اسرائيل تتوعد "مريم" والمنظمون يرجؤون ابحارها

تاريخ النشر: 21 أغسطس 2010 - 09:28 GMT
المنظمون يرجؤون ابحارها
المنظمون يرجؤون ابحارها

يتجه منظمو رحلة سفينة "مريم" للمساعدات الإنسانية التي كان يفترض أن تبحر مساء الأحد من مرفأ طرابلس في شمال لبنان إلى غزة، إلى تعليق رحلتهم، بعد رفض قبرص السماح لهم بالرسو في مرافئها، بحسب الناطقة باسم الرحلة.

وقالت المتحدثة ريما فرح لفرانس برس "نحن نجري اتصالات عاجلة عبر أكثر من قناة ببعض الدول المحيطة بنا، وبينها تركيا واليونان، للحصول على إذن بالرسو في احد موانئها، في ضوء إعلان وزير النقل اللبناني بعدم السماح لنا بالإبحار إذا لم نجد ميناء يوافق على استقبالنا". وأضافت "تبلغنا الرفض القبرصي لاستقبالنا وموقف وزير النقل من وسائل الإعلام".

وكان الوزير غازي العريضي قال لفرانس برس الجمعة أن "لا ضمانات" بأن سفينة مريم ستبحر الأحد "لان قبرص لم تعطها الموافقة" لكي ترسو في موانئها أو تعبر مياهها الإقليمية في اتجاه غزة. وأوضح العريضي مرارا إن السلطات اللبنانية لن تسمح لأي سفينة بالانطلاق من لبنان إلا إذا استوفت الشروط القانونية.

ولبنان وإسرائيل في حالة حرب معلنة، ولا يعترف لبنان بالدولة الإسرائيلية ولا بسلطتها على ميناء غزة.

في هذه الأثناء، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الحكومة اللبنانية إلى "تحمل مسؤوليتها ومنع إبحار" السفن. وأضاف "في حال أصرت السفينة على القدوم على الرغم من الحصار المطبق، فإن إسرائيل ملتزمة وقفها وتوجيهها إلى مرفأ اشدود" الإسرائيلي.

وقالت منظمة الرحلة سمر الحاج في حديث إلى تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للإرسال" إن "لا حماس في الداخل للرحلة"، مضيفة "استقطبنا الرأي العام، لكن لم نر حماسا على مستوى المسؤولين". وناشدت وزير النقل معاملة قبرص بالمثل ومنع البواخر القبرصية من الرسو في المرافئ اللبنانية.

ورأى النائب احمد فتفت (أكثرية) في مقابلة مع القناة نفسها إن "الاستفزاز يعطي إسرائيل حججا إضافية لتظهر نفسها بمظهر الضحية"، مضيفا إن "هذا لا يصب في مصلحة المواطن اللبناني". ودعا منظمي رحلة "مريم" إلى إرسال المساعدات الإنسانية إلى ميناء "العريش" المصري ومنها إلى غزة.

وقتل تسعة أتراك في 31 أيار/مايو الماضي عندما هاجمت وحدات عسكرية إسرائيلية أسطولا بحريا محملا بالمساعدات متوجها إلى قطاع غزة الذي تفرض عليه الدولة العبرية حصارا منذ 2006.

وقد أكدت إسرائيل أنها ستستخدم القوة لمنع وصول سفن مساعدات جديدة إلى غزة بعد الإعلان عن استعداد ناشطات من لبنان للإبحار على متن السفينة "مريم" لكسر الحصار المفروض على القطاع.

وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكدت سفيرة إسرائيل في الأمم المتحدة غابرييلا شاليف إن السفينة التي ترفع علم بوليفيا أعلنت أنها "تريد انتهاك الحصار البحري المفروض على غزة".

وأضافت السفيرة الإسرائيلية إن إسرائيل تملك أيضا معلومات حول استعداد سفينة ثانية تحمل اسم "ناجي العلي" للإبحار أيضا من مرفأ لبناني بهدف كسر الحصار. وحذرت شاليف من أن "إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق استخدام كل الوسائل اللازمة لمنع هاتين السفينتين من انتهاك الحصار البحري المذكور".

ورأت أن "التحركات الصدامية للمنظمين والذين يوافقون على عملهم تثير قلقا كبيرا وتتطلب اهتمام الأسرة الدولية". وكان الجيش الإسرائيلي شن هجوما في 31 مايو/أيار الماضي على أسطول دولي للمساعدات كان متوجها إلى غزة ما أدى إلى مقتل تسعة ركاب أتراك.

وردا على سؤال عن التهديدات الإسرائيلية قال العريضي "نحن لا نتجاوب مع رغبات وأمنيات وطلبات ايهود باراك ولا يعنينا هذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد". وأضاف إن "ما يعنينا هو مصلحتنا الوطنية نحددها نحن ونتخذ القرارات التي نراها مناسبة ونمارس سيادتنا على أرضنا ونتخذ القرارات التي تحمينا. أما إسرائيل فهي دولة عدوة موصوفة بممارسات الإرهاب". وبما إن لبنان لا يزال في حالة حرب مع إسرائيل من غير الممكن إبحار أي سفينة من ميناء لبناني مباشرة إلى ميناء إسرائيلي.