تعود هيلاري كلينتون للاجتماع بالرئيس محمود عباس مجددا في مسعى لانقاذ الرمق الاخير من مفاوضات السلام فيما اصرت اسرايل على مواصلة الاستيطان جزئيا.
وقد اجتمعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة وسط محادثات "مكثفة" مع كل من المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل انتهاء تجميد اسرائيلي لانشطة الاستيطان الجديدة يوم الاحد.
ويخشى المسؤولون الامريكيون من انه اذا سمحت اسرائيل بانتهاء تجميد البناء الاستيطاني فان الفلسطينيين سينفذون تهديدا بالتخلي عن محادثات السلام المباشرة التي بدأت هذا الشهر فقط بدعم من الرئيس الامريكي باراك اوباما.
وقال جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى ان"المناقشات مكثفة جدا الان.
"اننا نحث اسرائيل على تمديد التعليق ونوضح ايضا للفلسطينيين اننا لا نعتقد ان من مصلحتهم الانسحاب من المحادثات."
وصرح مسؤولون بان كلينتون التقت مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم الاثنين وعقدت عدة محادثات مع زعماء شرق اوسطيين اخرين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك هذا الاسبوع.
وقال فيلتمان ان المسؤولين الامريكيين يحاولون اقناع الطرفين بايجاد وسيلة من اجل استمرار المحادثات.
واضاف في افادة صحفية"نحث في هذه المرحلة الطرفين على توفير افضل مناخ يؤدي الى التوصل الى نهاية ناجحة للمفاوضات وان يأخذ الجانبان عملية المفاوضات بجدية."
واستغل اوباما كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الخميس ليحث من جديد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على تمديد تجميد النشاط الاستيطاني في الاراضي المحتلة في الضفة الغربية وهي خطوة يعارضها نتنياهو.
ودعا اوباما ايضا الدول العربية الى التحرك نحو اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل والوفاء بتعهداتها بالدعم المالي للسلطة الفلسطينية.
وقال فيلتمان ان كلينتون ابلغت الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان الولايات المتحدة ستواصل الحث على ابرام معاهدة سلام اقليمية شاملة تضم كلا من لبنان وسوريا.
واضاف انها تعتزم اثارة نفس النقطة مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الاثنين .
وستكون تلك اول مرة يلتقي فيها عضو في ادارة اوباما مع مسؤول سوري كبير وسط علامات على ان الجانبين يتحركان صوب تقارب بدأ بعد تولي اوباما الرئاسة
ورغم تمسكها بالاستيطان الذي يعكر السلام ويوقف المفاوضات فقد حثت اسرائيل الفلسطينيين على عدم الانسحاب
وأثار الانتهاء المقرر يوم الاحد لتجميد اسرائيلي استمر عشرة شهور للبناء في مستوطنات يهودية تهديدات من جانب الفلسطينيين بالانسحاب من المحادثات التي يرعاها الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي دعا اسرائيل مرارا الى تمديد التجميد.
وجدد أوباما دعوته من منبر الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الخميس مما زاد الضغوط على الدولة العبرية.
وتملص رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو - الذي تضم حكومته الائتلافية اليمينية أحزابا تناصر المستوطنين - من هذه الدعوات حتى الان لكنه قال أيضا ان البناء الجديد في المستوطنات قد يكون على نطاق محدود.
وصرح مسؤول اسرائيلي يوم الجمعة بأن نتنياهو على اتصال بزعماء أمريكيين واخرين من أنحاء أخرى في العالم وان مبعوثين له يعملون مع الامريكيين في اطار "جهود مكثفة لايجاد تسوية يوافق عليها الطرفان لقضية انهاء تجميد البناء."
وأضاف "يجب أن يقال أيضا ان خطة البناء في الضفة الغربية في العام المقبل متواضعة حتى أنها لا يمكن أن تؤثر على الاطلاق في عناصر اتفاق سلام."
ومن الافكار التي تحدث عنها مسؤولون اسرائيليون لتحسين الموقف استئناف البناء الكامل في الكتل الاستيطانية التي ستضمها اسرائيل اليها في نهاية الامر والحد من مشاريع البناء في المستوطنات المنعزلة والحد من موافقتها على اقامة منشات جديدة دون تجميد رسمي.
لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن أكثر من مرة أنه لن يقبل استئناف البناء في المستوطنات وهدد بالانسحاب من محادثات السلام اذا استؤنف البناء.
وقال أحد كبار مساعدي عباس الجمعة لرويترز "لن يوافق الرئيس على بناء ولو منزل واحد في المستوطنات."
وقال مسؤولون مقربون من المحادثات الاسبوع الماضي ان نتنياهو رفض اقتراحا بتمديد تجميد البناء لمدة ثلاثة شهور.
ونقل مكتب نتنياهو عن رئيس الوزراء قوله في بيان ان استمرار البناء الاستيطاني لم يعرقل جولات سابقة من المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين تعود الى عام 1993 .