25 قتيلا بـ"جمعة التحدي" في سوريا وعقوبات اوروبية ضد 14 مسؤولا

تاريخ النشر: 06 مايو 2011 - 03:38 GMT
لقطة من فيديو تظهر متظاهرين في شوارع حمص
لقطة من فيديو تظهر متظاهرين في شوارع حمص

قتل 25 شخصا عند تفريق الامن تظاهرات في عدد من المدن السورية خرجت في اطار "جمعة التحدي"  رغم قرار النظام حظر التظاهر واستمرار حصار العديد من المدن والاعتقالات الواسعة، فيما فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على 14 مسؤولا سوريا لدورهم في قمع التظاهرات غير أن الرئيس بشار الاسد لم يكن من بينهم.
وقال زعيم عشائري محلي لرويترز إن قوات الامن السورية قتلت أربعة محتجين يوم الجمعة في مدينة دير الزور التي تقع في المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط في البلاد.
وهذه هي المرة الاولى التي يسقط فيها قتلى في دير الزور منذ بدأت الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الاسد قبل نحو سبعة اسابيع. والمنطقة هي مصدر أغلب انتاج الخام السوري الذي يبلغ اجمالا 380 ألف برميل يوميا.
وقال الزعيم العشائري ان الاف السكان الغاضبين تجمعوا لمزيد من الاحتجاجات في المدينة بحلول الليل.
وقال عمار القربي الذي يرأس المنظمة السورية لحقوق الانسان متحدثا لرويترز عبر الهاتف من مصر "تأكد مقتل ستة في حماة و15 في حمص حتى الان."
وقال ايضا ان سكانا في مدينة بانياس الساحلية يخشون احتمال تعرض المدينة لاقتحام من جانب الجيش الذي نشر على مسافة اربعة كيلومترات.
وقال التلفزيون السوري الحكومي ان ضابطا في الجيش واربعة من افراد الشرطة قتلوا برصاص "عصابة مسلحة" في مدينة حمص الجمعة.
وذكر الناشط الحقوقي نجاتي طيارة ان "عدة تظاهرات جرت في مدينة حمص الا ان قوات الامن استخدمت النار لتفريق المتظاهرين في احداها عندما وصلت الى باب دريب" في مركز المدينة.كما اكد عدة ناشطين مقتل المتظاهرين الخمسة.
واكد ناشط حقوقي من مدينة حمص طالبا عدم كشف اسمه ان "عدة دبابات دخلت مدينة حمص وتوضعت في عدة امكنة في مركز المدينة". كما اشار الناشط الى "وجود عشرات الدبابات التي انتشرت في الاحياء التي تقع على اطراف المدينة مثل بابا عمرو (غرب) ودير بعلبة (شمال شرق) والستين في حي عشيرة (شرق)".
ودعت الاجهزة الامنية عبر مكبرات صوت علقتها على شاحنات صغيرة، الذين شاركوا في التظاهرات الى التوجه الى مقاسم الشرطة في احيائهم وتسليم انفسهم ان "لم يكونوا يريدون ان يتم القبض عليهم ومعاقبتهم". كما اجبرت السلطات اصحاب المحال التجارية المفتوحة الى اغلاق محالهم والعودة الى منازلهم كما دعت السكان الى عدم الخروج، حسب الناشط نفسه.
اعتقالات وتحذيرات
من جهة ثانية، اعلن الناشط الحقوقي نجاتي طيارة ان "قوات الامن قامت بعملية تمشيط ليل الخميس الجمعة وقامت باعتقال العشرات في عدة احياء" في حمص.
واهابت وزارة الداخلية في بيان "بالمواطنين في الظروف الراهنة (...) الامتناع عن القيام باي مسيرات او تظاهرات او اعتصامات تحت اي عنوان كان الا بعد اخذ موافقة رسمية على التظاهر". واوضحت ان طلبها يأتي من اجل "المساهمة الفاعلة في ارساء الاستقرار والامن ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق هذا الهدف الوطني".
