اعلن الثوار الليبيون الجمعة انهم صدوا هجوما لقوات القذافي على مدينة مصراتة، وان عدد ضحايا المواجهات منذ اندلاع الثورة في البلاد بلغ نحو عشرة آلاف قتيل.
واعلن عن عدد القنلى عبد الحفيظ جوقة الناطق باسم المجلس الانتقالي في معقل الثوار في بنغازي الذي قال ان 3500 قتيل سقطوا في طرابلس ومصراتة وحدهما.
وقال جوقة في تصريحات لوكالة الانباء الالمانية ان "حوالي ألفي شخص قتلوا في العاصمة طرابلس ومصراتة بالإضافة إلى ما يقرب من 1500 قتيل في الزاوية".
وقال "سوف نواصل ثورتنا سواء استغرق الأمر شهرا أو شهرين أو حتى عاما كاملا إذا اقتضى الأمر".
ياتي ذلك فيما شنت القوات الحكومية الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي هجوما يوم الجمعة على المناطق الشرقية لمدينة مصراتة الساحلية مما دفع السكان الى الفرار ولكن المعارضة قالت انها صدت الهجوم.
وقال متحدث باسم المعارضة ان القوات الحكومية تقدمت صوب منطقة اقزير المأهولة بالسكان في محاولة لاضعاف سيطرة المعارضة على مصراتة حيث تحتشد العائلات معا في الاحياء الامنة القليلة المتبقية.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم الجمعة انه من المتوقع ان تصل سفينة معونة انسانية استأجرتها الى مدينة مصراتة في منتصف نهار السبت لكنها لم تقدم تفاصيل عن امدادات الاغاثة التي تحملها السفينة.
وقال حسن المصراتي المتحدث باسم المعارضة لرويترز تليفونيا انه جرى التصدي للهجوم من ناحية الشرق وان القوات الحكومية الموالية للقذافي دحرت.
وقال معارض اخر ان القوات الموالية للقذافي أرسلت دبابة على طريق طرابلس في محاولة لتأكيد سيطرتها على الطريق السريع الاستراتيجي الذي يخترق وسط مدينة مصراتة من أطرافها الغربية بعد أن هاجمت المعارضة مواقع القناصة الموالين للحكومة.
وحصنت المعارضة مناطق في الشريان الرئيسي باستخدام حاويات ضخمة مليئة بالرمال والحجارة في محاولة لعزل المسلحين. وقال جمال سالم ان المتمردين دمروا الطوابق الدنيا من بناية التأمين متعددة الطوابق مما أدى الى حصار عشرات القناصة.
وقال لرويترز في اتصال تليفوني ان القناصة محاصرون الان بشكل كامل في المبنى لا يستطيعون الحصول على دعم ولا يستطيعون مغادرة المبنى.
ويقول السكان انهم يواجهون مع العمال المهاجرين المحاصرين في مصراتة نقصا في المواد الغذائية الاساسية وان امدادات الكهرباء والمياه تعمل بشكل متقطع. وقال أطباء في الايام القليلة الماضية ان المستشفيات تنوء من أعداد المصابين.
ولا يمكن التحقق من التقارير الواردة من مصراتة بشكل مستقل لان السلطات الليبية لا تسمح للصحفيين بالعمل بحرية في المدينة.
وقال مقاتلون من المعارضة ان مأساة أعداد السكان النازحين في مصراتة الاخذ في التزايد أصبح مشكلة خطيرة. وتحتشد العائلات في مصراتة في الاحياء الامنة القليلة المتبقية وتبحث عن ملاذ امن في أبنية المدارس.
وقال المصراتي ان المدارس تحولت الى مخيمات للنازحين. وأضاف أن لا أحد يعلم متي سينتهي هذا الوضع ولا كيف سينتهي.
وطلبت قوات المعارضة في مصراتة من القوى الاجنبية امدادهم بالاسلحة.
وقال سالم وهو عضو في لجنة الاعلام التابعة للمعارضة ان الهجمات الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي غير فعالة على ما يبدو وان المعارضة لا تريد من الحلف ارسال قوات الى المدينة وبالتالي يكون تسليح المعارضة هو الحل الوحيد.
وقال حلف الاطلسي ان حماية المدنيين في مصراتة أولوية.
وقال كريستيان كاردون المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان شحنة المساعدات ستصل الى مدينة مصراتة في منتصف نهار السبت. وتأتي هذه الشحنة بعد توصيل امدادات غذائية وطبية من برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة يوم الخميس.
وأضاف "الاجتماعات مستمرة في طرابلس" في اشارة الى المحادثات التي بدأت قبل أكثر من أسبوع بين مسؤولين كبار من اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومسؤولين ليبيين لتوسيع حرية وصول الوكالة الى المدنيين المحاصرين بسبب الصراع.
