جدَّدَ المصرف الوطني السويسري (المصرف المركزي)، والمصرف المركزي الأوروبي، والمصارف المركزية في دول منطقة اليورو الـ 18، والمصرف المركزي السويدي اتفاقاً تاريخياً حول الذهب مضى عليه 15 عاماً.
ونصَّ الاتفاق على ثلاثة أهداف رئيسة، أولاً أن يظل الذهب عنصرا مهما في الاحتياطيات النقدية على الصعيد العالمي، وثانياً، ألَّا يكون للأطراف المعنية مشروع، في الوقت الحاضر، لبيع الذهب بكميات كبيرة، وثالثاً أن تواصل المصارف المركزية المعنية التنسيق فيما بينها حول معاملاتها التجارية حول الذهب، من أجل منع أي اضطرابات في الأسواق.
وتناول الاتفاق أيضاً أموراً تنظيمية وتنسيقية بين المصارف الموقعة حول كل ما يتعلق بشؤون التعاملات التجارية في الذهب، ويشمل الاتفاق كلاً من المصارف المركزية في منطقة اليورو (ألمانيا، والنمسا، وبلجيكا، وقبرص، وإسبانيا، وإستونيا، وفنلندا، وفرنسا، واليونان، وإيرلندا، وإيطاليا، وليتوانيا، ولوكسمبورج، ومالطا، وهولندا، والبرتغال، وسلوفاكيا، وسلوفينيا)، إضافة إلى السويد، وسويسرا، والمصرف المركزي الأوروبي.
وهذا هو الاتفاق الرابع على الذهب بين 21 مصرفاً مركزياً أوربياً، وسيدخل حيز التنفيذ فور انتهاء مفعول الاتفاق الحالي في 27 أيلول (سبتمبر) المقبل، ويُعرف الاتفاق الحالي باسم CBGA-3، وهو يسمح ببيع سنوي للذهب بحدود 400 طن بين المصارف المركزية الموقعة.
ورفض الناطق باسم المصرف الوطني السويسري التعليق لـ "الاقتصادية" حول تفاصيل أخرى تتعلق بالاتفاق، قائلاً "ليس لدينا ما نقول خارج البيان الصادر عن المصرف اليوم". غير أن المحلل ستيف تيرنر من مجموعة ماكواري، قال لـ "الاقتصادية" إنَّ الاتفاق يُعتبر بمثابة مفتاح إسناد حقيقي لسوق الذهب، وهدفه العام تحذير السوق من المبيعات المتعمدة، فضلا عن تحديد كمية الذهب التي تباع سنوياً على مدى خمس سنوات.
وتم إبرام أول اتفاق بشأن الذهب في أيلول (سبتمبر) عام 1999 بهدف تنسيق مبيعات الذهب بين عدة مصارف مركزية أوروبية بعد إعلان مفاجئ من المصرف المركزي البريطاني في ذلك العام ببيع كميات كبيرة من الذهب مما دفع الأسعار إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1979، وأدى أيضاً إلى استياء المصارف المركزية الأوروبية وغيرهم البائعون، فضلا عن مهنيي السوق.
وتم تجديد الاتفاق مرتين، في عامي 2004 و2009، في حين أعلن المصرف الوطني السويسري في بيانه أن التجديد الرابع سيتم بحثه في ربيع عام 2019، بعد انتهاء أمد السنوات الخمس للتجديد الثالث.
ووفقا لتقديرات المجلس العالمي للذهب، فإنَّ المصارف المركزية في جميع أنحاء العالم اشترت 535 طناً من الذهب في عام 2013، وهي أكبر كمية منذ عام 1964، وإجمالي الشراء المتوقع لهذا العام قد يصل إلى 350 طناً.