الإمارات: الأجانب يعيشون أجواء رمضان أيضـا

تاريخ النشر: 23 يوليو 2013 - 12:54 GMT
تجهيزات ما قبل الإفطار في دبي.
تجهيزات ما قبل الإفطار في دبي.

تزدان مدن الإمارات بأنوار رمضانية، ففي العاصمة أبو ظبي مثلاً على الشجيرات طول الطريق لن تخطئ عين المارة عبارات «رمضان كريم» و «أهلاً رمضان» وأشكال الهلال والنجمة والفوانيس، كلها تشع بمختلف الألوان مشيعةً جواً من البهجة الخاصة في المدينة. ولكن ماذا عن الجنسيات العديدة التي تملأ أرض البلاد؟ هل يستقبل الجميع هذا الشهر بالحبور نفسه؟.

«الإمارات بلاد تحترم الثقافات الأخرى»، وبما أن نسبة لا يستهان بها من الأجانب المقيمين فيها مسيحيون، فإن الغريب قد لا يفهم كيف يتعايش هؤلاء وهذا الشهر، ويضيف إريك ماكينز البريطاني الجنسية: «لا يُشعرني رمضان بأي حساسية. أتفهّم فكرة الصيام، كوننا نصوم أيضاً، لذا لا أجد صعوبة في ألا أجاهر بتناول الطعام احتراماً للمسلمين. كما أن الإمارات تحفل بالفنادق التي تخصص مطاعم مغطاة لنا، والأهم أن النهار قصير خلال رمضان، فبعد الدوام يلجأ الغالبية إلى بيوتهم، حتى أنا أفعل ذلك».

البعض لا يرى نهار رمضان محبباً، فيقول شون غراي: «لا أحبذ فكرة ألا آكل في الصباح لأن غيري صائم، لكن رمضان في الليل هو ما يعنيني. أحب الشيشة كثيراً، لذا أمضي أوقاتاً طويلة في خيم الفنادق ومقاهي الشيشة خلال رمضان، إذ يكون جوها أجمل مع الديكور الرمضاني التقليدي وموسيقى العود والقانون».

لرمضان أجواء أخرى كثيرة غير الصيام، فالخيم الرمضانية مقصد كل الجنسيات. يقول الهندي سياد ثمارات: «أنتظر رمضان كل عام، فالخيم الرمضانية تحفل بأجواء الجلسات المحببة، وترى الناس جميعاً صغاراً وكباراً يمضون وقتاً ممتعاً، ليس في الإفطار فحسب، بل حتى وقت السحور. والجميل في جلسات رمضان الليلية أنها دافئة، الجميع يبتسمون ويتواضعون مع الآخرين، حتى لو اختلفت ألوانهم أو دياناتهم».

ليست الخيم وحدها ما يميز رمضان في الإمارات، بل حملات التبرعات والمشاريع الخيرية التي تجمع خلالها إمارتا دبي وأبو ظبي المال للمحتاجين والفقراء والأطفال حول العالم، وتتضافر مؤسسات حكومية وخاصــة في ما يشبه احتفالية كبرى للخير.

مثلاً تقيم مؤسسة دبي العطاء حملة هائلة للتبرعات سعياً لتوفير التعليم المناسب للأطفال في الدول النامية، وتشارك في هذه الحملة مؤسسات تجارية كبرى.

وعلى هاتفـــك النقال، إن كنت في الإمارات، ستجد رسالة نصية تحضّك على المشاركة في حملة «كسوة مليون طفل محروم حول العالم»، بتبرعات بسيطة تتراوح بين 10 و100 دولار، عبر خطوط شركة «اتصالات».

يشارك في هذه الحملات أغلب سكان البلاد من مختلف جنسياتهم، وتقول الأسترالية جين ايتونس: «أشعر بالرغبة في العطاء خلال رمضان. أرى الجميع يقدمون تبرعات، ويطعمون الناس مجاناً في ساعات الغروب، وحتى الشرطة توزع التمر والحليب على الطرق لركاب السيارات ساعة الإفطار». وتضيف: «أفضل شراء الألماس في شهر رمضان، فبعض المحلات تبيعه بحسم ٧٠ في المئة، وتعرض تشكيلات مميزة كاقتراحات للهدايا».

ومن العروض التي تلقى إقبالاً واسعاً في رمضان، الأسعار الخاصة في الفنادق، فالغرف تؤجر بمتوسط لا يتجاوز ١٧٥ دولاراً، بينما الأجنحة تكلف ما بين ٤٩٠ و ٦١٠ دولارات. وبشكل عام متوسط أسعار الإفطار في خيم الفنادق الرمضانية يبلغ ٢٦ دولاراً، بينما الفنادق الفاخرة تتباهى بخيم مميزة أكثر بسعر يصل إلى ٧٦ دولاراً للإفطار.