«العيدية».. كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى العطاء أو العطف وترجع هذه العادة إلى عصر المماليك فكان السلطان المملوكي يصرف راتبًا بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه وكان اسمها «الجامكية».
وتتفاوت قيمة العيدية تبعا للراتب فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية وآخرون تقدم لهم دنانير من الفضة إلى جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة. وفي العصر العثماني أخذت العيدية أشكالا أخرى فكانت تقدم نقودا وهدايا للأطفال واستمر هذا التقليد إلى العصر الحديث في أشكال متعددة يقول د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: العيد في الإسلام يأتي بعد عبادة شاقة مثلما الحال في عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان الكريم وعيد الأضحى بعد أداء فريضة الحج وقد شرع العيد ليكون بمثابة جائزة أو مكافأة لكل من أدى العبادة والهدف الأساسي من العيد هو إدخال السرور والفرحة والبهجة على قلوب المسلمين ومن ثم فإن أي مظهر من المظاهر الحديثة التي تحدث السرور والفرحة في النفوس هو أمر جميل لاغبار عليه بل لابد من تأييده وتشجيعه ولعل العيدية هي إحدى الوسائل التي تدخل البهجة والسرور على قلوب الأطفال وبالتالي فهي تتسق مع الهدف الأساسي من العيد في الاسلام .
ويؤكد أن تقديم العيدية يشجع على الرحمة والتكافل وصلة الرحم وهي أمور حث عليها الإسلام في أكثر من موضع في الكتاب والسنة وبالتالي لابد من الحث على فعلها والإكثار منها لأن منح العيدية للأطفال تحفزهم على استقبال العيد بفرح وسرور وإحياء حب هذه الشعيرة الدينية في نفوسهم. ويضيف: ولاشك أن أسعد لحظات الفرح المرتبطة بالعيد بالنسبة للأطفال هي عندما يمنحهم الأب العيدية باعتبارها تحفيزا لهم وتشجيعا حتى يستغلوا العيد في الفرحة وتحقيق أعلى قدر ممكن من السعادة ويكمن الأثر النفسي في العيد في أنه مناسبة لغسل القلوب والتفكير في عيادة الأهل والأصدقاء والتخطيط لذلك عن طريق التليفون أو الزيارة أو الاجتماع في بيت الأهل.