ناشد عضو بارز في نظام ليبيا زعماء المحتجين بدء حوار، لكن هؤلاء رفضوا أي حوار لا يكون على اساس تنحي معمر القذافي الذي تقدمت قواته الاثنين صوب مرفأ راس لانوف لاستعادته من الثوار.
وظهر جاد الله عزوز الطلحي الذي كان رئيسا للوزراء في ليبيا في الثمانينات وهو من شرق ليبيا في التلفزيون الحكومي وهو يقرأ كلمة موجهة لشيوخ القبائل في بنغازي القاعدة الرئيسية للمعارضين المسلحين المناهضين للقذافي.
وطلب منهم منح فرصة للحوار الوطني وحل الازمة والمساعدة في وقف اراقة الدماء وعدم منح الاجانب فرصة لاحتلال البلاد ثانية.
ولم تشر المناشدة الى أي تنازلات قد تكون حكومة القذافي مستعدة لتقديمها. وقال المحتجون انهم لن يقبلوا بأي شيء أقل من انتهاء حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود من الزمان.
وقال أحمد جبريل المسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار انه على معرفة وثيقة بالطلحي وهو شخصية محترمة في ليبيا كرجل وقف أمام القذافي الا أنه أضاف أن المحتجين أوضحوا أن أي مفاوضات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي مشيرا الى أنه ليست هناك أي تسوية أخرى
وحقيقة أن مناشدة الطلحي أذيعت في التلفزيون الحكومي تشير الى أنها تحظى بتأييد رسمي.
وحتى الان لم يبد القذافي وأعوانه استعدادا يذكر للحوار ويصفون المحتجين بانهم شبان مسلحون وقعوا تحت تأثير المخدرات ويتلاعب بهم تنظيم القاعدة وقوى أجنبية.
التقدم شرقا
وفي هذه الاثناء، تقدمت قوات القذافي صوب مرفأ راس لانوف الواقع تحت سيطرة المحتجين في هجوم مضاد يوم الاثنين أرغم السكان على الفرار والمحتجين على اخفاء أسلحتهم في الصحراء.
وذكر شهود عيان لرويترز أن القوات الليبية تتحرك عبر الطريق الساحلي الاستراتيجي شرقي بلدة بن جواد التي استعادتها القوات متجهة الى راس لانوف الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا والتي يوجد بها مجمع نفطي رئيسي.
وشاهد مراسل رويترز قوات القذافي على بعد نحو خمسة كيلومترات شرقي بن جواد مساء يوم الاحد مما يشير الى أن قوات القذافي تتقدم ببطء ولكن بثبات.
وقال أحمد العريبي وهو سائق لرويترز "توجهت الى بن جواد وقبل أن أصل للبلدة بنحو 20 كيلومترا رأيت قوات القذافي وشاحنة كبيرة ومركبات تابعة للجيش ومقاتلة تتحرك ببطء في هذا الاتجاه."
وأضاف سائق اخر يدعى خليفة سعد "رأيت شاحنات للجيش وكنت على بعد نحو 20 كيلومترا (من بن جواد)." في حين ذكر شاهد اخر أن العديد من الشاحنات تتجه صوب راس لانوف.
وعرض تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية أيضا تغطية لتلفزيون رويترز يوم الاحد لشاحنة وطائرة قرب بن جواد تتجهان صوب راس لانوف.
وكانت السيطرة على راس لانوف مثلت انتصارا كبيرا للمحتجين يوم الجمعة الا أن تقدهم صوب بلدة سرت مسقط رأس القذافي على الطريق المؤدي الى طرابلس توقف عند بن جواد حيث تقهقر المحتجون اثر تعرضهم لاطلاق نيران.
وأجلى صحفيون من فندق راس لانوف الرئيسي قبيل الفجر بعد أن حذر العاملون هنك قائلين ان ليس بامكانهم ضمان سلامتهم ولم يقابل الصحفيون سوى عدد قليل من المحتجين الذين بدا عليهم بشكل واضح القلق عند نقطتي تفتيش في طريقهم خارج المرفأ النفطي متجهين شرقا.
وعاد بعض الصحفيين ولكن العاملين بالفندق لم يعودوا. وكان أحد المعارضين المسلحين يقدم القهوة للضيوف وهو يضع بندقيته على كتفه.
وقال أحد المحتجين لرويترز على الطريق السريع "سمعنا أن نقاطنا ستقصف ومن ثم أبعدنا أسلحتنا." وقال اخر "أخذناها (الاسلحة) الى الصحراء."
وقال محتج ثالث ان المعارضين المسلحين يعيدون الانتشار في الصحراء للاعداد لمحاولة لاستعادة بن جواد.
وقبل ذلك بليلة كان بالامكان رؤية قادة المعارضة المسلحة يجلسون في بهو فندق راس لانوف ومعهم ورقة كبيرة عليها أسهم باللون الاحمر تشير الى مختلف الاتجاهات ويخططون لعملية عسكرية ما.
ولكن علامات التوتر بين المحتجين عند نقاط التفتيش حلت محل الشعور بالثقة الذي كان سائدا بينهم من قبل وقالوا ان العائلات تفر من راس لانوف وبن جواد للابتعاد عن أي ضرر محتمل.
وقال رب أسرة في سيارة مليئة بالمتعلقات "نغادر ببساطة لان ذلك سيكون أكثر أمانا بالنسبة لنا."
واتهم محتجون قوات القذافي باستخدام سكان بن جواد كدروع بشرية في القتال.
وجاء فرار المحتجين من بن جواد بشكل مفاجيء.
تراجع فجأة مئات من المحتجين في شاحنات وعربات أخرى بسرعة فائقة في اتجاه راس لانوف لاعادة تنظيم صفوفهم وقال كثيرون انهم يخشون تقدما من جانب الجيش ولكن البعض يريد العودة على الفور الى خط الجبهة.