البنتاغون: جماعة ويكيليكس قد تكون أيديهم ملطخة بدماء

تاريخ النشر: 30 يوليو 2010 - 08:53 GMT
جندي اميركي في افغانستان/أرشيف
جندي اميركي في افغانستان/أرشيف

قالت وزارة الدفاع الاميركية ( البنتاغون) يوم الخميس ان التسريب الذي لم يسبق له مثيل لوثائق عسكرية اميركية سرية هذا الاسبوع بشأن الحرب في أفغانستان قد يتسبب في ضياع أرواح ويضر بثقة الحلفاء في الولايات المتحدة.

وقال مسؤولون اميركيون ان ضابط استخبارات بالجيش قيد الاعتقال بالفعل هو محور تحقيق في تسريب أكثر من 90 الف وثيقة عسكرية سرية نشرت على موقع جماعة ويكيليكس على الانترنت.

ورفض وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس التعقيب على التحقيق لكنه قال انه لا يمكنه استبعاد تسريب المزيد من المعلومات السرية. واعلن أيضا عن خطط لتشديد القيود على الاطلاع على بيانات الاستخبارات الحساسة.

وقال غيتس في البنتاغون في اول تعقيب علني له منذ نشر الوثائق يوم الاحد "لا أدري هل هناك أحد اخر طرف في ذلك الامر."

وحمل الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الاميركية على جوليان اسانج مؤسس جماعة ويكيليكس الذي يقول انه ينشر الوثائق للكشف عن الفساد في الشركات وفي اوساط الحكومة.

وقال مولن "السيد أسانج يمكنه ان يقول ما يطيب له عن المنافع الكبرى التي يعتقد انه يجلبها هو ومصادر معلوماته."

واستدرك بقوله "لكن الحقيقة هي انهم قد تكون أيديهم ملطخة فعلا بدماء جنود شبان او عائلة افغانية."

وقال جيتس انه لا يدري هل ينبغي مقاضاة أسانج جنائيا أم ينبغي معاملة ويكيليكس كمنظمة اعلامية تحميها حقوق حرية التعبير بموجب الدستور الاميركي. وقال "اعتقد انه سؤال لاناس اكثر خبرة مني في القانون."

ورفض غيتس التعقيب حينما سئل هل سيتم توسيع التحقيق ليشمل ويكيليكس نفسها. وقال ان مكتب التحقيقات الاتحادي سيساعد الجيش في التحقيق.

وقال غيتس "التحقيق يجب أن يمضي حيثما يجب ان يمضي واحد الاسباب في اني طلبت من مدير مكتب التحقيقات الاتحادي ان يكون شريكا معنا في هذا هو ضمان انه (التحقيق) يمكنه الذهاب حيثما يجب ان يذهب."

ويقول مسؤولون عسكريون اميركيون ان تحقيق الجيش في حادث تسرب الوثائق السرية يتركز على برادلي ماننج الضابط المتخصص بالجيش الذي اتهم بالفعل في وقت سابق من هذا الشهر بتسريب معلومات نشرتها من قبل ويكيليكس.

وينتظر ماننج المحاكمة بتهم تسريب فيديو سري يعرض هجوما بطائرة هليكوبتر عام 2007 اودى بحياة 12 شخصا في العراق منهم صحفيان لرويترز.

ولم يتم تسمية ماننج او أحد غيره كمشتبه به في أحدث تسريب للمعلومات السرية ولا يستبعد المحققون احتمال تورط عدة افراد.

وهون الرئيس باراك اوباما من شأن اي معلومات كشفت عنها الوثائق المسربة التي اذكت الشكوك في واشنطن مع تزايد مشاعر الاستياء من الحرب الباهظة التكالف التي مضى عليها تسع سنوات ولا تلقى تأييدا شعبيا.

وكان شهر حزيران / يونيو اكثر الشهور دموية على القوات الأجنبية منذ بدء الحرب في عام 2001 ويحذر مسؤولون اميركيون قائلين انهم يتوقعون ان تزداد الخسائر في صفوف هذه القوات خلال الصيف.

والتقى الرئيس اوباما مع فريقه للامن القومي في البيت الابيض يوم الخميس وقال المسؤولون ان الاجتماع ناقش مسألة ويكيليكس.

وقال غيتس -وهو مدير سابق لوكالة المخابرات المركزية الاميركية- (سي.اي. ايه) في مؤتمر صحفي "العواقب في ميدان المعركة لنشر هذه الوثائق قد تكون وخيمة وخطيرة على قواتنا وحلفائنا والشركاء الافغان وقد تضر بعلاقاتنا وسمعتنا في ذلك الجزء المهم من العالم."

وقال ان أكبر بواعث القلق بالنسبة اليه هو الا يثق الافغان والحلفاء الآخرون بعد الان في ان الولايات المتحدة تحافظ على أسرارهم. وقال "انه أمر مدهش الى أي مدى الثقة تهم." وأضاف "أمامنا عملية إصلاح كبيرة يجب ان نقوم بها."

وشملت الوثائق العسكرية السرية التي نشرتها منظمة ويكيليكس يوم الاحد شخصيات بعض الافغان الذين قدموا معلومات للقوات الامريكية.

وقال جيتس انه توجد حلول تقنية لتشديد الامن في شبكات المعلومات العسكرية السرية. وقال مسؤول عسكري ان الاجراءات الممكنة في هذا الشأن تتضمن ابطال بعض وظائف الحاسوب المستخدمة في تنزيل بيانات على قطع محمولة مثل الاسطوانات المدمجة او الذاكرة الوميضية (الفلاشة).

والقت الوثائق ايضا الضوء على الصلات بين اجهزة الاستخبارات الباكستانية والمتمردين الذين يعارضون القوات الاميركية في افغانستان المجاورة.

وقال مولن انه لا تزال توجد بعض الصلات لكن اسلام اباد من الناحية الاستراتيجية تناهض المتمردين.

واعلن أوباما في كانون الاول / ديسمبر عن ارسال 30 الف جندي اضافي وقال انه ينوي بدء الانسحاب في تموز / يوليو 2011 ما دامت الظروف الملائمة موجودة.

وأزعج اعلان الرئيس الاميركي عن موعد بدء الانسحاب بعض حلفائه. ويقول منتقدون ان هذا الاعلان جرأ طالبان على انتظار مغادرة الاميركيين.

قال جو بايدن نائب الرئيس الاميركي يوم الخميس ان الولايات المتحدة موجودة في افغانستان لغرض وحيد هو هزيمة القاعدة في المناطق الحدودية مع باكستان لا لغرض "بناء أمة".

وقال بايدن ان سياسة حكومة اوباما في أفغانستان ليست انشاء ديمقراطية على النمط الاميركي وانما هي القضاء على القاعدة التي يلقى عليها باللائمة في هجمات أيلول / سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

وقال في مقابلة مع قناة (ان.بي.سي) "نحن في أفغانستان لغرض واحد سريع... القاعدة الموجودة في هذه الجبال بين أفغانستان وباكستان."