أفادت مصادر صحافية إسرائيلية يوم الثلاثاء بأن الجيش الإسرائيلي قد نشر طائرات بدون طيار في البحر المتوسط لحماية حقول الغاز التي تم اكتشافها في منطقة متنازع عليها بين إسرائيل ولبنان، من هجمات محتملة يشنها حزب الله اللبناني.
وقالت صحيفة جيروسليم بوست إن هذا الإجراء قد تم اتخاذه في ضوء تهديدات وجهها حزب الله بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية في 10 يوليو/تموز الماضي اعتزامها تقديم مسار منطقتها الاقتصادية إلى الأمم المتحدة. ويختلف هذا المسار بشكل ملحوظ عن المسار الذي اقترحه لبنان على الأمم المتحدة، الأمر الذي زاد من الخلاف بين الدولتين اللتين تتبادلات الاتهامات بالتعدي على المنطقة الاقتصادية الخاصة بكل منهما.
وحذر حزب الله إسرائيل من استغلال "متر واحد" في المنطقة البحرية الواقعة في المنطقة التي تتداخل فيها حدود المناطق الاقتصادية الحصرية التي يطالب بها البلدان.
وذكرت الصحيفة أن الطائرات الإسرائيلية بدون طيار من طراز هرون (مالك الحزين) مجهزة بمعدات بصرية كهربائية خاصة للعمليات في المنطقة البحرية وتقوم بمهمتها على مدار الساعة.
الامم المتحدة
قال مسؤول رفيع بالامم المتحدة ان قادة لبنان واسرائيل يعتقدون ان بوسعهم تجنب المواجهة على الحدود البحرية المتنازع عليها رغم مزاعم متبادلة بالسيادة على مناطق يحتمل أنها غنية بالغاز تحت مياه البحر المتوسط.
ويتنازع البلدان اللذان ما زالا رسميا في حالة حرب على مساحة بحرية قبالة ساحليهما تبلغ 850 كيلومتر مربعا بالقرب من منطقة اكتشفت فيها شركات أمريكية واسرائيلية حقلين ضخمين للغاز الطبيعي.
وفي يوليو تموز وضعت اسرائيل حدودا بحرية تختلف عما قالت انها حدود قدمها لبنان للامم المتحدة. وأقر لبنان الذي لم يبدأ بعد عمليات الاستكشاف قبالة سواحله الاسبوع الماضي قانونا لتحديد حدوده. وقال منسق الامم المتحدة الخاص بلبنان مايكل وليامز ان الاشارات التي تلقاها من البلدين "من مكتبي رئيسي الوزراء في الحالتين" تفيد بأنهما يسعيان لتجنب المواجهة. واضاف وليامز لرويترز في مقابلة "لا يسعى اي منهم لنزاع على هذا الامر... بل على العكس يعتقدون ان بوسعهم تجنب النزاع بشأنه." وكان حزب الله اللبناني الذي خاض حربا مع اسرائيل استمرت 34 يوما قبل خمسة أعوام وساعد في وصول رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الى السلطة في يناير كانون الثاني قال انه سيدافع عن الموارد الطبيعية للبلاد. واكتسبت القضية أهمية بعد اكتشاف حقلين للغاز الطبيعي خلال العامين الماضيين في المياه الاسرائيلية يقدر احتياطيهما بعشرات المليارات من الدولارات. ولم يعلن لبنان اي مزاعم بشأن هذه الاحتياطيات لكنه طلب من الامم المتحدة ضمان ألا تجور الخطط الاسرائيلية على احتياطياته البحرية من النفط والغاز التي يعتقد انها موجودة تحت مياهه الاقليمية. وقال وليامز الذي زار اسرائيل الاسبوع الماضي ان محادثاته أظهرت أنه لا توجد "عصا سحرية" لحل الخلاف. لكن اسرائيل "لا تريد أن تدع هذا الامر يتحول الى نزاع وحتى قد تؤيد شكلا من أشكال التدخل الخارجي" لحل مشكلة الحدود البحرية رغم انها لم تطلب وساطة الامم المتحدة