعلن الحلف الاطلسي انه تمكن من تدمير لغمين منها.

مساء الاحد تعرض الميناء لقصف عنيف من قوات القذافي. ويستخدم الميناء بشكل اساسي لتموين المدينة التي يقطنها نصف مليون شخص تحت الحصار وهو المنفذ الوحيد للاجئين الساعين الى الفرار من المعارك.

وما زالت سفن انسانية وخصوصا سفينة تابعة للمنظمة الدولية للهجرة تقف مقابل مرفأ مصراته بانتظار ضوء اخضر من الحلف الاطلسي لترسو في الميناء.

صباح الثلاثاء اصطف عشرات السكان في طوابير احيانا لمدة ساعتين امام احد مخابز وسط المدينة. وبات الخبز نادرا على غرار اللحم فيما اختفت الخضار والفواكه تقريبا.

وبعد اكثر من ستة اسابيع على بدء التدخل العسكري الدولي في ليبيا في 19 اذار/مارس بموجب تفويض من الامم المتحدة لوضع حد لقمع القذافي الدامي للاحتجاجات على نظامه، ستعقد مجموعة الاتصال حول ليبيا اجتماعا اخر في روما الخميس.

وستحاول المجموعة التوصل الى حل سياسي للنزاع الذي وصل الى طريق مسدود عسكريا وسط خطر تفاقم الازمة الانسانية.

ومن ضمن المحادثات حول الازمة يبرز ملف تسليح الثوار وتمويل حركتهم عبر شراء النفط من شرق البلاد الخاضع لهم.

من جهة اخرى اعلنت الخارجية البريطانيةان السفير الليبي في بريطانيا غادر اراضيها، بعد ان اعطته مهلة 24 ساعة الاحد لذلك ردا على استهداف السفارة البريطانية في طرابلس بهجمات.

وتعرض عدد من المباني الدبلوماسية في العاصمة لهجمات الاحد من بينها مقار ايطالية وبريطانية اثر مقتل ابن القذافي سيف العرب وثلاثة من احفاده في غارة لحلف الاطلسي مساء السبت على طرابلس.