الا ان ناشطين تحدوا قرار الداخلية ودعوا الى التظاهر في "جمعة التحدي 6 ايار/مايو 2011". وعنون موقع "الثورة السورية 2011" الذي انشاه ناشطون شبان "سوريا، الحرية قريبة، الشعب يريد اسقاط النظام". ويقول نص الدعوة "مع جمعة التحدي رسالة لكل من يعي نحن هنا ولن يمر من هنا القراصنة .ليس بعد اليوم اجسادنا للحرية فداء للكرامة فداء للعزة فداء ومن اجلها نتحدى العالم"
وفي ريف دمشق، تظاهر الالاف في بلدة سقبا التي شهدت صباح الخميس اعتقال اكثر من 300 شخص بينهم عدة مشايخ خلال حملة اعتقالات شنتها الاجهزة الامنية بمساندة من الجيش. وافاد ناشط حقوقي ان "المتظاهرين طالبوا بالافراج عن المعتقلين وهتفوا بشعارات مناهضة للنظام".
وفي شمال شرق سوريا، افاد الحقوقي حسن برو لوكالة فرانس برس ان "نحو خمسة شخص تظاهروا في القامشلي (680 كلم شمال شرق دمشق) هاتفين بشعارات تدعو الى الوحدة الوطنية وتضامنية مع اهل درعا". واضاف برو ان "اكثر من ثلاثة الاف شخص خرجوا في منطقة عامودا (20 كلم القامشلي) رغم استدعاء الجهات الامنية لعدة شخصيات للتوقيع على تعهدات بعدم التظاهر". كما اشار الى "مظاهرة شارك فيها نحو الف شخص في منطقة الدرباسية (50 كلم غرب القامشلي) اطلقت شعارات بينها +لا جماعة ولا احزاب ثورتنا ثورة شباب+"
وفي حمص، حيث انتشرت الدبابات "اطلقت قوات الامن النار لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا الجمعة في مركز المدينة" حسبما افاد ناشط للوكالة.
كما اشار ناشط اخر للوكالة ان "نحو خمسة الاف شخص خرجوا للتظاهر في مدينة بانياس" الساحلية حيث تجمع الخميس بالقرب منها عشرات الدبابات والمدرعات بالاضافة الى تعزيزات ضخمة من الجيش الخميس تمهيدا لمهاجمتها، بحسب ناشطين حقوقيين.
واشار احد الناشطين "يبدو انهم ينوون الهجوم على بانياس كما سبق وفعلوا في درعا" جنوب البلاد. كما اشار الى خروج العديد من المظاهرات في كفر نبل التابعة لريف ادلب (شمال غرب) حيث اعتقل الاسبوع الماضي اكثر من 25 شخصا.
واعتقلت الاجهزة الامنية الجمعة رياض سيف احد ابرز شخصيات المعارضة السورية، حسبما افاد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن للوكالة ان "الاجهزة الامنية اعتقلت المعارض البارز رياض سيف بعد صلاة الجمعة في محيط جامع الحسن في حي الميدان" الواقع في مركز دمشق.
ورياض سيف (65 عاما) ينتمي الى مجموعة من 12 معارضا وقعوا على "اعلان دمشق" الذي يدعو الى تغيير ديموقراطي في سوريا. وقد حكمت عليهم جميعا في تشرين الاول/اكتوبر 2008 محكمة الجنايات الاولى في دمشق بالسجن سنتين ونصف السنة بتهمة "نقل انباء كاذبة من شانها ان توهن نفسية الامة". وافرجت عنه السلطات في تموز/يوليو 2010 بعدما انهى فترة عقوبته في السجن.
وعلى الارض يستكمل الجيش السوري الجمعة خروجه الذي بداه الامس من مدينة درعا، معقل الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ منتصف اذار/مارس. وقال اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري ان "وحدات الجيش تتابع خروجها تدريجيا"، مشيرا الى ان "الوحدات استمرت بالخروج خلال الليل من درعا".
