صيام رمضان في اليابان له نكهة خاصة، حيث تختلط التقاليد والأعراف اليابانية مع الطقوس الإسلامية في أداء العبادات. ويتواجد في اليابان قرابة 450 ألف مسلم يؤدون شعائرهم بكامل الحرية، وذلك باعتبار أن المجتمع الياباني من أهم المجتمعات الديمقراطية الذي يحتوي على تنوع ثقافي غير موجود في أي مكان حيث ينتشر المسلمون اليابانيون في مناطق عديدة منها طوكيو، وفي منطقة كنشاي، وأوساكا، وكوبي، وكيوتو، وفي ناجويا، وفي جزيرة هوكايدو، ومنطقة سنداي، وشيزوكا، وهيروشيما.
ومن العادات التي يقوم بها مسلمو اليابان كل عام في رمضان هي الإفطار المجمع في أحد المساجد الكبيرة، حيث يتناول الصائمون إفطارا بسيطا من الحليب، ثم يؤدون صلاة المغرب وبعدها يتناول اليابانيون المسلمون وجبات شهيرة عندهم تعرف باسم «كايسيكي»، وهي وجبة من الخضروات، وإلى جوار تلك الوجبة توجد العصائر والمخللات الشهيرة والمعروفة بـ «تسوكيمونو»، وهذه الأخيرة تعتبر من المعالم المهمة للمطبخ الياباني، بجوار أطباق الأرز والسمك الشهيرة.
أما في أثناء نهار رمضان فينظم القائمون على تلك المساجد دورات لتحفيظ القرآن الكريم لأبناء الجالية الإسلامية من أجل ربطهم بعمود دينهم ودستوره الأوحد. يذكر أن اليابان بها مسجدان من أشهر وأبرز المعالم الإسلامية في اليابان، الأول مسجد طوكيو الكبير، والثاني مسجد كوبيه، ذو الطراز المعماري الفريد. والمسجد الأخير أصبح من العلامات البارزة في المجتمع المسلم الياباني، منذ العام 1935، حين بناه تجار أتراك بتصميمه الفريد.
ويتكون مسجد طوكيو الكبير، من طابقين، يخصص الأرضي الذي يسع نحو 2500 مصل للرجال والأطفال، فيما يخصص الطابق الثاني للنساء والفتيات، أما المركز الثقافي التركي، فيضم قاعات لعرض أفلام تسجيلية تشرح المنهج الإسلامي لليابانيين، فضلاً عن مكتبة تضم كتب التراث الإسلامي، وترجمات معاني القرآن الكريم، وقصص الأنبياء. وينظم المركز ندواته، ويفتح أبوابه لليابانيين جميعاً سواء من المسلمين أو من غيرهم، كما يقيم موائد إفطار جماعية، تحاول جمع المسلمين في جميع أنحاء اليابان في الشهر الكريم.
