أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء أنها أمرت عدداً من الموظفين غير الأساسيين في سفارة الولايات المتحدة في دمشق وجميع أسر الأميركيين العاملين في السفارة بمغادرة سوريا بسبب حالة عدم اليقين والاضطراب التي تشهدها سوريا.
وبالأمس استدعت الخارجية الأميركية السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، وأبلغته باستنكارها الشديد لاقتحام القوات السورية مدينة درعا ومواصلة قمعها للمتظاهرين.
كما أعلن البيت الأبيض أنه يبحث السبل الكفيلة بزيادة الضغط على النظام السوري على نحو يستهدفه مباشرة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "إننا ندرس عدة خيارات سياسية من بينها فرض عقوبات محددة ردا على الإجراءات المتشددة التي تتخذها الحكومة السورية ولكي نوضح لها أن سلوكها غير مقبول"، علما أن سوريا تقع تحت طائلة بعض العقوبات الأميركية حاليا.
وحث كارني الرئيس السوري بشار الأسد على تطبيق الإصلاحات اللازمة ووقف العنف ضد شعبه.
وقال "يعود للشعب السوري أن يختار قيادته كما ينبغي احترام حقوقه، ويجب ألا يتعرض للهجوم أو القتل وهو يعبر عن مظالمه للحكومة".
500 معتقل
قال مركز سواسية لحقوق الانسان يوم الثلاثاء إن قوات الامن السورية ألقت القبض على حوالي 500 من انصار الحركة المطالبة بالديمقراطية في ارجاء سوريا بعد أن ارسلت الحكومة دبابات لمحاولة اخماد احتجاجات في مدينة درعا.
وقال مالكولم سمارت مدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا في العفو الدولية "باللجؤ الي استخدام المدفعية ضد شعبها اليوم فان الحكومة السورية أظهرت تصميمها على سحق الاحتجاجات السلمية بأي تكلفة ومهما كان الثمن من أرواح السوريين."
واقتحمت قوات حكومية ايضا ضاحيتي دوما والمعضمية في دمشق يوم الاثنين حيث اطلقت النار وقامت باعتقالات بعد يوم من اجتياحها بلدة جبلة الساحلية حيث قتل 13 مدنيا على الاقل وفقا لما قاله ناشطون حقوقيون.
وقال دبلوماسيون ان عدد القتلى المدنيين قد يكون 50 في درعا و12 في المعضمية التي تقع على الطريق الي مرتفعات الجولان المحتلة جنوب غربي دمشق.
وقال دبلوماسي بارز "النظام اختار استخدام العنف المفرط. فهو اتى نفعا في 1982 لكن لا يوجد ما يضمن انه سيؤتي نفعا مرة اخرى في عصر الانترت وكاميرات الهواتف" في اشارة الى سحق تمرد في مدينة حما في 1982 قتل فيه ما يصل الي 30 ألف شخص.
مشروع إدانة أممي
وأعلن دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال يروجون داخل مجلس الأمن الدولي لمشروع إدانة للقمع الدامي للتظاهرات في سوريا، ومن المحتمل أن يتم نشره على الملأ الثلاثاء إذا ما توصل الأعضاء الخمسة عشر داخل مجلس الأمن إلى اتفاق بالإجماع.
ويأتي موقف هذه الدول دعما للدعوة التي أطلقها يوم الجمعة الماضي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إجراء تحقيق شفاف بعد مقتل متظاهرين في سوريا في الأسابيع الماضية.