وذكر شهود ان نحو 350 جنديا استقلوا الخميس نحو عشرين ناقلة جنود الصقت عليها صور الرئيس السوري بشار الاسد وغادروا نحو الساعة العاشرة (7,00 تغ) المدينة التي تبعد عن دمشق 100 كلم.
واشار اللواء حداد الى "ارتياح كبير لدى الاهالي بعد مجئ الجيش لانه نشر الامن" لافتا الى ان "القناصة كانوا يطلقون النار على الناس من الاسطحة". واكد ان السلطات "قامت بالقبض على نحو 600 شخص في درعا منذ دخول الجيش في 25 نيسان/ابريل".
عقوبات اوروبية
على صعيد اخر،  اتفق الاتحاد الاوروبي الجمعة على فرض عقوبات على 14 سوريا لدورهم في قمع حكومي عنيف للمحتجين غير أن الرئيس السوري بشار الاسد لم يكن من بين من استهدفتهم العقوبات على الفور.
وقال الاتحاد عقب اجتماع لسفراء الدول الاعضاء به وعددها 27 انه سيفرض بصفة فورية تجميدا للاصول وقيودا على السفر ضد 13 مسؤولا سوريا وشخص اخر. وتم ترك الباب مفتوحا لاحتمالات ضم "أعلى مستوى في القيادة" في الايام القادمة. ولم يكن وزير الدفاع ضمن القائمة.
وفي حال عدم اعتراض أي من دول الاتحاد على القائمة قبل يوم الاحد المقبل ستتم الموافقة الرسمية على الاجراءات يوم الاثنين على أن تنشر في الصحيفة الرسمية للاتحاد لتصير قانونا يوم العاشر من مايو ايار. وقال دبلوماسيون ان من الممكن تحديث القائمة قبل ذلك الموعد.
ولا تتضمن العقوبات أي اجراء ضد صناعة النفط السورية وصادراته لكنها تأتي بعد قرار صدر الاسبوع الماضي بفرض حظر لاي سلاح متجه الى سوريا.
وقال مسؤول بالاتحاد عن قرار تجميد الارصدة وحظر السفر "هناك اتفاق من حيث المبدأ. يرجح أن الموافقة عليه رسميا" منتصف الاسبوع المقبل.
وامر الاسد الذي يواجه تحديا هو الاخطر لحكمه الممتد منذ 11 عاما الجيش بسحق المتظاهرين الذين الهمتهم الانتفاضات المناهضة للحكومات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وتقول جماعات معنية بحقوق الانسان ان قوات الامن والمسلحين الموالين للاسد قتلوا ما لا يقل عن 560 متظاهرا منذ اندلعت الاحتجاجات في 18 مارس اذار.
تظاهرة بالاردن
من جهة اخرى تظاهر نحو 300 اردني الجمعة في مدينة الرمثا الاردنية قرب حدود المملكة مع سوريا تضامنا مع اهالي مدينة درعا السورية، حسبما افاد مصدر امني لوكالة فرانس برس. ووفقا لشهود عيان، حمل المتظاهرون اعلاما سورية واردنية ولافتات بينها "لا لاستباحة دم الانسان في درعا" و"نعم للاصلاحات في سوريا" و"بالروح بالدم نفديك يا درعا".
واعتصم مئات المصلين في بلدة عبرا شرق مدينة صيدا جنوب لبنان الجمعة احتجاجا على "الظلم والدعاية الكاذبة بتورط لبنان في احداث سوريا"، على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وقال الشيخ احمد الاسير امام مسجد بلال بن رباح ان "اتهام تيار المستقبل (الذي يرأسه رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري) بتهريب الاسلحة الى سوريا محاولة لادخال لبنان في الفتنة". ورفع المعتصمون لافتة كبيرة كتب عليها "درعا تحتاج الى مساعدات لا مدرعات".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن